- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شعبنا والتغيير وساستنا والإنبطاح
حجم النص
بقلم: نبيل المسعودي واهم من يحاول ان يقلل من اهمية ما تشهده البلاد من تغييرات على المشهد السياسي في الوقت الحالي، فالبلاد ماضية نحو التغيير، وهذا التغيير ربما سيكون ليس بمستوى الطموح ولكنه سيشكل تاسيس للمرحلة القادمة، فما تشهده العاصمة بغداد ومثلها العديد من المحافظات حركت الساكن وجعلت البعض من الساسة يظهر ما بداخله من نوايا وأهداف كامنة، فالحراك المحموم والتكالب على السلطة جعل الكثير من هؤلاء الساسة يطرق ابواب دول الجوار والدول المؤثرة في واقعنا السياسي المرير للحيلولة دون استبعاده هو وحزبه أو كتلته عن المناصب التي تنعموا بها وموالوا احزابهم وتياراتهم من خلالها. وبالتأكيد فان ما تشهده البلاد من تداعيات ومن ارهاصات لهو كاف لفضح الكثير من الوجوه التي كانت تتستر خلف الوطنية والولاء للشعب، والحراك السياسي الحالي استطاع ان يعري تلك الوجوه الكالحة ويجعلها مكشوفة النوايا امام الشعب، ولكن فيما يبدوا وللاسف ان الشعب ما زال عاجز عن التغيير وعن الوصول الى المسار الصحيح، كونه ارتضى ان يكون جزءا من لعبة الكراسي التي يلعبها الساسة والتي استطاعوا من خلالها ان يحشدوا الشعب تحت مسميات قومية وطائفية ومذهبية ومناطقية، أوصلت الساسة الى مبتغاهم وجعلت الشعب ساحة للصراعات ولتصفية الحسابات، واليوم وفي هذا الوقت بالتحديد ما احوجنا الى ان نكون أكثر وعيا لندرك ما يدور من حولنا من صراعات سياسية وحزبية، وأكثر دراية بما خلّفه لنا هؤلاء الساسة اللاهثون خلف المناصب التي درت عليهم الثروات من مشاكل ومن أزمات، بدءا من جعل البلاد ساحة للحرب والتناحرات ووصولا الى نشر الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة بسبب التراخي والتقاعس في محاسبة المفسدين، وما احوجنا اليوم الى ان نكون اكثر تقبلا للتغيير، لاصلاح واقعنا المزري الذي اراده لنا ساسة الولاءات الاجنبية ومن خلفهم دول الجوار التي تدافع عن مصالحها عبر ابقاء حالة التشرذم الطائفي في البلاد، كما وان الولايات المتحدة وبالتحديد في هذه الفترة قد اخرجت كل ما في جعبتها من دعم للساسة في البلاد، ضاربة بعرض الحائط كل الجماهير التي خرجت ضد هؤلاء الساسة الفاشلين ومعلنة دعمها الكامل للعملية السياسية في العراق، والتي هي في واقع الحال لم تكن عملية سياسية بالمعنى الصحيح وانما كانت مجرد تقاسم للسلطات والثروات بين الاحزاب والكتل الحاكمة، بل وحتى الاكراد الذي لطالما ماكانوا يصعّدون في المواقف وبالتهدي بالانفصال فتراهم اليوم يكثرون من الحضور الى بغداد ويلتقون بساستها سواء كان في اربيل أم في العاصمة، حتى انهم أعلنوا انهم سيرسلون وفدا كرديا لحل المشاكل العالقة مع حكومة بغداد. وكل ما اسلفنا يوضح لنا ان حركة الشعب تخيف الجميع وحين تصحوا الجماهير ستكون عائقا امام كل الطامعين والطامحين في النيل من ثرواته، ولذا فعلى الشعب ان يواصل الضغط ولا أن يرضى بانصاف الحلول التي يحاول ان يقحمنا بها الساسة المراوغين، عن طريق ما يتفوهون به من وعود كاذبة بالاصلاح وبمحاربة الفساد، فالفساد المستشري هم من أوجدوه وهم المتهمين به فكيف يحارب الفسادون الفساد علينا ان نكون اكثر تصميما وان لا ننتبه الى من يضع العصي في العجلات والى من يحاول ان يقلل من ثورة الشعب ضد الفاسدين فالتغيير ممكن ان يكون والشعب قادر على ذلك اذا اتملك الارادة الصحيحة والصادقة، واذا ما كان رقيبا ومحاسبا لكل الذين يحاولون العبث في العراق وأرضه..
أقرأ ايضاً
- دعوة للمراجعة والتغيير.. عن نظام القبول المركزي في الجامعات العراقية
- شعبنا ما زال بخير..
- الانتخابات المبكرة والتغيير السياسي