حجم النص
بقلم:رائد العتابي. بالاضافة الى الوضع الامني المتدهور في البلد هناك عامل مهم يزيد من هذا التدهور وهو طيبة وخجل العراقي الذي ليس في موضعه وهل ان تساهل الشرطي في التفتيش والتركيز عليه هي مسالة طيبة ام بلاهه ام ان الشرطي يطمع في كلمة مدح من مواطن من قبيل (والله هذا خوش انسان او خوش ولد تساهل ويانه ) ولقد رايت وسمعت بنفسي ان السائق يقول للركاب ساجعل هذا الشرطي لا يفتشنا عندما اقول له (الله يساعدك او شلونك خالي) وعندما نلتقي بشرطي متشدد في التفتيش او ضابط تنزل عليه اللعنات والسب والشتم من السائق والركاب ولو كان بمقدورهم ان يقضوا عليه لفعلوا. واجهت كلمات قاسية من السائق والركاب عندما اعترضت يوما على توبيخ السائق لشرطي حاول ان يدقق في سنوية السيارة مقارنا بين الرقم والسنوية ، المشكلة هي جهل الشعب وان اول كلمة تبدر من لسان المواطن عندما يفتح موضوع العراق والوضع الامني هي كلمة شعبنا جاهل ولعل اول الجهلاء هو من يلفظ هذه الكلمة . ان الازدواجية الكارثية التي توجد عند الفرد العراقي هي التي تسبب من حيث يشعر او لا يشعر هذه الكوارث التي تصيب البلاد بالاضافة الى التناحر بين ابناء المكون الواحد وان الغاية والهدف هو اسقاط شخصية معينة ولنقل بصراحة رئيس الوزراء واحراجه لما قد يقال على التقدم الذي حصل في تحرير الفلوجة والحاق الهزائم بالارهاب واحراجه حتى وان كانت المجزرة على مستوى ما حصل في الكرادة مثلا من دون اقل خجل او حياء ولكن علينا ان لا نتسرع في هذا الحكم عله يكون خاطئا . ماذا يفعل هذا المسكين الشرطي (المكرود) الذي يعمل حتى يصل راس الشهر لياخذ راتبه ويطعم اطفاله فماذا يفعل عندما ياتيه امر من الاعلى ان افعل هكذا... وهكذا هل له حق الاعتراض واذا اعترض تلاحقه العقوبة بقطع راتب او (زيان كرعه) او الفصل من العمل او ماشابه ، ولنقل يجب ان يعاقب المقصر بشدة ولكن لماذا العقوبة على (اولاد الخايبة) ومن يعاقب الكبار مكمن التقصير والفساد . ذكر سائق تاكسي انه كان يوما متجها الى مدينة بلد وكان معه حمل استوقفه الشرطي في السيطرة ومنعه من الدخول مدة طويلة بعدها جاء له الشرطي قائلا (شنو جكايرك كله كنت) فطلب منه الشرطي واحدة (وكله يامعود اطلع) من دون ان يفتش السيارة هذا هو الوضع الامني في العراق وهكذا هم حماة الامن ولعل هناك الكثير. لسنا بصدد ذكر الامثلة بقدر ما نريد تبيين حجم الكارثة في التعامل مع ارواح الناس ولا ادري الهذا الحد نفس العراقي رخيصة وكما قالوا (الفتك جبير وركعتنه زغيرة) هل نعالج هذه المفردة او غيرها من الفساد الذي ياتي من الاعلى والذي انتشر بشكل سرطاني في المجتمع بحيث اصبح - وللاسف - جزءً من ثقافة المواطن (وهذه حقيقة مرة من الصعب ذكرها)، الحل لا ياتي من الخارج بل ينبع من داخل النفس وهو استشعار المسؤولية وصنعها من الضمير والاحساس بان هذا المواطن هو اخ او اخت او اب او ام وليسوا بغرباء عن الوطن . الحل هو كيف نصنع الثقة المفقودة بين المواطن والوطن وان لا نتساهل في اي شيئ يمس امن البلد ووحدته واستقراره ، فلو ضحينا بالقليل منذ البداية لما خسرنا هذا الكثير من شعبنا وناسنا وخيراتنا وكفاءاتنا وعقولنا التي اغتيلت والاخرى التي فرت واصبحت تحت كل نجم تخدم الغرباء مجبرة لحفظ كرامتها المفقوده في وطنها وسط ادارة وقيادة البلهاء الاغبياء عديمي المعرفة والضمير . الحل لو وجدت مفردة واحدة لا اكثر مما يسمون بالمسؤلين صادقة ومخلصة لم تتلوث بالفساد والسرقة لاتخذها الناس قدوة وانموذجا فهل هذه المفردة المقدسة الغالية موجوده ؟ وهل يجود الزمن علينا بها مرة في هذا الوقت الذي نحن احوج اليها من اي وقت مضى ؟! لنضمد بها هذا الجرح العميق الذي خلفه انفجار الكرادة وجسر الائمة وانفجار الحلة وسبايكر وتفجير مرقد الامامين العسكريين و... و... ولك ان تعد بما تشاء . ولعل داهية الدواهي عندما يصرح وزير الداخلية المستقيل انه تعرض الى ضغوطات من الجهات العليا في تمرير هذه السيارة ولو فرضنا ان السبب هو هذه السيارة اما تحب ان تكون حرا شامخا يذكرك التاريخ والشعب عندما تقول لا وان تحفظ ارواح الذين سقطوا في الكرادة ام انه الجبن وحب الدنيا والنعمة وياللاسف ان يكون المبدا (اسلم انا وليذهب الباقون الى المحرقة) .