- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اول من اقر امكانية الغَيبة هو الخليفة الثاني
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم فقد قال ابن ابي الحديد , في شرح النهج ج240: و روى جميع أصحاب السيرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي كان ابو بكر في منزله بالسنح , فقام عمر بن الخطاب فقال: ما مات رسول الله ولا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله , وليرجعن فليقطعن ايدي رجال وارجلهم ممن أرجف بموته , لا أسمع رجلا يقول مات رسول الله الا ضربته بسيفي. بعيدا عن ما كان يقصده الخليفة الا ان معنى قوله انه غاب وسيعود. من هنا نسال عن معارضة السلفيين لفكرة المهدي المنتظر عند الامامية، فهل ان ثقافة الغيبة خرافة؟ وهذا ما ذكرته كثير من مصادرهم ووصل بهم الحد الى الكذب والاستهزاء بمفهوم الغيبة باعتباره من الخرافة، وبالرغم من ذلك فان هنالك الكثيرين ممن ادعى الغيبة لبعض الشخصيات في زمن الخلافة الاسلامية وبعد عمر هنالك من ادعى غيبة محمد ابن الحنفية، وهناك من ادعى غيبة اسماعيل بن الامام الصادق عليه السلام، وهنالك رواية زينب الكذابة التي ادعت انها بنت امير المؤمنين عليه السلام في زمن المتوكل وعجزوا عن ردها بل انها اقنعتهم لولا الاستنجاد بالامام الهادي عليه السلام، والذي لم ينكر عليها غيبتها بل طلب منها دليل واحد يضرب عصفورين في حجر وذلك عندما قال لها نحن عترة محمد صلى الله عليه واله لحومنا محرمة على السباع فاعرضوها على السباع، ولم يقل ان امر الغيبة غير ممكن، هنا طلبت الكذابة من الامام ان يثبت ذلك وايدها المتوكل بخبث لعله يتخلص من الامام، وبالفعل نزل الامام الى بئر السباع فما كانت منها الا ان تتذلل هذه السباع عند قدمه وصلى ركعتين بين هذه الحيوانات المفترسة وصعد اليهم، فلما رات ذلك الكذابة هربت وقالت انا كذابة. الغيبة للغائب تسمى غيبة عندما نؤمن بعودة الغائب وهنالك غيبة لا يعلم بها ولكن عندما يعود الشخص الذي لم نتوقع عودته فتكون فترة غيابه هي الغيبة، مثلا النبي ابراهيم عليه السلام عندما رمي في النار، اعتقد الجميع انه احترق ولكنه بعد فترة ظهر لهم لان النار اصبحت بامر الله عز وجل بردا وسلاما، فترة غيابه هي الغيبة، وطوال مكوث النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت هي غيبة، ونوم اهل الكهف هي غيبة، وهذا كله لا يدع مجالا للشك بامكانية حدوث الغيبة. وعليه ينكر النواصب اصل الغيبة ام لان الشخص الغائب هو الامام المنتظر عليه السلام ؟ انهم يقرون بظهور المنتظر فلو قيل لهم ان هوية المنتظر ليست التي يدعيها الشيعة فهل سينكرون الغيبة ؟ يتضح من هذه الاخبار انهم ينكرون نسب الامام عليه السلام، لان اثبات النسب يعني اتمام الحجة بالائمة الاثني عشر وهذا تاكيد لحديث النبي محمد صلى الله عليه واله بان دينه يقوم بفضل هؤلاء الائمة. واما مسالة بان الامامية تقول بانه سيظهر من السرداب وما الى ذلك من افتراءات فان غايتهم التمويه على اتباعهم وعدم البحث عن الحقيقة، فالتهجم الكاذب على فكرة المهدي تعتبر دليل قوي على انحراف افكارهم، والا اذا اعتقد شخص ما بالغيبة لشخص اخر فلماذا هذا التهجم عليه الا اذا تيقن المتهجم بصحة هذه العقيدة ولابد له من اثارة الفتن وقتل من يؤمن بها لانه حتى وان لم يختلف مع الاخرين حول فكرة الامام المهدي فانه سيختلق افكار اخرى لاشباع غريزته التكفيرية ضد الامامية وبالفعل ظهرت ايقونة مشروخة اسمها سب الصحابة وامهات المؤمنين، ولو تمعنوا في مصادرهم لوجدوا مئات الاحاديث والروايات التي تنال من رموزهم اكثر مما يذكره بعض مثيري الفتن بين المسلمين.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط