حجم النص
علي دجن بعد الخوف و الجوع الذي جان يعيشه العراق على مدار ستة و ثلاثون عام، حتى أزيح ذلك الكابوس الذي جثى على صدر المواطن، ففسحت له الحرية، و أصبحت الديمقراطية وليدة العراق الحديث بعد عام ٢٠٠٣م، فصارت الكلمة هي للفرد العراقي، ولكن سيطرت العاطفة على عقله وصار يأتمر بالحزب المتنفذ. العاطفة العراقية؛ ذهبت بالمواطن الى سياسة عرجاء فاقدة لساقة التفكير و الحداثة، حتى جر الى هاوية الهتافات و النزاعات الحزبية، و المستفيد الوحيد من هو خلف كواليس الحزب، حتى وصل العراق الى صوب الطائفية و المحاصصة الكتلية في العراق، حتى ترسخت هذه الفكرة في دهن المواطن من يطلق شعاراً بعيدا عن الوطنية، و تابعاً للحزبية. سكوت المواطن؛ على مدار ثلاثة عشر عام، والحكومة تسرق و تنهب منذ ان كانت ميزانية انفجارية في العراق، حيث لا رقيب و حسيب، وهو يشاهد التلفاز كيف تسير الامر، من خلف تلك الشاشات التي تلون الخبر حيثما تريد، جيوب تدفع من اجل إيصال تلوين الصورة القبيحة للحكومة، و استمر المواطن حيث الخطابات المستمرة عليكم بالتغيير ؛ المجرب لا يجرب، وغيرها و ما يزال الصمت المرير يجري على شفاه المواطن. الانتخابات؛ بعد مرور ستة و ثلاثون عام على الاجبار و الاقسار للمواطن بكتابة كلمة واحدة (نعم - لا) و جاءتهم الانتخابات التي تخرجهم من العبودية الى الحرية، لكن المواطن بقي يتبع عاطفته، و توجهه نحو القائمة التي تؤيد ما يتبع لا ما يتبع العمل و الإنجاز و النجاح، حتى أخذت الطائفية و الحزبية و المحاصصة، فذهب بالعراق الى أنهيارات عديدة منها الانهيار الاقتصادي. هناك الكثير من الفقراء الذين هم معتمدون بشكل مباشر على غيرهم من لديهم السن, الا أن هؤلاء هم أغبياء في التصرف؛ او أنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة, وهذا مما يجعل الشعب ينحدر نحو الاسوء, حيث نرى الشعب اليوم يدفع بنفسه الى المعارك ويقدم الغالي و النفيس من أجل تثبيت مناصب الدولة الفاشية. الشهداء الذين يروحون ضحية الخطأ السياسي بدلا عن أولاد المسؤولين المتسببين في ذلك الانفلات الامني, والانهيار الشامل, هل هذا هو الصحيح, أم ذلك الحبل الذي التف على رقبت صدام؛ مقتصرا على صدام فقط, ولا ينال الرؤساء الذين تلوه, الشعب هو مصدر السلطات, والسلطات تطغى من خلال الشعب. اليوم نرى الشعب يصحو من تلك الغفلة التي كان يقودها السراق, ويتجه نحو أصلاح الوضع من خلال أبداء الرأي و متابعة ما افسد, لكن على القضاء أن يكون مستقل في محاسبة الفاسدين, و الابتعاد عن الحزبية و المحاصصة, و نذهب بالسارقين من أي حزب الى منصة الحبل الذي تعلق به صدام. فالشعب ليس بغبي , أنما الشعب عاطفي.