حجم النص
بقلم: حيدر السلامي طرح أحد أصدقائي المغتربين ـ وما أكثرهم ـ في حسابه الشخصي على "فيسبوك" تساؤلات كبيرة عدة، تشير في مجملها ـ لو حظيت بإجابات ـ إلى أن ما حدث في الكرادة الأحد المنصرم لم يكن إلا مؤامرة خطيرة ضد الشعب العراقي ولا يستبعد تورط دول جوار وسياسيين أو مسؤولين عراقيين فيها. وطلب صديقي المغترب من الجميع أن يفكروا بهدوء وبحكمة وليركزوا قبل تأييد فرضيته أو معارضتها وقال إنه تابع وجمع كل ما نشر حول الحدث سواء الصور أو المقاطع الفيلمية أو التقارير التلفزيونية أو التعليقات والمشاركات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبالخصوص فيسبوك باعتباره الأكثر شهرة وتداولاً في العراق. وتساءل أولا: كيف لانفجار سيارة مهما كان حجمها أن تودي بحياة خمسمائة شهيد وآخرين لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ما يزالون مفقودين أو مختفين. ثم أين تلك السيارة المفخخة ألم يبق منها أثر من بقاياها كما في التفجيرات السابقة التي ألفناها؟! وكيف لسيارة مهما كبرت حجما أن تحرق مجمعين تجاريين على شارعين متقابلين وتفصل بينهما مسافة ليست بالقليلة؟! ثم تساءل الصديق: أين الناجون من الحريق، ولم لم نشاهد أحدا يتكلم لوسائل الإعلام أو رجال السلطة سوى ذلك الرجل الذي جعل يردد بشكل هيستيري(حركونه.. حركونه) ألم ينجُ سواه أم ماذا؟! والتساؤل الأهم مما تقدمه: ما قصة الطابق الثالث بمجمع الليث وتلك الغرفة الوحيدة التي لم تصل إليها النيران رغم أن المجمع قد احترق بالكامل. وما معنى وجود السلاح والشاجور وما إلى ذلك مما وجد في تلك الغرفة؟! وباب السطح لم كانت مغلقة بإحكام ويفترض أنها تفتح دائما لوجود المولدات الكهربائية في سطح البناية وهي تحتاج إلى المراقبة والصيانة والتشغيل والإطفاء وما سواه؟! ويتساءل عن كاميرات المراقبة: كيف لم تختزن في ذاكرتها أي شيء قبل الانفجار وأثناءه؟! وما معنى المقطع الذي نشر قبيل التفجير وركز فيه المصور على وجوه بعض الشباب الذين بلغنا نبأ استشهادهم فيما بعد؟! سيارة الإسعاف التي شوهدت متوقفة قبل الانفجار أين هي الآن وهل أقلت من الضحايا أحداً؟ من هو ولماذا؟! والشارع المؤدي إلى المجمعين كان مغلقا ولم يفتح إلى قبل وقوع الحادث بعشر دقائق. لماذا يا ترى وهل هذا من قبيل المصادفة؟ وتساؤل آخر مهم: كيف تفحمت جثامين العديد من الضحايا بينما وجدت إلى جنبهم هوياتهم الشخصية. هل يعقل أن يتفحم جسم الإنسان كاملا بسبب حريق كهذا وتبقى هويته وأوراقه الشخصية لم تمسها النار بسوء؟! خاصة وأن الهويات التي عثر عليها عددها كبير قياسا إلى الجثث الموجودة. وينقل صديقي المغترب وهو إعلامي أيضا ومثقف أنه وبحسب متابعاته الشخصية علم من عراقيين أنهم تلقوا اتصالات هاتفية من أبنائهم وبعض أقاربهم يطمئنونهم بعد التفجير عن سلامتهم وأنهم في طريق العودة إلى بيوتهم لكنهم فقدوا في الواقع ولحد الآن لم يعثر على أحد من أولئك الناجين. وأخيرا يرجح صديقي أن يكون المجمع قد زرع بعبوات من مواد حارقة كالفسفور وهو سريع الاشتعال في إطار مؤامرة كبرى دبرت بليل بغية النيل من انتصار العراق على "داعش" في عقر داره "الفلوجة" ولكي تنغص على الشعب العراقي الفرحتين بالعيدين معا: عيد الانتصار وعيد الفطر المبارك. ويعود ليتساءل مستشيطا غضبا: كيف يحصل كل هذا الدمار وتقع كل هذه الضحايا بسبب تفجير سيارة لم يتبق منها شيء ولم تترك حفرة في الشارع حتى؟! بهذا التساؤل ختم صديقي منشوره في فيسبوك داعيا إلى المناقشة والمشاركة والتعليق والإعجاب وكل الوسائل والسبل الكفيلة بإيصال ما طرحه على المعنيين والمختصين والمحللين والمسؤولين الحكوميين خاصة للبحث عن إجابات مقنعة ولا نملك هنا إلا أن نضم صوتنا إلى صوت هذا الصديق ونكبر فيه حرصه على كشف الحقائق ونصرة المظلومين ونطالب معه الحكومة وكل منظمات حقوق البشر في العلام وبصوت عال يصك الأسماع ويلقي الرعب في قلوب المجرمين، بفتح التحقيق الواسع والشامل والمهني الدقيق لمعرفة حقيقة ما جرى في الكرادة. وأن لا نهمل مثل هذه التساؤلات المشروعة وأمثالها حتى لو عدت في عرف البعض احتمالات أو تحليلات شخصية، بل حتى لو اتهم صديقي بالتخرص أو الخرف مع أنه ما يزال شابا ويتمتع بصحة جيدة وعقل راجح، بل حتى لو اتهم بأنه يحاول لعب دور المحقق كونان أو شارلوك هولمز ليخطف الأبصار ويجلب الأنوار إلى شخصه، بل حتى لو ثبت كل ذلك عليه وبالبرهان والدليل. يجب أن نكتشف الحقيقة ونعرف هل كانت تلك مؤامرة مدبرة أم عملا إجراميا عاديا أم قضاء وقدر وهل ستسجل ضد مجهول؟! هذا ما نريده ببساطة لأنها قضية وطن. قضية دم عراقي مراق. فلا تقبل التنازل أو التساهل بأي حال..
أقرأ ايضاً
- هل تحلّ نظرية المؤامرة لغز كورونا ؟
- كورونا بين المؤامرة والتشاؤم والامل والدعاء
- مؤامرة أم "نظرية المؤامرة"