- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رقاب المسلمين في هيبة عروش رعاة الاغنام
حجم النص
بقلم: حسون الحفار لايخفى على المسلمين في كل بقاع العالم ماتقوم به الماسونية اليهودية واذنابها من الامريكان في تشويه سمعة الدين الاسلامي الحنيف الذي يعتمد (الرحمة والتآلف بين الخلق باختلاف اجناسهم واشكالهم ودياناتهم) برسم صورة سيئة عن المسلمين بانهم قوم لايفقهون سوى القتل وهتك الاعراض وسبي النساء والاطفال وملك اليمين. ولتأصيل هذه الشبهات ولصقها بالمسلمين عنوة ليكونوا منبوذين عند اصحاب الدينات الاخرى، عمدت اسرائيل واللوبي الصهيوني الذي يدير السياسة الامريكية الى تفعيل حواضنهم الخليجية التي قدمت لهم الطاعة العمياء والاموال اللازمة لتنفيذ مآربهم لالشىء الا من اجل البقاء متربعين على العرش وجاثمين على رقاب رعاياهم. لقد كانت القضية الفلسطينية تشغل حيزا كبيرا من الاعلام العالمي خلال سبعينات القرن الماضي وكانت وسائل الاعلام تنشر يوميا مايلاقيه اهل هذا البلد من ويلات ومآسي نتيجة المجازر البشرية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي بحق النساء والاطفال وكبار السن فضلا عن الشباب ومن ببينها مجزرة دير ياسين الشهيرة التي جعلت من مهزلة مايعرف بـ"الهوليكوست" او محرقة الالمان للشعب اليهودي المزعومة تمحى من الذاكرة. ولتدارك هذا الامر ولفت انظار العالم الى قضية أكبر وكي لاتسجل جرائم أسرائيل بحق الفلسطينيين في سفر التأريخ او يتحدث عنها المسلمون بكل محفل ومناسبة، أسست المخابرات الامريكية والاسرائيلية مدعومة بقوة الخلاف بين الطوائف الاسلامية حركات متطرفة تدار بمجموعة طلبة في افغانستان سميت بحركة " طالبان " هذه الحركة المتطرفة التي قادها كما هو معلوم تاجر سعودي هو المجرم " اسامة بن لادن " اخذت على عاتقها محاربة ماسمي أنذاك بـ" الاحتلال السوفيتي " لافغانستان" لكنها سرعان ماتحولت الى منظمة ارهابية على لائحة الامم المتحدة بعد خروج السوفيت من افغانستان وامتلاك طالبان زمام الحكم بهذا البلد ليحولوه باموال خليجية الى بلد متطرف ينتج مئات الالاف من الارهابيين ويتم تصديرهم الى مختلف بقاع العالم ولتبدأ بعدها الصفحة الثانية من عملية التشويه للدين الاسلامي الحنيف بجرائم ترتكبها المخابرات الامريكية والاسرائيلية وتنسبها لطالبان (الحركة الاسلامية المزعومة) التي تحولت الى تنظيم القاعدة وكان أكبر ما قامت به تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك عام 2001 ومقتل اربعة الاف شخص ". لقد أستخدمت دوائر المخابرات الامريكية والاسرائيلية مبدأًً لطالما نجح في تاجيج الصراعات بين الشعوب وداخل البلد الواحد الا وهو مبدأ " فرق تسد" وقد تشكلت لاجل أنجاح هذا المبدأ حركات متطرفة برعاية غربية منفصلة عن طالبان باسماء اطلق عليها فيما بعد " حركات جهادية " غذتها فتاوى اهل الشقاق والنفاق من مشايخ آل سعود، مثل جيش عمر، وانصار السنة بالعراق وجبهة النصرة في سوريا وبوكو حرام بنيجيريا وغيرها من المنظمات الارهابية. واختارت الدوائر الماسونية اهل السنة لادارة مثل هذه المنظمات دون غيرهم كونهم لايخضعون الى مرجعية دينية تحصنهم من الفتاوى والافكار المتطرفة. ولان الارضية خصبة لمثل هذه الفتاوى سيما مايتعلق منها بكيل الاتهامات للطائفة الشيعية بانهم خارج الملة الاسلامية، وانهم يعبدون غير الله، ويسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله، شرعت اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية باستغلال هذا الخلاف ابشع استغلال ودربت لاجله شخصيات منتقاة بشكل دقيق لتنفيذها بعد أدخالهم بدورات تخص الفقه الاسلامي وشريعته ليكونوا قادرين على ادارة وتحريك جماعات كبيرة بخطب رنانة. ان احتلال العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها فسح المجال وكان ارضية خصبة أمام تنفيذ هذا المخطط، فكانت المنظمات الاجرامية مثل تنظيم القاعدة اول الداخلين الى العراق وقد شن التنظيم هجمات دموية ضد المدنيين الابرياء حتى أرقيت بدماء المسلمين المساجد والحسينيات ولم ينجو من تلك الجرائم باقي الطوائف العراقية كالمسيحيين والصابئة وغيرهم وبالشكل الذي لم يشهد له العالم مثيل. وقد تنوع القتل بتفجير السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والذبح خاصة في المناطق التي تكثر فيها المزارات ونشر تلك الجرائم عبر وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي. كما نجح الغرب المتصهين بعد سلسلة الاحداث الدامية في خلق صراع سني شيعي وحرب اهلية غذتها أجهزة الاعلام العربي الملتهب باموال الخليج وساندها نظيره الغربي الممول اسرائيليا وكادت تلك الحرب تقضي على الاخضر واليابس لولا التعامل معها بحكمة من بعض رجال الدين. ومن اجل معرفة المحصلة النهائية لجهود سنوات حثيثة عملت عليها المخابرات الاسرائيلية والامريكية تم جس نبض الشارع المسلم بشكل قوي عندما نشر الاعلام الغربي صورا مسيئة للنبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله. لقد أثبتت الدراسات التي أجرتها أجهزة المخابرات الامريكية والاسرائلية ان ردة الفعل الضعيفة للمسلمين حول نشر تلك الصور وأكتفاء اغلب الدول الاسلامية بالشجب والاستنكار وامتناع دول الخليج عن التعليق حول الجريمة بل ان موقفها لم يصل حتى الى موقف المستنكر والتزامها الصمت المطبق، جعل تلك الدوائر تدرك أنها حصلت على مبتغاها بتدمير الاسلام كما ونوعا. ومن هنا فنستطيع القول أن الامر لايبدو مستغربا من قيام حكومات مثل نيجيريا بقتل المسلمين الشيعة لارضاء أسيادهم من الغرب واليهود، وليس مستغربا ان يعمد أمراء الخليج الى اخفاء جرائم عصاباتهم الممولة بدولارات النفط بحق المسلمين في سوريا والعراق، وليس مستغربا ان يتغاضى شيوخ ومماليك الخليج عما يجري في بورما من جرائم يندى لها جبين البشرية، وأفتعال ازمات أخرى كاتهام ايران بانها تحاول الهيمنة بالقوة على الخليج....! لكن المستغرب ان تعمد منظمات تطلق على نفسها تسميات حقوق الانسان ان تخفي مثل هذه الجرائم بحق المدنيين الابرياء ولاتتحدث عنها حتى ولو بالادانة. ان المتتبع لهذه الاحداث قد يتبادر الى ذهنه جملة اسئلة الا وهي " لاجل ماذا يقتل المسلمون بعضهم بعضا بهذا الدم البارد ؟ والى متى سيبقى نفط الخليج العربي الذي جعله الله سبحانه وتعالى مصدرا لرزق الناس مصدرا لقتل الابرياء ؟ وهل ان العروش الخاوية لرعاة الاغنام ستبقى الكأس المعلات لدى الغرب الى الابد ؟ والى متى سيبقى علماء المسلمين ومشايخهم كالازهر الشريف ملتزمين جانب الصمت أزاء الجرائم المرتكبة ضد المسلمين التي تروي بها ظمأ بني إسرائيل ؟ هذه الاسئلة تطرح ولعل الاجابة عليها لايكون الا بمخلصٍ ينقذ ماتبقى للمسلمين ودينهم الحنيف من باقية ويعيد لهذا الدين سمعته الطيبة التي فقدها على أيدي من يسجدون للصنم بهيبة الرب العظيم..