حجم النص
بقلم:سمانا السامرائي أتعلمون ماذا يريد الأشرار ؟ سرقة فرحة العيد من قلوب الأطفال هذا كل ما يريدونه، وهذا ما نفعله نحن وقد أظهرنا كل هذا الجزع والإكتئاب ماذا رأى أطفال هذا الوقت من بهجات لنحرمهم بهجة العيد هذا قسراً؟ هل علينا أن نشركهم فعلاً بسنهم الصغيرة تلك بمأساة صنعها الكبار؟ هل عليهم أن يدركوا مرارة الدنيا في وقت مبكرة؟ هل علينا أن نكون أنانيين كالعادة ونقدم مشاعرنا على فرحتهم؟ قال أمير المؤمنين (ع): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.) هل سنجعل الأشرار ينتصرون مرة أخرى ونحقق لهم مبتغاهم بهذه السهولة؟ إنه العيد الذي قيل فيه عن جابر، عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) أنّه قال: "إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى مناد أيّها المؤمنون أغدوا إلى جوائزكم." ثمّ قال: "يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك." ثم قال: "هو يوم الجوائز." قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: "أيُّها الناس، إنّه مَن ورَدَ عليه شهرُ رمضان وهو صحيح سَوِيّ، فصام نهارَه، وقام وِرْداً مِن ليله، وواظب على صلاته، وهجّر إلى جمعته، وغدا إلى عيده، فقد أدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الربّ." وقال الله تعالى في كتابه الكريم ((وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)) لا تضيعوا فرحة العيد فقد غفر الله لنا إن شاء الله وتقبل صالح أعمالنا. والفرح لا يعني إغراق أنفسنا بمتع ومباهج الحياة، هي وجبة دسمة برفقة الأهل، هي دقائق مستقطعة من حياتك المشغولة برفقة الأحباب، هي صلاة وعمل ومتقبل، هي أن ترضا بقدر الله وترى الخير فيه، فكل أمر المؤمن خير، هي أن تدعو للفقيد بالجنان والرحمة، وأن تدعو لنفسك بالجنة لتلتقيه سريعاً، هي أن لا تيأس من رحمة الله مطلقاً. هل سيعود الغائب إن سرقت فرحة الطفل؟ لا بل سيؤذى الشهداء.. الشهداء نالوا جائزة من الله ليس كغيرها من الجوائز أحبهم الله فصطفاهم وقربهم وأدخلهم جنانه من أوسع أبوابها ماذا يوجد في هذه الدنيا للحرص عليه غير فرحة الأطفال؟ كل ما أحبه هنا هو كوني مع الله... وكوني أعبد الله قولاً وفعلاً... عدا ذلك ما العظيم في الدنيا؟ سأكون أسعد لو غادرت له أسرع وبأفضل طريقة وهي "الشهادة" الجزع مصيبة فوق المصاب لم نحتمل القليل في الدنيا، كيف سنحتمل عذاب الآخرة؟ أم كيف سنحتمل الجحيم؟ إختبارات الله هو لطف بنا فشكراً له دائماً وأبداً خذ ربنا حتى ترضى... وتقبل منا هذا القربان وأغفر لنا ما تقدم من ذنب و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ربي إرحم عبادك الذين أحببتهم فأخذتهم إليك، ربي أسألك العفو عنهم وتقبل أحسن ما عملوا و أرفع مراتبنا كي نصل إليهم. اللهم أسألك الصبر على هذه الدنيا الفانية وأسألك أن تأخذني منها شهيدة في سبيلك وأسألك الغوث والرحمة إن أبقيتنا فيها عمراً طويلاً وأعنا على ما تبقى من حياتنا فيها لكي لا نعصيك أو نكون سبب من أسباب شقاء عبادك ووفقنا لحبك دائماً وأبداً... فما بغير حبك نستطيع النجاة