- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أين تشير بوصلة الإصلاح في العراق؟
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي انشغل العراقيون في الفترة الأخيرة بسيادة مفهوم الإصلاح والتغيير وكان الشغل الشاغل لكل شرائح المجتمع وبمختلف ألوانهم وأطيافهم وكان خير عمل لإلهاء العراقيين وجعلهم في شاغل وهذا ما تعودناه من كل حكوماتنا المتعاقبة في خلق الأزمات وخلق الضبابية في كل الأمور المصيرية الخاصة بالبلد والشعب بحيث طفت هذين المفهومين على الساحة العراقية سواء السياسية منها أو غيرها ليتم نسيان كل ما حملت الأيام الماضية والخوالي من جراحات دامية ونازفة كان فيها شعبنا العراقي الصابر الجريح هو الضحية على الدوام من مسلسل التفجيرات والعنف والذي لا يزال شاخصاً ولحد الآن وبنجاح منقطع النظير إلى اجتياح داعش الأراضي العراقية وارتكابه المجازر الدموية بحق المواطنين وما يمثله من تهديد لأمن للعراق واستنزاف العراق اقتصاديا وتدمير الاقتصاد العراقي والبنى التحتية وبدون إي رحمة وبمعاونة كل الجهات الخارجية وحتى الداخلية وبضمنهم المحتل الأمريكي والصهاينة ودول الجوار وكل من له يد ومصلحة في العراق ليتعرض البلد إلى ضائقة اقتصادية لا ترحم وليقع وكالعادة فريستها الشعب العراقي من قبل وحوش انقضت على فريستها وبدون أي رحمة أو رأفة وكما يقال في المثل العامي (البعير عندما يقع تكثر عليه سجاجينه)ولتطفو على القمة وأكثرها بشاعة ودموية مذابح قامت بها عصابات داعش لخيرة أبناءنا من جيشنا وقواتنا الأمنية ومن أهمها مجزرة سبايكر وسقوط الموصل ومذبحة سجن بادوش والصقلاوية وغيرها من المذابح الكثيرة والتي سرعان ما تم نسيانها الشعب والتي تجري وأمام أعين ناظري ساستنا وكل قادتنا من كل المكونات ليطووا تلك الصفات الدامية وكل المحن والويلات التي جرت على عراقنا الجريح لتبقى فقط مفهوم الإصلاح والتغيير هو السائد والذي كان فقط مفهومين ليس لهما أي تطبيق ومعنى فعلي على صعيد الواقع العراقي بل كله كان مصطلحين يستخدمه كافة ساستنا سواء في السلطة التنفيذية والتشريعية وكل الساسة في المنطقة الخضراء هو كان لأجل الاستهلاك المحلي وذر الرماد في العيون ومن قبل أعلى الهرم في السلطات كلها وليتم التعتيم عن كل ما يجري من سرقات ونهب والتي لا توجد مثلها في العالم أجمع وبأعلى الأرقام ومن قبل الجميع ليقع العراق في هاوية الضائقة الاقتصادية والتهديد بالإفلاس وليصبح العراق من أسوأ البلدان في العالم وليحتل المراتب المتقدمة في الفساد وليمر بأشد الأوقات العصيبة والمظلمة في تاريخ العراق الحديث. وانطلقت المظاهرات التي تنادي بالإصلاح والتغيير والتي أخذت فترة من الزمن ليست بالقصيرة والكل ينادي بذلك وبضمنهم رئيس الوزراء بذلك المفهومين والتي باعتقادي إن كل من في داخل هؤلاء الساسة لا يؤمن بها وأنما كان يصرح بها من أجل التبويق الإعلامي ولتأتي المرجعية الرشيدة(دام الله ظلها الوارف) لتؤكد على ضرورة القيام بالتغيير والإصلاح والتي كان همها الأول هو مصلحة العراق والعراقيين ولكن كالعادة في شغل الناس وتنزيل التصريحات التي لاحد لها من قبل كل العاملين في السياسة وفي المنطقة الخضراء لم نجد أي أجراء تم فعله بل كانت كل الإصلاحات هي عبارة عن كلام فقط ومجرد حبر على ورق وهذا ما حذرنا منه منذ بداية إطلاق عملية الإصلاح والتغيير لدرجة أن المرجعية قد بح صوتها من كثرة إصدار التوجيهات والنداءات حتى بح صوتها كما وصفت ذلك في أحدى خطبها لتترك عملية التوجيه السياسي في خطبة الجمعة لأنه لا حياة لمن تنادي. وقد تم تحميل المرجعية وكالعادة كل الأخطاء التي تحصل في العراق وعدم قيامها بواجبها (حسب مايتصوره البعض)وكأن من يقول ذلك أنه له الحق والشرعية المطلقة في توجيه المرجعية والقيام بواجباتها حسب ما تمليه أهواء وأمزجة هؤلاء الناس من القصيري النظرة والذي أصفهم بهذه الصفة ولنقف عند هذه المسألة ونقول رأينا في هذه المسألة. حيث من المعلوم أن الشعب هو من أنتخب هؤلاء الساسة وكانوا دعاتهم من القواعد يطبلون لهؤلاء الموجودين من الأحزاب الدينية سواء الشيعية أو السنية وحتى التيارات المدنية والعلمانية الذين انتخابهم من أمثال مثال الالوسي وشروق العبايجي وفائق الشيخ علي والذين اثبتوا فشلهم ولم يشاركوا حتى في اعتصامات النواب ثم لننظر إلى التابعين للأحزاب والكتل من إتباع تاج راسك وأبناء المرجعية والذين بإشارة واحدة يتحركون بدون أي نقاش وهذا ما حدث مع أتباع التيار الصدري حيث بإشارة من قائدهم السيد مقتدى الصدر انفض كل شيء في فترة الاعتصام أمام أبواب المنطقة الخضراء ولم يسأل احد عن سبب ذلك لأن الأمر مطاع ومقدس أما أبناء المرجعية فالأموال وكارتات الموبايل تحركهم و يخرجون كلهم في مسيرات تأييداً لأبن المرجعية وهذا مايعرفه ابسط مواطن عراقي والملتقيات الأسبوعية وصلاة الجماعات في القاعات الفخمة والمزركشة ولأنقل ماتقوله الكاتبة سلام خياط عن هذا الموضوع في مقال قصير لها بعنوان{إعلم انهم سرقوا كل شيء منك حتى (الله)}وهو كلام يغني عن كل كلام إذ تقول (عندما يكون لديك أكثر من ٥ مليون يتيم و ٢ مليون أرملة ونسبة فقر تصل إلى ٣٠ بالمية ونسبة بطالة تصل إلى ٤٨ بالمية ومدارس طينية وجهل وتشرد ونزوح وتهجير ومذابح وفساد وقتل وهجرة للعقول وأصحاب القرار يقفون في هذه القاعة المزخرفة للصلاة قبل إن يذهبوا لتناول العشاء الفاخر ليحتفلوا بعدها بعيد الغدير اعلم أنهم سرقوا كل شيء منك حتى (الله) هنا يكون الرقص اشرف من الصلاة وتكون الحانة اشرف من هذه القاعة المزخرفة لو بعث الإمام علي من جديد فلا شك انه سيتبرع بهذه القاعة للفقراء أو ربما يقيم مأدبة عشاء فخمة للأيتام هم سرقوا منا كل شيء) ولا ادري هل هذا الخطأ يجب ان تتحمل وزره المرجعية في وجود جماهير تحركهم الطمع وحب الدنيا والأموال من جهة وشعب جاهل يتبع قائده إتباع أعمى وبدون أي فهم أو أدراك وباعتقادي المتواضع أن المرجعية لو أصدرت أي توجيهات بخصوص مايحصل فسوف لن يتبعها أحد بل وحتى الهجوم عليها من قبل الأقلام المأجورة والتي هي موجودة وحدث بلا حرج وتكتب بما يمليها لها اصحب القرار السياسي من رؤساء الأحزاب والكتل وأزلامهم الساة وهؤلاء الكتاب من وعاظ السلاطين وعبيد الدرهم والدينار والذي أصبح في الوقت الحاضر عبيد الدولار وقد وصفهم د. علي الوردي بوعاظ السلاطين.. فالمرجعية قد وقفت في مواقف عدة وحمت العراق عندما وجدت أن حضورها يزيل كل الخطر عن العراق والعراقيين ودعوة الجهاد الكفائي هي خير دليل على ما نقول والذي يبدو أنه نسيتم وقفتها المشهودة في هذا الأمر. فاتركوا المرجعية ولا تدخلوها في ألاعيب السياسيين القذرة والتي تعرف كل شيء عنهم والتي تتنزه عن ذلك والدخول في هذه اللعبة القذرة، حما الله مرجعيتنا وتبقى صمام امن العراق والعراقيين. والذي ما يحصل الآن من اقتحام المنطقة الخضراء من قبل الجماهير الغاضبة لهو خير دليل على ما نقول بعد أن وعد السياسيين السيد مقتدى الصدر بحصول التغيير الوزاري والإصلاح ولكن في جلسة يوم السبت يبدو أنه نكثوا كل وعودهم ورجعوا إلى المحاصصة والتي تجري في دم هؤلاء الساسة لأنه فيها تتجسد فيها كل مصالحهم ومكاسبهم بعد أن أصبحوا إمبراطوريات مالية ضخمة تسير في العراق ومن تجار الحروب كما يجب أن يقال عنهم وعلى حساب معاناة الآم ومآسي شعبنا العراقي الصابر الجريح مما حدا بالسيد مقتدى الصدر بإعلان اعتكافه وتجميد عمل التيار الصدري وانسحاب نواب كتلة الأحرار لتأكده أنه لا ينفع العمل مع هؤلاء السياسيين الأفاقين والذين هم يحملون من صفة الكذب والدجل جريان الدم في شرايينهم لتدخل هذه الجماهير الغاضبة إلى المنطقة الخضراء(سيئة الصيت)في وضع امني مهزوز وترقب بقيام داعش وأذناب البعث بعمليات إرهابية وخصوصاً في حزام بغداد في ضوء هذا الوضع المختل في بغداد والتي ندعو من الله أن تمر هذه الغيمة بسلام وان تكون برداً وسلاماً على بغداد وعلى العراق والعراقيين. ولهذا كان عدم تدخل المرجعية ونظرتها الحكيمة للأوضاع وهذا هو سبب اعتكاف المرجعية والتي تعرف من هم الموجودين في الساحة السياسية ومدى فسادهم وألاعيبهم والتي الكثير من القصيري النظرة انتقدوا المرجعية وﻻموها على تصرفها ليشكل موقف المرجعية اكبر صفعة لكل المشككين بها ومعرفتها بها ولتبقى مرجعيتنا الرشيدة ممثلة بآية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني(دام الله ظله الوارف) صمام أمن وأمان العراق والعراقيين ولتبقى نظرتها الحكيمة والأبوية الحصيفة هي خيمة يجب أن يستظل بها كل العراقيين ويسير على هداها كل العراقيين أن أرادوا خلاص العراق من كل المحن والويلات التي يمر بها. وللموضوع فيه لنا وقفات أخرى إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.