حجم النص
بقلم: عبدالرحمن اللامي في حوار مباشر مع أحد الأصدقاء من اليمن المنكوب، وهو مستقلّ لا ينتمي الى جهة أو حزب، وقد سألته عن أوضاعهم في ظلّ الحرب المفروضة عليهم من قبل التحالف المشؤوم الذي يقوده آل سعود وأذنابهم من جهة وحرب القاعدة وداعش من جهة أخرى، فأجابني: لا تظنّ بأنّ الصورة في اليمن بهذه القتامة والسوداويّة التي تصفها عنهم! فالشعب اليمني شعبٌ مقاتل لا يهاب الموت، وليس عنده ما يخسره، وقد تعوّد على مرارة العيش وجشوبتها، ولم يعرف الراحة والدعة والأمن والرفاء منذ عشرات السنين، فلا تهمّه هذه الظروف القاسية كالحرب والحصار والتجويع وفقدان الأمن والطمأنينة، وهو شعبٌ يأبى المهانة والذلّة والرضوخ للإملاءات الخارجية، واليمنيّ حليمٌ وصبور أكثر ممّا يصفه البعض، والدليل على ذلك: لو أنّ يوماً واحداً ممّا يمرّ به جرى على إحدى الدول الخليجيّة لانتشروا فارّين الى دول الجوار أو هاربين الى لندن وباريس واسطنبول. انتهى كلام صاحبي. ولقد مرّ على هذه الحرب غير المتكافئة أكثر من عشرة أشهر ولم يحقّق الحلف بعاصفته الهوجاء ولا واحداً من أهدافه التي رسمها، مضافاً الى الخسائر الفادحة التي لحقت بآلتهم البشرية والعسكريّة، وأنّ اليوم الواحد من هذه الحرب يكلّف آل سعود أكثر من 50 مليون دولار، ممّا أثّر سلباً على منظومتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة. وأهمّ من كلّ ذلك فقد خسرت مملكة آل سعود ما بقي لها من الولاء لدى بعض الشعوب التي أغرتها بالعناوين الإسلاميّة الرنّانة، وأغدقت عليها من أموال النفط الحجازيّ، بعدوانها الحاقد على الشعوب اليمنيّة المستضعفة. ولقد اتّضح لكلّ المحلّلين السياسيين أنّ إطالة أمد الحرب لا يصبّ أبداً في مصلحة السعوديّة، وهو ما يدور في كلّ وسائل الإعلام الموالية لآل سعود والمناوئة لها، فقد أشارت الصحف الغربية الكبرى المتحالفة مع الآلة الإعلامية السعوديّة الى الخسائر الفادحة التي منيت بها القوات العسكرية للتحالف العربي، وتغلغل الحوثيين الى نجران وجيزان وعسير وتدميرهم لمئات المواقع العسكرية السعوديّة، وراحت بعض الصحف الأخرى تبيّن تكاليف الحرب الباهظة التي زادت على الخمسة عشر مليار دولار. وسؤالنا لقادة الحرب في التحالف العربي: مع هذه البسالة والشهامة التي أبداها الشعب اليمنيّ الصبور؛ الى متى ستتكتّمون على هذه الحقائق الموجعة لكم والتي باتت تطفح من هنا وهناك؟! والى متى ستستمرّ هذه الحرب الرعناء؟! والتي بتّم على يقين أنّ إطالة أمدها هو لصالح الطرف الآخر.. ونحن على يقين أنّ تعنّتكم وطغيانكم وسوء حساباتكم تأبى الانصياع الى صوت الحقيقة.