حجم النص
بقلم:يحيى النجار يبدو ان اردوغان قد أفاق من حلمه المزعج الذي كان يتقمصه بأنه السلطان العثماني عبد الحميد او السلطان سليمان القانوني وغاب عنه ان عصر السلاطين والقياصرة والأباطرة قد ولى وانتهى الى غير رجعة وحل محله عصر الديمقراطيات والجماهير، وكان اردوغان يحتاج الى صدمة قوية لكي يستفيق من حلمه الذي ازعج فيه كل الدول من حوله بما فيها اوربا ولم يدع مجالا للشك بأنه يحاول ان ينصب نفسه دكتاتورا على تركيا ودول الشرق الاوسط..الا ان العسكر في تركيا ومنذ مصطفى كمال أتاتورك بعد الحرب العالمية الاولى التي خسرتها تركيا العثمانية وتغير مسار الحكم هناك من عثماني الى جمهوري ومن صفة الاسلام الذي حاول السلاطين ان يلصقوها بهم الى دولة علمانية والغاء الخلافة الاسلامية وجعل تركيا تنحى منحا اوربيا، بما فيه الاختلاط والإباحية وجعل تركيا اكبر سوق للدعارة، وان الجيش التركي يحمي هذه الفلسفة الاتاتوركية ولحد الآن الا ان اردوغان حاول ان يضرب هذا النموذج ولكن بطرق بهلوانية أثارت سخط وسخرية المجتمع التركي والعالمي فهو يدعي الاسلام من جهة ويترك الدعارة تنخر في المجتمع، وادعا الاسلام وترك اللغة التركية التي كانت ايام العثمانين تكتب بحروف عربية الى ان غيرها اتاتورك الى الحروف الانكليزية وترك الصحف الإباحية والملاهي والنوادي والمشروبات الكحولية على حالها..اي انه مجرد اعتقاد بأنه مسلم وبالتحديد من الاخوان المسلمين المرتبطين أساسا بمخططات الصهيونية والأمريكية التي تحاول تجديد المنطقة وبالتحديد منطقة الوطن العربي وتخريب النضال المشروع لدى العرب بإقامة وحدتهم التي يكفلها التاريخ واللغة والعيش المشترك الى مجرد مجتمعات ودول تتناحر فيما بينها وتتقاتل طائفيا ومذهبيا لارضاء نزوات اسرائيل والغرب، ولم يجدوا غير اردوغان ليكون بطل المرحلة فصدق نفسه وحاول ان يكون بطلا وسلطانا يحكم بلاد المسلمين وخصوصا وطننا العربي..بشكل مشوه فخسر نفسه وحزبه المتطرف الذي يأوي الارهابين والدواعش وكل من زاحته الارض فهل الاسلام هكذا! ان الجيش التركي في محاولته الانقلابية الاخيرة قد ضرب ناقوس الخطر وان اردوغان يعاني اليوم من سكرات الموت التي باتت قريبة منه ومن حزبه.