- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من يهن يسهل الهوان عليه / الجزء الثاني
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي الهوان الثاني: المكون الكردي 1 ـ في البداية أحب أنوه إلى مسألة مهمة لمن يقرأ جزئي هذا من المقال أن الشعب الكردي شعب طيب وكريم وكل العراقيين نجزم بأننا نحبهم وهم في حدقات عيوننا لأنهم لدينا مصير ووطن واحد مشترك ومصالح واحدة ولكن يوجد من تم تغريرهم بأوهام وأمور من البسطاء والمحدودين الثقافة من قبل شخوص معينة لمصالح وأغراض من قبل أشخاص في السلطة لتحقيق مآرب وأهداف تخص بقائهم في السلطة وتحقيقهم أحلامهم الشخصية وهي معروفة من قبل أغلب العراقيين، وأحب أن أشير إلى حادثة حصلت معي حيث منذ مدة طويلة وكنت أشرت في العديد من مقالاتي حذرت من ممارسة الأكراد بما يقومون من هدم للعراق وشعبه من خلال ممارساتهم الفردية وابتزاز الحكومة في كل وقت ولحظة ولكن انبرت لي أخت فاضلة وهي منتمية لأحد الأحزاب الإسلامية يرتبط بحلف استراتيجي معه وهو أحد الذين ساعدوا على تمدد البارزاني ومن معه في السلطة وتصرفه بشكل فردي وبمعزل عن الحكومة الاتحادية ونتيجة الانقياد الأعمى لذلك الحزب وصفتني بأن تفكيري صدامي لمعاداتي لممارسات الأكراد تجاه الحكومة والضار بمصلحة العراق وشعبه والذي أثبتت بعد ذلك صحة ما حذرنا ونبهنا له منذ مدة طويلة ولهذا فلا يخرج أحد المتفلسفين ويتهمني بهذه التهم الباطلة والتي لا تنم عن أي وعي أو أدراك لأننا نكتب ونصرح برأينا بعيداً عن التخندق الحزبي والطائفي الضيق وهمنا الأول هو مصلحة الوطن وشعبنا العراقي الصابر الجريح. 2 ـ إن إقليم كردستان منذ أيام الصنم صدام قد مارس سياسة مستقلة عن بغداد والذي جاء بتوجيه وأشراف من الأمريكان والصهاينة الصديق الصدوق لكردستان حيث تم عمل الحظر الجوي على العراق بعد غزو العراق للكويت حيث امتدت منطقة الحظر شمالاً من خط العرض 36 وجنوباً حتى خط العرض 32 والعملية كانت مقصودة كما قلت من أجل أعطاء كيان مستقل للأكراد وعن طريق مسعود ولكي تكون قاعدة مهمة للأمريكان والصهاينة في تنفيذ مخططاتهم المستقبلية وبكل دقة وكذلك تكون قاعدة لرصد العدو المهم لأمريكا والصهاينة وهو إيران وخصوصاً في ضوء تنامي قوتها واقتصادها وخصوصاً النووي وكذلك قاعدة متقدمة أمام روسيا. والملفت للنظر أن فرنسا قد انسحبت عام 1996 م لأنها وحسب تعبيرها اعتقدت أن منطقة الحظر أخذت منحى أهداف أخرى غير الأهداف الإنسانية. واستندت هذه الدول إلى القرار رقم 688 والصادر عن مجلس الأمن يوم الخامس من أبريل/نيسان 1991 م، مع أنه لا ينص على فرض الحظر الجوي، ويتعلق بالأكراد، شمالي العراق، ويطالب العراق بالكف عن ملاحقتهم واحترام حقوق الإنسان... إلخ. كانت لمنطقة حظر الطيران دوراً رئيساً في قيام الأكراد في الشمال بإجراء انتخابات محلية وتشكيل برلمان وإقامة كيان أطلقوا عليه اسم إقليم كردستان العراق والذي كان أشبه بالكيان المنفصل أو المستقل عن العراق. وفي أواخر عام 1996 م تم توسيع منطقة الحظر الشمالية إلى خط 33 والذي كان أقرب إلى حدود العاصمة بغداد. وأتى هذا التوسيع بعد دخول وحدات من الجيش العراقي محافظة أربيل التي كانت واقعة ضمن منطقة الحظر لحسم نزاع داخلي بين الأكراد، ومن الجدير بالذكر أن القوات المسلحة تدخلت بالنزاع بين الأكراد بناءً على طلب من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني الذي طلب العون من القيادة العراقية في نزاعه الداخلي مع الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. انتهى العمل بمنطقة حظر الطيران في العراق مع بداية الاحتلال الأمريكي للعراق عام(2003)م. 3 ـ وقد رسخ هذا المفهوم حتى من قبل المعارضة العراقية التي كانت في أيام صدام وعمل الأكراد ومعهم الأحزاب التي في السلطة على هذا المفهوم ولم يتم العمل على توسيع مفهوم العراق الواحد الفيدرالي التعددي انطلاقاً من مفهوم لدى حزب إسلامي من وجود تحالف إستراتيجي مع هذا الحزب واستندت إلى فتوى أصدرها مرجع ديني في زمن عبد الكريم قاسم بعدم محاربة الأكراد وكانت الفتوى في ذلك الوقت فتوى يراد منها حقن دماء الشعب العراقي وعدم الانجرار إلى حرب أهلية وسفك الدماء بغير داع ونقول أن لكل وقت وزمان له ظروفه الخاصة وحتى فتاوي مراجعنا العظام هي وليدة الحاضر وتناسب الوقت الذي نعيشه وهذا سر عظمة وديمومة المذهب الجعفري في أنه مذهب يعمل وفق ظروف المرحلة وإصدار فتاوي الوقت والزمان الذي نعيشه. 4 ـ ونتيجة لهذه المفاهيم الخاطئة أخذ الأكراد وعلى رأسهم مسعود البارزاني بالعمل على الانسلاخ عن بغداد شيئاً فشيئاً على ضوء مخطط ممنهج ومدروس يشرف عليه خبراء من الخارج وفي مقدمتهم أمريكا والصهاينة واعتبار العلاقة مع الحكومة الاتحادية هي علاقة مرحلية وتكتيكية وهذا ما صرح به البارزاني والكثير من القادة الأكراد وفي كل وقت ومرحلة وخصوصاً عند اشتداد الأزمات على الحكومة والتهديد بهذا الأمر في كل أزمة حتى يتم ابتزاز الحكومة والساسة بأكبر قدر ممكن. 5 ـ وعلى ضوء ذلك مارس ساستنا من الأدوار الغبية في هذا المجال الشيء الكثير والتي كانت تصب في تقوية مركز الإقليم وإضعاف الحكومة الاتحادية وخير دليل على ما نقوله هو أعطاء حصة للإقليم بمقدار 17% من ميزانية الحكومة الاتحادية وبقرار فردي من قبل أياد علاوي عندما كان رئيساً للوزراء من اجل مصالح شخصية أهمها كسب ود الأكراد وضمان تأييدهم في الانتخابات التي تحصل بعد قيام الحكومة وكذلك ضمان أصواتهم في مجلس النواب ضارباً عرض الحائط مصالح العراق وشعبه ومصالح الوسط والجنوب وخصوصاً البصرة الرئة الاقتصادية للعراق وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة والاستفادة من خيراتهم التي تخرج من أرضهم وهذه الممارسة قد حصلت مع كل الحكومات المتعاقبة التي أتت بعد حكومة علاوي. 6 ـ وعمل الأكراد على تقوية مركزهم في الخارج وبخطة مدرسة في المحافل الدولية ومن قبل وزير الخارجية هوشيار زيباري في ذلك الوقت ولتصبح أغلب سفاراتنا هي عبارة عن إقليم لكردستان مصغر لأن السفير وأغلب العاملين في السفارة هم أكراد وحتى أصبحت اللغة الرسمية في عدد من السفارات هي الكردية لتصبح كردستان هي العضو المهم والمقدم على الحكومة الاتحادية وكل ذلك يجري بعلم ودراية من قبل رؤساء الوزارات المتعاقبين في غباء واضح وسذاجة ليس لها مثيل من قبل الحكومة وكل السياسيين وكذلك عمل بقية الوزراء الأكراد على هذا النهج. ولتصبح كردستان هي في المقام الأول ولتفتح فيها القنصليات وليزورها أغلب الوزراء العرب والأجانب وحتى تكون مقدمة على حكومة المركز. 7 ـ هذا من جهة العمل الخارجي أما من الداخل فقد عمل الأكراد على ابتزاز الحكومة ومجلس النواب في كل قانون مصيري يدخل في مصلحة العراق وشعبه عند أخذ هذه القرارات وفي حالة عدم ذلك يتم انسحابهم من جلسات البرلمان متضامنين بعض من الساسة المنتفعين من هبات البارزاني لهم من قصور وأراضي في كردستان لإسكاتهم والتضامن معهم في أسلوب رخيص وحقير ينم عن عدم الوفاء بالقسم الذي اقسمه النائب أو الوزير في الحفاظ على مصلحة العراق وشعبه وكان مبدأ التوافق واللحمة الوطنية والموافقة على بعض القوانين بسلة واحدة هي السائدة في عمل مجلس النواب والحكومة.وليصبح القرار الكردي هو السائد في كل قرارات الدولة وهو المتسيد ولتصبح كردستان هي التي تحكم بالخفاء البلد والشعب ومن خلف الكواليس والذي يتم حكمه وفق مصالحهم وأهوائهم وهذا ما لاحظناه في صياغة الدستور والذي فيه من الثغرات والهفوات لأنه بني وفق مصالح الأكراد وكذلك بقية الأحزاب ولم يصاغ وفق المصلحة العليا والولاء للوطن والذي تم صياغته من قبل أناس ليس عندهم أي علم أو اطلاع بصياغة الدستور ولا بالقانون الدولي والذي تمت صياغته على عجالة وبفترة قياسية قصيرة. 8 ـ مضاف إلى ذلك كان أغلب الجوانب الاقتصادية كلها تذهب إلى الجانب الكردي من خلال العمل على استفادة من كل مورد اقتصادي وأهمها النفط الذي يتم تهريبه ويباع إلى الخارج وأهمها إسرائيل وقد أعترف وزير الموراد الطبيعية علناً وبدون أي خجل أو حياء والأنكى من ذلك أنهم يطالبون بمليارات الدولارات لحقول الشركات التي تستخرج النفط عندهم ومن الخزينة الاتحادية والذي قامت وبتصرف ساذج وغبي من حكومتنا الحالية وبالأخص من قبل وزير النفط بإعطائهم هذه المستحقات وكذلك شرعنة تصدير نفط كركوك وجعله من حصة كردستان والذي أعطى الشرعية لهذا النفط وكل كركوك أنها جزء من كردستان والذي لم تستفد منه الحكومة الاتحادية إلا لمدة شهرين والباقي كله ذهب لجيوب عائلة مسعود ومن لف لفهم وحتى رواتب الموظفين مستحقات الشركات تمت سرقتها علانية وفي وضح النهار. 9 ـ هذا من الجانب الاقتصادي أما في الجوانب الأخرى فهم عملوا كل شيء وبجهد جهيد من اجل إضعاف العراق وقراره السياسي فهم جعلوا من قوات البيشمركة قوات خاصة لهم وتأتمر بأوامرهم ولها صفة رسمية ولكنها ليس لها أي علاقة بالحكومة الاتحادية ووزارة الدفاع ليس لها أي سلطة عليها ولا تأتمر بأوامرها ونتيجة ضعف الدستور وضعف من ما موجود من ساستنا وعدم معرفتهم بأبجديات العمل السياسي من أعلى رأس الهرم نزولاً تم الموافقة على صرف مرتبات لهم مع العلم أنه في كل التجارب التي في العالم من أمريكا إلى ألمانيا إلى غيرها لا يوجد لأي إقليم أو ولاية جيش وعلم خاص به ولايتم العمل بشكل مستقل ولا تكون وإراداتهم من المنافذ الحدودية والسياحة نفس الشيء لهم وحدهم ولاتدخل في الميزانية الاتحادية وكل شيء في أمورهم الحياتية وهذا حتى كله مناقض للدستور وللقانون والذي تم به ضربه عرض الحائط من قبل الأكراد وعندما تناقشهم في هذه الأمور ينبرون بقول مصطلحهم المعروف إن كل ذلك يتم وفق (الدستوووور)حسب لهجتهم والقانون وحتى تم خلق ثغرة في الدستور وفي العمل السياسي بأن تم خلق مصطلح المناطق المتنازع عليها لضمها إلى الإقليم وقد تم ذلك بالفعل من خلال عملية تغيير ديموغرافية منظمة وكانت كلها تجري أمام أنظار وعلم ساستنا من سياسي الغفلة ولا يحركون ساكناً مع العلم أن كل تلك المناطق هي مناطق عراقية وعربية وأن حدود الإقليم هي وحسب الاتفاقات السابقة تشمل الخط الأزرق والذي لا يشمل هذه المناطق وفي كل العالم لا يوجد مثل هذا المصطلح الغريب. 10 ـ وحتى عند دخول داعش إلى نينوى كان دور البارزاني والأكراد معروف ولا حاجة إلى الكتابة عنه لأنه أصبح واضحاً للجميع ومن قبل أبسط مواطن عراقي والأنكى من ذلك هو الاستيلاء على معدات الجيش العراقي وإدخالها ضمن المنظومة العسكرية للبيشمركة وبدون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية وحتى حكومتنا لم تحرك ساكناً تجاه هذا التسليب والنهب وفي وضح النهار والذي حدث مثله عند سقوط الصنم ومن قبل نفس الأشخاص الموجودين في حكم كردستان. 11 ـ ويبدو أن الجزء من هذا المقال قد طال لأن مثالب البارزاني ومن معه من أزلامه الأكراد لا تعد ولا تحصى ولكن أختمها بما جرى في كركوك واستغلال دخول داعش إلى العراق واستغلال هذا الوضع باحتلال كركوك واعتبارها من ضمن إقليم كردستان ليعلنها وبكل صلافة غير مهتم بما يمر العراقيين من ظروف صعبة واحتمال سقوط بغداد بأيدي المجرمين من داعش بل بالعكس هو بقى فترة لم يدين داعش بل كان خير عون لهم ولفترة قصيرة من زمننا يقوم الأكراد بتصدير النفط عن طريقهم وحتى بيع الأسلحة لهم ومن قبل تجار أكراد ووثائق ويكليكس تكشف كل الأدوار التي قام بها الإقليم ضد العراق في هذه المسالة والأدهى من ذلك انه عندما أرادت القوات العراقية أن تقترب من المناطق التي يسيطرون عليها والتي يسمونها وحسب المصطلح الخاص المناطق المتنازع عليها أعلن البارزاني الاستنفار لتصل إلى حافة الحرب بين الحكومة الاتحادية والإقليم وليقوم بتفقد البيشمركة والإدلاء بتصريحات الغرض منها رفع حدة المواجهة. وبدورنا نسأل أين كانت قوات البيشمركة عندما احتلت سنجار في ظرف اقل من ثلاث ساعات وتسليمها للدواعش من قبل هذه القوات؟ ليمارسوا الدواعش أبشع صنوف القهر والقتل والذبح ضد طائفة الايزيدين والذي كله بتنسيق ممنهج من قبل أمريكا وداعش والأكراد لتسهيل دخول الدواعش، وحتى عملية تحريرها كان المشهد يثير السخرية حول هذا التحرير والذي كان بمدة 7 ساعات. والسؤال الآخر أين هذه القوات البطلة عند اختراق سيادة العراق والاجتياح التركي للحدود العراقية والوصول إلى بعشيقة والذي ادعى البارزاني أن الأمر تم تضخيمه عند زيارته الأخيرة إلى تركيا والذي أدلى بتصريح خطير ولنعرف نوايا هذا الشخص ومقدار مايضمره من كره للعراق وشعبه حيث قال وبالحرف الواحد "بان الإقليم لن يكون طرفا في أزمة الصراع الحالي بين بغداد وأنقرة " فهل نتأمل خيراً من هذه الشخصية ومن معه الذين في فلكه وخصوصاً أبنه مسرور والذي احدى النائبات قد صرحت بقولها "الباارزاني خاضع لـ"ثالوث الشر" السعودية و قطر و تركيا، و لا يتصرف إلا بموافقته، مؤكدة أن الغزو التركي لمدينة الموصل جاء بضوء أخضر أمريكي". وله مواقف مشهودة لا تعد ولا تحصى في معاداة وزرع الخناجر الواحدة تلو الأخرى في خاصرة العراق وشعبه ولا ننسى أن الإقليم هو أحسن مأوى لكل الإرهابيين ولكل هارب من القضاء العراقي ومطلوب له من المجرم طارق الهاشمي إلى رافع العيساوي وغيرهم والذي أصبح أحسن ضمانة لكل هارب من أحكام القضاء ومأوى لهم وعقد الاجتماعات ضد الحكومة وضد البلد في سبيل زيادة التشرذم والفرقة بين أبناء الشعب العراق وأنه يجب التعامل مع الأكراد والبارزاني في أنهم لا يعتبرون أنفسهم مواطنين عراقيين بل ولا يحبون حتى ذكر أسمائهم وهم يطمحون في كل لحظة إلى الانفصال عن العراق وبأي شكل من الأشكال بل وحتى الاندماج مع إسرائيل إذا تطلب الأمر لو كانت هناك حدود جغرافية معهم وما زيارات البارزاني وابنه مسرور والكثير من القادة إلى الصهاينة وعقود التسليح وحتى السياح الصهاينة وبيع النفط للصهاينة في كردستان إلا خير دليل على ما نقول. ويبدو أن الموضع قد طال لأنه يحتاج إلى تثبيت الكثير من الحقائق والتي توجد في جعبتنا الكثير ولكن نكتفي بهذا القدر لنكمل في جزئنا القادم أن شاء الله هذا الهوان إن كان لنا في العمر بقية.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول