- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بعض مخرجات الجامعات......وضرورة الترصين
حجم النص
بقلم: أ.د.عبد الرزاق عبد الجليل العيسى مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يعد الطالب الاساس المادي والمعنوي للعملية الاكاديمية فهو الشريك والمحور الرئيسي والعنصر الوحيد كمدخل في التعليم الجامعي ومشارك ضمن العناصر والعمليات التي تجرى في الجامعات والعنصر المهم كأحد نواتج مخرجات التعليم العالي. فضلاً على دوره في الحاضر والمستقبل ويصنف على انه اللبنة الاساسية في بناء المجتمعات والعامل المؤثر على رقيها وتقدمها وصنع غدها المشرق. لقد أدى طلبة الدراسات العليا كباحثين في الدول المتقدمة دورا رئيسا في كثير من التطورات والطفرات العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية والمهنية، لذا تعد سلمية وايجابية العلاقات الطلابية والشبابية وتعزيزها من المهمات الاساسية لجميع الشعوب والامم، حيث اكدت على وجوب رعاية الطلبة وطالبي العلم، لانهم امل الغد واشراق المستقبل. ولكن دورهم هذا لايمكن له ان يكون فاعلا في صناعة حاضر ومستقبل كل دولة الا اذا كانت العلاقة البيئية بين الطلبة انفسهم، وبينهم وبين اساتذتهم ومجتمعهم تتسم بالودية والحوار الحضاري البعيد عن التعصب، والمؤمن بمبدأ قبول الاخر وعدم اقصائه او التجاوز على حقه المشروع والتعاون معه ضمن الضوابط والقوانين مع الحرص على عدم التجاوز على الاعراف الجامعية والمستوى العلمي آخذين بنظر الاعتبار المصلحة العليا للوطن والمواطن هدفاً سامياً. فكثير من الممارسات السلبية غير الحضارية رصدت في كثير من المجتمعات كالتعصب والاستقطاب العنصري والطائفي او الحزبي وعقدة الأنا والبحث عن المصلحة الذاتية والمادية والتي كانت سببا في دمار المجتمعات الانسانية، ومنها المجتمعات الطلابية، الامر الذي ينعكس سلبا على مسيرة المجتمع وتطوره، لذا فان من الواجبات الاساسية الاهتمام بالطلبة كمدخلات الجامعات وضمن المعايير الاتية: 1- وضع خطة وستراتيجية لاختيار وقبول الطلبة في الجامعات الاكاديمية او الدراسات التقنية والمهنية وتوزيعهم على الكليـات والاقسام ذات التخصصات المختلفـة بدون الاعتماد على درجة الامتحان الوزاري فقط كعنصر اساسي في التوزيع وذلك باضافة عناصر ومعايير اخرى كالاعتماد على درجات ومعدلات الطالب للمرحلتين الدراسية المنتهية وما قبلها في الدراسة الاعدادية او المهنية ما قبل الجامعية بالاضافة الى اعتماد درجة امتحان تركز على مؤهلات الطالب وثقافته العامة والعلمية للتخصص الذي يرغب بالانخراط به في الجامعة. 2- اعتماد احد اهداف الجامعات هو الاستثمار في الانسان العراقي وتمكينه ليكون قادراً على تحقيق ذاته وتطوير مداركه وقدراته وتعميق فهمه لمسؤولياته الاجتماعية والثقافية والانسانية والعلمية وانتمائه الوطني. 3- التاكيد والتأكد من انخراط الطالب ايجابيا في العملية التعليمية والتعلمية، أي اعتماد التعلم الفعال كوظيفة اساسية للطالب مع تقرير روح المواطنة والانتماء الحقيقي للمؤسسة التعليمية المنتمي لها والحفاظ على ممتلكاتها، والتي يجب ان تكون ذات مباني متطورة وملائمة للبيئة التعلمية ويعززه بالمكتبات الورقية الالكترونية المحدثة والقاعات المزودة باجهزة العرض والاستقبال للصورة والصوت والمختبرات ذات الأثاث والاجهزة التعليمية الرصينة والتي يجب ان تحدث بأستمرار، وتشجيع اهتمام الطالب بضرورة ايمانه بان رقيه وتقدمه علميا سيرفع من شانها وسمعتها علميا ودوليا والذي يصب في رفعة ورقي بلده ووطنه. 4- ضرورة الاشارة الى جميع تعاليم الأديان السماوية وسننها والتي تؤكد على شرعية التنافس الشريف مع وجوب التسامح والعفو والعمل الجاد والمخلص بين الشباب لما فيه خير الامة والمجتمع. 5- تفعيل النشاطات اللاصفية لأشغال اوقات فراغات الطلبة خلال اوقات الدوام او ساعات مابعد الدوام الرسمي كالنشاطات الثقافية والرياضية والفنية لتوسيع مدارك وافاق الطالب ولتعزيز انتمائه ومحبته للمؤسسة التعلمية المنتمي اليها، وتعزيز العلاقات الايجابية مابين شرائح الطلبة. 6- الاهتمام بالمكتبات، وتحديث محتوياتها في الكتب الورقية والالكترونية ووسائل الاتصالات مع الجامعات والمؤسسات العلمية الوطنية والعالمية لفسح المجال للراغبين من الطلبة والاساتذة بأشباع رغباتهم العلمية وطموحاتهم للوصول لحافات العلوم ضمن تخصص دراستهم واهتماماتهم. 7- تطبيق الضوابط والتعليمات ضمن القوانين بحق الطالب المسيء لزملائه من الطلبة او اساتذته او المخل بالنظام المؤسساتي او الاكاديمي او العام وعدم السماح بالتلاعب والاخلال بالانظمة والاعراف الجامعية. 8- ضرورة ان يؤمن جميع منتسبي وزارة التعليم العالي والمؤسسات التابعة لها وخاصة الجامعات كادارين واساتذة وفنيين وخدميين ان الجميع في خدمة الطالب وهو العنصر الاساسي والشريك في مؤسساتهم ولو لم يكن الطالب لما كانت تلك المؤسسات موجودة لذا من الواجب ان تتكاثف جهود الجميع لتوفير الاجواء المناسبة للحصول على نسب نجاح جيدة لمختلف المراحل الدراسية للطلبة ومؤشر ارتفاع نسب النجاح هو مؤشر نجاح المؤسسة علميا مع الالتزام بالمستوى العلمي وضمن معايير الجودة. 9- التواصل مع المجتمع المحيط بالمؤسسات التعليمية ورصد حاجته من الكوادر المتخصصة لاستحداث الكليات والاقسام العلمية والتي ستكون مخرجاتها تلبي حاجات ذلك المجتمع ومؤسساته. 10- تحديث المناهج والبرامج العلمية باستمرار واعتماد المتبع منها في بعض الجامعات الرصينة وذات الجودة والاعتماد الاكاديمي العالي باتباع مختلف الوسائل للحصول عليها واعتماد التواصل العلمي المباشر مابين الجامعات الوطنية من جهة وجامعات البلدان المتقدمة من جهة اخرى او بواسطة الدوائر الثقافية في تلك البلدان. 11- اعتماد تقييم الطلبة للمناهج الدراسية والقسم العلمي والكلية والبرامج العلمية والنشاطات اللاصفية والاساتذة ورؤساء الاقسام. 12- الغاء الاستثناءات في القبول الجامعي واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين ابناء البيئة الواحدة كونها تولد شعور بالرضا لدى الطلبة في مرحلة عمرية غاية الاهمية. ويمكـن مراعاة الفروقــات التنموية بين المناطق الريفية والقروية والمحافظـات والعاصمة وفروقات البيئات التعليمية واثر ذلك على تحصيل الطلبة وقدرتهم على منافسة الطلبة من البيئات الاكثر تطورا، وهنا يصبح الاستثناء الذي يراعي هذه الفروقات استثناء عادلا واساسيا ويصب في خدمة مبدأ المساواة لكونه يشمل في اطاره كافة الطلبة في اطـار البيئة التعليميـة الواحدة بغض النظر عن معايير فئوية اخرى ويعطي دافعا ايجابيا الى ابناء المناطق والبيئات التعليمية الاقل تنمية وتطورا وكمرحلة مؤقتة حتى تتم تطوير تلك البيئات وجعلها منافسة لغيرها لتحجب عنها الاستثناءات لاحقا. 13- اختيار الكادر التدريسي عند التعين في الجامعات بكل دقة وضمن المواصفات العلمية والتربوية والاخلاقية والوطنية ويتم اعدادها من قبل لجان متخصصة ويفضل ان يكون التعيين بصفة العقد المؤقت لمدة السنتين او السنوات الثلاثة الاولى للتأكد من القدرة العلمية والتربوية والاخلاقية وبعدها يتم تثبيتهم بعد التأكد من كفائتهم وقدرتهم العلمية وتوضحت القيم الاخلاقية التربوية المهمه كالتسامح والعدالة والعمل الجاد والاخلاص. 14- ضرورة حث التدريسين لاعتماد التعامل الابوي للطلبة وبالتساوي وعدم تمييز احدهم على الاخر ويجب ان يكون تصرفهم وادائهم امام طلبتهم كمثل يقتدى به. 14- اعتماد الوسائل الحديثة المرئية والمسموعة في طرح وتقديم المحاضرات والسمنارات والمناقشات وتوفيرها للطلبة باعلانها على المواقع الالكترونية. 15- اعتماد المجاميع الصغيرة للطلبة في قاعات الدرس والتركيز على اسلوب التعلم الذاتي وترك الالية القديمة في التعليم. 16- تحديث مهارات التدريسين التعليمية باستمرار وتنظيم الورش المتخصصة في المستجدات العلمية وطرائق التدريس المتخصصة بالاقسام المختصة والعلوم التربوية والاجهزة الحديثة المستخدمة في التعلم والتعليم. 17- الاعتماد على التصميم الآلي لعلمية ومهارات الطلبة باستخدام الاسئلة الامتحانية التي يمكن تصميمها بواسطة الاجهزة الالكترونية واظهار النتائج بدون التدخل البشري. 19- اعتماد التنوع في البرامج الدراسية والاهتمام بالمشاريع البحثية مع ربط التعليم بالميادين العملية مع مواكبة التطورات المعرفية وخاصةً في مجال تكنولوجيا المعلومات واستخدامها في تطوير برامجها العلمية والانسانية المختلفة بكل جوانبها النظرية والتطبيقية والتربوية. 20- استحداث مديرية في الوزارة تعنى بضبط جودة الاداء الجامعي لضمان مواكبة معايير اداء الجامعات العالمية المتقدمة علماً بان قراراً سيتخذ يقضي بعدم الاعتراف في الجامعات التي ليس لديها خطوات واجراءات لضمان الجودة ولا يقبل طلبتها في الدراسات العليا كخريجين حاصلين على شهادات اولية بالمسار الطبيعي كما هو للجامعات المقيمة والداخلة ضمن احد التصانيف العالمية واعتماد تقييم الجامعات العراقية كل عام دراسي مع مواكبة تغيير معايير تقييم الاداء وكما هو متبع عالمياً. ويمكن القول اننا وعندما نضمن كفاءة مخرجات جامعاتنا سنضمن التنمية البشرية لمجتمعنا العراقي الذي عانى من الانهيار ابان عقود الحروب والدكتاتورية والظلم والاضطهاد. ان المجتمعات المتحضرة تؤكد دائما على وجوب ايجاد علاقات سليمة واسرية بين الشباب ولا سيما طلبة الجامعات والاجواء الاكاديمية المحيطة بهم لانهم امل الغد في البناء الحضاري والمؤسسي وهم الرصيد الاستراتيجي لعراقنا العظيم. واملنا كبير بقيادات التعليم العالي لوضع الخطط والاليات لضمان جودة مدخلات الجامعات من الطلبة واستخدام الوسائل والعمليات والادوات الرصينة لضمان جودة مخرجاتها وليعود خريج الجامعات العراقية هو الرائد علمياً وتقنياً وثقافياً علي الصعيدين المحلي والعالمي مثلما كان خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وضمن متغيرات معايير الجودة العالمية والتي ستبني دولة العراق الحديثة وختاماً لنعتمد عام 2012-2013 عاماً للنهوض بالطالب العراقي ورفع مستواه العلمي والاكاديمي بهدف تعزيز مكانة التعليم العالي في عموم مناطق العراق.
أقرأ ايضاً
- من داخل بعض الشركات.. صحوة ضمير لمؤازرة الشعب الفلسطيني
- بعضٌ من سرديّاتِ جَلْدِ الوطنِ وجَلْدِ الذات
- تداعيات قرار بعض الدول المنتجة للنفط بالتخفيض