حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي أثلج الفوز الناصع الذي حققه أبناء الفراتين على فريق الأمارات الأولمبي في التصفيات المؤهلة الى نهائيات البرازيل صيف هذا العام، قلوب الملايين من العراقيين الموجوعين بالخسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، لذلك تجدنا فرحين وسعداء جميعاً بهذا الفوز الوطني، والرياضي الشبابي الباهر. لقد بذل فتيتنا الجهد، والعرق، وأثبتوا بما لا يقبل الشك أن مستقبل العراق مرهون بما متوفر في كنوزنا من طاقات شابة، بعد أن (نجح) سياسيونا الكبار في تبذير، وتحطيم، وتفريغ كل كنوزنا المعرفية والقيمية والمالية والتاريخية. إن هذا الفوز الناصع الذي جمع العراقيين بمختلف الوانهم واطيافهم، ومشاعرهم على الاحتفاء، والاحتفال به بما فيه من معاني، وإشارات واضحة، لهو دليل اكيد على وحدة المصير العراقي، وعلى وحدة الشعور الوطني الجمعي لدى الملايين العراقية. وللحق فأنا لا أعرف هذا السر العجيب الذي يجمع كل هؤلاء المختلفين، من سياسيين ومذهبيين وعشائريين، الى اقليميين، وطبقيين وقوميين، ويمينيين ويساريين وعلمانيين واسلاميين، ويوحدهم حول مباراة كرة قدم، أبطالها أحد عشر لاعباً شاباً صغيراً لا أكثر، بينما يفشل آلاف السياسيين والمفكرين والإعلاميين وشيوخ العشائر ورجال الدين والجنرالات والوساطات ولجان المصالحة ومليارات الدولارات المصروفة بلا معنى، تفشل جميعها في توحيد صف واحد من صفوف العراقيين المختلفين في كل شيء، ومن أجل أي شيء.. وأظن أن السر يكمن في أن كرة القدم هي الرد الطبيعي والمنطقي النظيف على وساخات الصراع السياسي، والتعصب الديني والقومي.. وإلاَّ بربكم كيف ينجح مهدي ومهند وعلي وفهد وبشار رسن، وهمام، وكم فتى عراقي، في فرض كل هذه الطاعة الوطنية على هذه الملايين التي باتت اليوم، لا تطيع حتى كبارها ؟! لذا، ولأجل هذه السبب نكتب عن هذا الفوز اللامع، وعن هؤلاء الفتية اليافعين الأبطال، رغم إننا نعرف أنهم يلعبون بإمكانيات مادية وفنية وتدريبية هي أقل مما يملك غيرهم، ونعرف أن لبعض الفرق التي فاز عليها شبابنا، مبررات، وأسبابا للنجاح والفوز ربما أكثر مما متوفر لدى منتخبنا، ولكن شبابنا لعبوا بروح العراقي المتحدي لأصعب الظروف والأزمات والنزالات العنيدة، ففازوا على من يملك الوسائل والقدرات الأفضل.. نعم، دعونا نعترف أن منتخبنا الأولمبي لعب مع الأمارات أمس بسلاح الغيرة العراقية، والتحدي الوطني أكثر مما لعب بسلاح الخطط والمهارات، والتكنيك الجماعي.. وفاز عليه ببسالة وعناد عظيمين. وكي نفوز على اليابان في المنازلة القادمة والحاسمة يجب أن نعرف أن اليابان فريق قوي، يلعب بسلاحين، سلاح المهارة والتكنيك الفني العالي وسلاح التحدي والغيرة، واستخدام القوة مع الخصم أيضاً، لأن الشعب الياباني كما هو معروف، يملك -مثلنا- تاريخاً عريقاً معه الغيرة والصبر، والتحدي.. وعليه فإن سلاح الغيرة لوحده لن ينفع في المواجهة مع اليابان، ما يتطلب منا وضع خطة مناسبة، ودقيقة لمقابلة فريق كهذا.. ومع كل ذا، ورغم أن المباراة ستكون قوية، وصعبة جداً مع الفريق الياباني إلاَّ أن ثقتنا بالله، و(بوِلد الملحة) كبيرة، فأنا واثق من إننا سنخطف احدى بطاقات التأهيل الثلاث الى ريو دي جانيرو، وسأكون بعون الله هناك، حاملاً معي علم العراق الحبيب.. داعماً منتخبنا الوطني، هاتفاً بأعلى صوتي على كل لاعب فيهم: ارفع راسك أنت عراقي..
أقرأ ايضاً
- حادثة "كروكوس سيتي" أليست رسالة دولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"
- الحقيقة ليست في الصورة
- زينب أميره وليست أسيره