حجم النص
بقلم:واثق الجابري يكاد الحديث السياسي اليومي؛ لا يخلو من نبرة التقسيم، والتكهنات بمستقبل مجهول؛ أيسره تفكيك العراق الى دويلات متناحرة؛ إذْ تمدد خيال المتباكين زيفاً على وحدة العراق والحرص على حياة شعبه؛ الى مقاطعات صغيرة يحكموها بفكر ضال، وهكذا تشعب الحديث عن الطائفية؛ لمن إمتلأ نخاعه بالأنانية، وأضرم نار في طائفته كلما تحدث عن الطائفية؟! هي ليست تكهنات علمية ولا نظرة إستشرافية؛ لمن لا يعدون حدود أقدامهم المحاطة بالحرائق، ولا يبالوا إلاّ بتحقيق مصالح من يتملقهم؟! لم يجد اللاهثون خلف مصالح ضيقة؛ إلاّ الطائفية والقومية؛ لكسب ود الجماهير آنياً وسرقة أصواتهم بعلنية، فتحدث بعض الشيعة عن المظلومية والفقر ورد حقوق سلبها إستهتار البعث، وبعض الكورد عن القومية وأمل الدولة الكوردية، وتباكى السنة من التهميش والإعتقال، وإن كان لرموز أولغت في الدماء العراقية؟! الحديث لم ينته بشعارات كسب عواطف الشارع، والظهور كأبطال طائفيين أو قوميين؛ بل تشوشت رؤياهم الى جعلت قطاعات الدولة بلا مخارج إنتاج خطابات سياسية جامعة، وأُضعفت القاعدة العراقية أمام التدخلات الخارجية، ودخل الإرهاب مع سباة ساسة لم يفمهوا أن الحديث عن الفرعيات؛ شوائب مخزية في جسد الدولة المدنية. أثبت الشعب العراقي مرة آخرى، أنه ضد مشاريع التقسيم والإقتتال الطائفي والقومي، وخير دليل رسالة مليون نازح بين العوائل والحسينيات والجوامع؛ وسط وجنوب العراق، ولم تشهد نزعات على أسس عرقية ولم يسمحوا لتسول طفل فقد دياره، وهذا الموقف أبلغ من دعوات التقسيم، وأما إنقسام قوى إقليم كوردستان على إختيار رئيس جديد؛ فهو أوثق من إعتقاد البُعد عن الحكومة الإتحادية؛ بأنه ينفع المتبنيات الجماهيرية، ويأتي بالأستقرار على أسس قومية، نفس الحال ينطبق على مدن غزاها الإرهاب ولم تجني من شعارات طائفية سمجة؛ إلا أنهم بضاعة أبتيعت وصار لقمة سائغة الإرهاب، فقدموا الأبناء والأموال وخرجوا خوالي الوفاق، هكذا الحال أيضاً بإختلاف بعض ساسة جنوب ووسط العراق؛ على إيجاد رؤية قيادة دولة موحدة؟! إن دخول الإرهاب الى أرض العراق نقمة،جاءت بها بعض طبقة سياسية تبنت مشاريع تقسيم من فصالات خارجية، وآخرى من نظرة دونية، وسيحصد العراق نعمة إكتشاف أن الملمات تظهر معادن الإشياء وحقائق ما يدور بخلجات أنانية إنتهازية، وأكتافهم ستشهد أنها تلاحمت بطوائفها وقومياتها؛ بعكس ما كان إدعاه أعداء تمنوا أن يكون العراق موبوء بالإرهاب والتقسيم؛ حتى فكروا بدويلات للأقليات؟! تكسرت مشاريع التقسيم بصخرة العراق، وأكتشف مواطنوه أن من يقودهم الى مشاريع تقسيمية؛ لا يعد إلاّ خائن في ميزان تلاحم أكتاف؛ كدرع واقي للوطن. لن يستطيع بعض قادة الكورد تحقيق حلم دولتهم؛ وهم مهددون بالتقسيم الى أقاليم وعدم أتفاق على رئاسة الأقليم، وفشل بعض قادة السنة في إقناع جماهيرهم، أن الأقليم والتقسيم سيحميهم من خطر الإرهاب، وما هؤولاء إلاّ تجار لبضاعة خارجية، وأما الشيعة فقد قالت جماهيرهم أنهم حشد شعبي يذود عن الأنبار والموصل وصلاح الدين، وسيرد شرف الأيزيدات، ويعيد المسيحين الى ديارهم، وفي جبهة قتال الإرهاب والتقسيم؛ يقولون: أن كل أصوات من يؤمن بالوطن؛ هي رصاصة في صدر عدو؛ يخطط للتقسيم والإقتتال الطائفي.
أقرأ ايضاً
- الة الرئاسة سعة الصدر
- "مكافحة الشذوذ" صدر فهل سيطبّق
- علاوي يكتب في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر(قدس)