- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
(آلُ سَعُودٍ) والارْهاب..تَوْأَمٌ سِيامِيٌّ*
حجم النص
بقلم: نـــــــــــــزار حيدر الجُزْءُ الثّاني اذا اخذنا بنظرِ الاعتبار هذه الحقائق النّاصعة وغيرها والتي لا يرقى اليها الشّك قيدَ أنمُلة، فسيتأكّد لنا بأنّ آل سَعود هم منبع الارهاب في العالم وحاضنتهُ الاولى، فالإرهابُ وهابيّ العقيدة سَعوديُّ الرّضاع والمنبت والحاضِنة. لقد بدأ العالم اليوم يفصح عن الكثير من الحقائق التي تتعلّق بالعلاقة التوأميّة بين آل سَعود والارهاب، فلقد انتشرت في الأشهر القليلة الماضية عددٍ من الكتب الموثّقة في عددٍ من العواصم الغربيّة بهذا الصّدد، كما نشر الكثير من الباحثين مقالات وأعمدة رأي وبحوث تسرد الحقائق والوقائع التي تربط الارهاب بآل سَعود، فضلاً عن العدد الكبير من البرامج التلفزيونية والافلام الوثائقيّة في كبريات القنوات العالميّة، ليس لأنهم اكتشفوا ذلك متأخّرين ابداً فهم يعرفون الحقائق وبالتّفاصيل المملّة اكثر وأفضل من غيرهم، وأنّما ارتأت مصالحهم الآن تحديداً الإفصاح عنها، وهذه هي طريقة الاستكبار العالمي في التّعامل مع عملائهِ، يسجّلون عليه الأرقام والافلام ويحتفظون بالوثائق والملفّات لساعة الحاجة، فاذا حانت كشَفَ عن كلّ شَيْءٍ وفضحَ المستور شيئاً فشيئاً، وليس دفعةً واحدةً، ليمرّغ انفهُ بالوحل، كما فعلوا مع طاغيتهم الذّليل صدّام حسين، عندما لم يعُد يخدمهُم في شيء، والذي ظلّوا يتستّرون على جرائمهِ البشعة حتى حانت لحظة الحقيقة! فعندما قصف الطّاغية مدينة حلبجة بالسّلاح الكيمياوي فاستشهد على أثر ذلك اكثر من (٥) آلاف مواطن وجُرح وأُصيب بالعَوَق والعاهات المستديمة أكثر من (١٠٠) الف مواطن آخرين، وقتلت الغازات السّامّة كلّ أسباب الحياة، لم ينبس المجتمع الدّولي ببنتِ شفةٍ وكأنّ شيئاً لم يكن أَبداً على الرّغم من صُراخ الأيتام وعويل الثّكالى وعديد الشّكاوى التي قدّمتها أُسر الضّحايا لمختلف الهيئات والمؤسّسات الدّولية المعنيّة بحقوق الانسان، ولكنّهُ، المجتمع الدولي، كشف عن كلّ الحقائق والوقائع والوثائق والتّفاصيل بمجرّد ان قرّر فضح النظام وتهيئة الرّأي العام لتقبّل قرار الحرب عليهِ لإسقاطهِ وإزاحتهِ عن السّلطة في بغداد!. كذلك، فَيومَ ان شنّ نظام الطّاغية الذّليل حربهُ الشّعواء على الشّعبَين الجارَين، العراقي والايراني، دامت زهاء (٨) سنوات راح ضحيّتها الملايين من النّاس ودمَّرت بلدَين كاملَين وكلّ ذلك من أجلِ نزواتِ وأنانيّات (القائد الضّرورة) ظلّ المجتمع الدّولي وهيئة الامم المتّحدة يرفضان الحديث عن وتحديد البادئ بهذه الحرب اللّعينة، ولكنّهما بادرا فوراً الى تسمية البادئ، نظام الطّاغية الذّليل، لحظة ان احتاجا الى تهيئة الارضيّة المناسبة لتحشيد الرّأي العام ضدّهُ ليتقبّل قرار الحرب عليهِ لاسقاطهِ وإزاحتهِ عن السّلطة في بغداد!. برأيي، فانّ المجتمع الدولي لم يعُد يُطيق وجود نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية المتحالف مع الحزب الوهابي السّلفي التّكفيري، ولذلك بدأ حملتهُ السّياسية والديبلوماسيّة والإعلاميّة ضدّهُ وبهدوءٍ بسياسةِ الخطوة خطوة، فجاء قرار الاتّحاد الأوربي بالتّوصية لأعضائهِ لوقف صفقات السّلاح الى الرّياض، وقبل ذلك تصريحات وزير خارجية بريطانيا التي دعا فيها لإجراءِ تحقيقٍ دوليٍّ عن جرائم الحرب والجرائم ضدّ الانسانيّة والتّطهير العرقي التي اقترفها نظام آل سَعود في اليمن والتّصريحات المتكرّرة في هذا الإطار التي ادلى بها السَّيّد بان كي مون الامين العام لهيئة الامم المتّحدة او أَحد معاونيه او المتحدّثين الرسمييّن باسمهِ، وأخيراً وليس آخِراً التّصريحات النّارية التي أدلى بها مؤخّراً الرئيس الأميركي باراك اوباما والذي فضح فيها نظام القبيلة بشكلٍ غير مسبوق ابداً، والتي سبقتها جلسة الاستماع الفريدة من نّوعها في تاريخ العلاقة بين واشنطن والرياض والتي عقدتها إحدى أهم لجان الكونغرس الأميركي قبل عدّة أسابيع، بحضورِ عددٍ من المعنيّين في ملفّ الارهاب والتي انتهت الى النتيجة الصّحيحة التي تقول بأَنّ كلّ الارهاب باسم الدّين في العالم مصدرهُ ومنبعهُ آل سَعود والحزب الوهابي. امّا في المنطقة فلقد أدارت انقرة ظهرها للرياض لتبدأ حِلفاً جديداً مع طهران يقوم على أساس المصالح المشتركة ولعب الدّور المشترك لحلّ الملفّات الساخنة في المنطقة تحديداً، بعد ان تبيّن لانقرة بأَنّ الرياض لم تعد حليفاً يمكن الرّهان عليه بسبب سياساتها المتهوّرة التي ورّطت حلفائها وعلى رأسها انقرة في مشاكل وأزمات كانت تركيا في غنىً عنها وكان بامكانِها ان تتجنّبها، وعلى رأس هذه الأزمات توريط انقرة بالارهاب عندما تحوّلت الى حاضنة أساسيّة للارهابيّين وممرّ آمن لهم الى سوريا والعراق من مختلف دول العالم، وها هي الآن تدفع الثّمن غالياً جداً يضع أمنها واقتصادها وسياحتها ومكانتها الدّولية على كفِّ عفريت وفي مهبِّ الرِّيح!. فلماذا؟ لماذا بدأ المجتمع الدّولي يكشف عن أسرار العلاقة بين آل سَعود والارهاب؟ وبدأت بوصلة التّحالفات تختار اتجاهاتٍ أُخرى غير نمطيّة وغير تقليديّة؟!. يتبع *هذا المقال، بتصرّف، هو فصلٌ من كتابٍ سيصدرُ قريباً عن نخبةٍ من النّاشطين الحقوقييّن والمدنييّن من عدّة دول في ذكرى عدوان (آل سَعود) على اليمن، كنت قد كتبتهُ في [١٥ آذار ٢٠١٦] المنصرم. E-mail: nhaidar@hotmail. com