حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي أكتب كلماتي إليكم والقلم خجلان مما يكتب بل ويرتعش ويستحيي ممن كل ما أقوله بحقكم فقد كانت رجولتكم وعراقيتكم مثار فخر وزهو لكل عراقي وعراقية وشريفة وغيورة وأنتم تسطرون بصدوركم ودمائكم تأريخ العراق المشرف والمشرق والذي بكم يبقى هذا التاريخ متألق وبراق يشع بتألقه لكل العالم وهو يقول أنه (أنه أبن العراق والعلم والتاريخ، أشك حلگه اللي يفرق سني وي شيعي) ملاحم البطولة التي تسطروها اليوم في معارك البطولة وفي أرض الفلوجة هي ملاحم خالدة سوف تسجل في سفر التاريخ بأحرف من نور لأنها امتداد لبطولات أجدادكم من الأمام علي والحسين والعباس(عليهم السلام) وكنتم خير أحفاد للصحابة المنتجبين من أنصار الأمام الحسين(ع) أحفاد عابس الشاكري وحبيب بن مظاهر ونافع بن هلال وغيرهم وكنتم بذلك تمثلون بعراقيتكم هؤلاء العراقيين من أجدادكم وعلى رأسهم مالك بن الأشتر وكذلك وفاء المختار الثقفي ووفاءه وعزيمته على نصرة الحق ورفض الباطل وعدم مهادنته. فكنتم خير أحفاد وخير رجال بررة لا تقبلون بالذل والمهانة ولا تقبلون بدنس الأجنبي والمحتل وتترجمون ما ترفعه بيارقكم على آلياتكم وعلى ظهوركم في شعارات الحسين وأهمها (هيهات...هيهات منا الذلة) فكنتم وفعلاً ما يقال عنكم أنكم رجال المهمات الصعبة وتدافعون عن العرض والشرف وانتم ترفعون علم العراق عالياً وشامخاً فقد كنتم خير نطف من أصلاب خيرة الرجال وخرجت من أرحام مطهرة وعراقيات لم ترضى إلا بتربية أبناءها على الشرف والعزة والغيرة فكنتم تحملون كل معاني الكبرياء والشموخ والتحدي وتصنعون التاريخ وتسجلونه بدمائكم الطاهرة لتفخر كل أجيالنا القادمة وأبنائكم بما تصنعون من مفاخر يعجز الكثير من الرجال عن فعلها فهنيئاً لكم بما تسطرون من سفر خالد في التاريخ الإنساني والذي حار العالم في وصف هذا الشعب الحي والذي حاول الأعداء ومن مختلف الجهات تدميره ومسح اسمه من خارطة العالم وبكل الطرق والوسائل وأخسسها وأكثرها وحشية وإجراماً ولكن سرعان ما ينهض هذا الشعب العظيم معافى ليلم شتاته ويلئم جروحه ليخبر العالم كله بأن الحصان العراقي وفارسه الشعب العراقي الكريم قد نهض من كبوته وطابت جروحه وليخبر البشرية بأنه بطبق المثل العربي الذي يقول(لكل فارس كبوة ولكل سيف نبوة) وليكون أولاد الأمام علي والحسين والعباس(عليهم السلام) مشاريع للاستشهاد والركض نحو القتال والمعارك بكل شوق ولهفة ولتصح عنهم مقولة الأمام الحسين في أصحابه المنتجبين(والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب أمّه)وهكذا هم العراقيين هم أباة الضيم والذلة والمهانة والتاريخ يشهد لهم وهاهم أبناء الجنوب والفرات الأوسط يعيدون ملامح أجدادهم في ثورة العشرين وكيف انتصرت الفالة والمگوار على أعتى جيوش العالم في ذلك الوقت بريطانيا وهاهي صور التواصل الاجتماعي تتناقل صور أبطالنا وهم فرحين ويضحكون في قتالهم مع جرذان داعش ولايهابون الموت وصورة الجندي وصورة المقاتل الذي يقاتل وهو في لباسه الداخلي ويعتلي الربوة ولا يهتم بما يقوم العدو وهو يذكرنا بعابس الذي خلع لآمة حربه عند بروزه لقتال جيوش الكفر والطغيان من جيش يزيد(لعنه الله) ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه وانتم أيها المقاتلون هذا التاريخ وتسطرون أروع الملاحم وتلتحقون بركب الأمام الحسين(ع)وأنصاره المنتجبين. فأليكم أهدي هذه كلماتي المتواضعة يا من كحلتم عيون العراقيات بنصركم المؤزر هذا ولتفرح كل عراقية وأم حملت هذه النطف البطلة ولتتجمل عراقية بتراب بساطيل هؤلاء الأبطال والذين وكما قلت سابقاً أن أقبل تراب بساطيل هؤلاء النشامي من أسود الرافدين ولتكون تحرير الفلوجة وتطهيرها من دنس الدواعش هو بداية لبناء العراق الجديد وجيشه العظيم وكل قواته الأمنية ولترتفع هامات الرجال من حشدنا الشعبي المقدس الظهير القوي لقواتنا المسلحة حماة العراق الخيرين وجند المرجعية الأصلاء والذين لبوا نداء الواجب والدين وبكل تفاني وإخلاص حاملين دمائهم على أكف راحة أيديهم فطوبى لهم وتحية لهم ولشهداء حشدنا الشعبي المقدس والذين هم في أعلى عليين في جنات الخلد. وتحية وتقدير وانحناء لكل الهامات الشامخة من جيشنا لعراقي الباسل والأبطال من مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وكل الأشاوس من صنوف قواتنا المسلحة ولصقور أجوائنا الأبطال ورجال الحشد من عشائر الأنبار الشرفاء الذي بهم نزهو ونفاخر وبهم حموا العراق أرضاً وسماءً فلكل هؤلاء أقول لهم نّعِم الأبناء أنتم أيها العراقيون ونعم الأصلاب والأرحام التي خرجتم منها وانتم من ينطبق قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] وهاهي مرجعيتنا الرشيدة ممثلة بآية الله الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام الله ظله الوارف) وفي بيانه الأخير وفي خطبة الجمعة الأخيرة وعن ما يحدث من معارك التحرير في الفلوجة فيصف هؤلاء المقاتلين الأبطال بقوله (إننا لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم ولا يسعنا إلا إن نقول إنكم حقاً الأجل قدراً والأعظم أجراً ومثوبة من جميع من سواكم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً..) فهنيئاً لكم لهذه المنزلة العظيمة التي حظيتم بها والتي أصبحت في موازاة أنصار الأمام الحسين(ع)لتلتحقوا بالركب الحسيني وبوركت السواعد الملحة من العراقيين وهم يخوضون معارك الشرف والكرامة في سوح الوغى فأنتم نفتخر ونزهو ونقول أنكم فعلاً رجال العراق الأوفياء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى