- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وزارة التعليم العالي " فقير " كش ملك .........!!!!
حجم النص
بقلم:الاعلامي حسون الحفار لايخفى على احد ان مانُهب من اموال العراق وما هُدر منها أبان النظام البائد ومغامراته الرامبوية وهوس صدام في ركوب العربة الذهبية رغم الحصار الاقتصادي الذي عانى منه الشعب العراقي لاكثر من ثلاث عشرة سنة جعل البلد يأنُ من ديونه ويغرق شعبه في ظلمات ليس لها اول او آخر". فالطاغية لم يكتفي بهذه الممارسات حتى عمد الى خنق الكفاءات العراقية والعقول النيّرة من خلال زج العلماء بغياهب السجون ومصادرة الابتكارات العلمية واخضاعها لاشخاص هم بعيدون كل البعد عنها مااضطر تلك العقول الى الهجرة للخلاص واضحى الغرب يعج بهم أملا في النجاة من الموت وايجاد لقمة العيش واستثمار شهاداتهم فيما ينفع الناس. ولعل عقدة النقص التي كان يشعر بها رأس النظام البائد وابنائه بعدم حصولهم على شهادة دراسية دفعتهم الى منح انفسهم شهادات فخرية كالدكتوراه بالقانون وشهادات الطب، وغيرها، فاصبح الطاغية وابنه عدي من حملة الدكتوراه الفخرية بالقانون، ومنحت شهادة الدكتوراه بالاعلام لعدي، ورتبة ضابط طيار، ومنح لقب رئيس للجنة الاولمبية العراقية، ودرجة قائد عسكري فيما يسمى بفدائيي صدام وغيرها من المناصب التي لاتليق الا بالمجرمين امثاله ". كما أغدقت العطايا على البعثيين، فاصبح البعثي الذي لايملك شهادة دراسية ومن لديه درجة حزبية عالية متصدر المتفوقين بل حتى ابنائهم من الطلبة كانوا هم السبّاقون بنيل الكليات المرموقة كالطب وطب الاسنان والصيدلة التي بلغ معدل القبول فيها أنذاك يتجاوز " 110 %". واصبحت الجامعات وملحقاتها انذاك حكرا على الطاغية وزبانيته والبعثيين من ازلامه، ومع ذلك كان الطاغية المقبور يتبجح بالقول على اساس حريّة التعبير" اكتبوا بلا قيد ولاتردد سواء أكانت السلطة راضية ام غير راضية عما تكتبون ". وهذه الجملة غير المفيدة اصبحت مجرد مصيدة للمغفليّن حيث زج العشرات من الصحفيين بالسجن آنذاك نتيجة كتابتهم على شخصيات تعتبر من صغار البعثيين". ومع ان العراقيين استبشروا خيرا عند زوال ذلك الحكم الجائر وقتل من قتل منهم وهرب من هرب واعتقد الكثير أنهم باتوا قادرين على نيل المناصب الحكومية سيما الفقراء من اصحاب الكفاءات العلمية، كما استبشروا بالخير الوفير الذي سيناله ابنائهم حين يدرسون الطب والصيدلة وطب الاسنان لان العراقيين باتوا سواسية كأسنان المشط وفقا للدستور الذي كتبوه بايدهم ، الا ان شيئا من هذا لم يحصل.....! فبالرغم من ادعاءات الحكومات التي توالت على البلاد بعد سقوط الصنم بانها جاءت لنصرة الفقراء والمظلومين وتخلصيهم مما صنعه بهم البعثيون من زرع الخوف في النفوس ومصادرة الحقوق وحريّة التعبير ونشر الديمقراطية كما ونوعا، ومنح اصحاب الشهادات العليا وكالكفاءات العراقية مكانهم المعروف، اضحت مظاهر اغتيال العلماء هي السمة الغالبة على الشارع العراقي والقتل على الهوية بات عملا يوميا تكاد لاتخلوا منه شوارع العاصمة بغداد، فقتل العديد من العلماء بطلقات رخيصة، واصبح حملة الشهادات الدراسية يفترشون الارصفة لكسب العيش لعدم توفر فرص العمل ". كما اصبح كل من هب ودب ومن لديه حزب سياسي قادر على خوض الانتخابات والنيل بالمنصب قادرا على اخذ مايريد حتى وان لم يكن من حملة شهادة الاعداية لان التزوير بات وسيلة سهلة المنال لمثل هؤلاء ". ونهبت اموال البلد بالطريقة البشعة حتى وصلت الى ارقام مهولة كما تناقلتها احدى الصحف الغربية التي تؤكد بان العراق خسر منذ العام 2003 وحتى العام 2015 اكثر من " 500 ترليون دولار " او لنقول مايعادل ميزانية عشر دول مجاورة ". ومع ذلك لازالت الحكومة العراقية تتبجح بانها راعية للمواهب والكفاءات وحملة الشهادات العليا بل وتحرص محاسبة المفسدين ونشر الديمقراطية وتطالب المهاجرين من الكفاءات بالعودة الى الوطن لاجل ماذا؟....لانعلم ". لقد باتت اليوم الدراسة العلمية وكليات المهمة كالطب وطب الاسنان والصيدلة كما كانت سابقا حكرا على الاغنياء ومن لديهم جاه وممن نالهم نصيب من الاموال المنهوبة من ميزانية البلاد بعد ان اضحت الكليات الاهلية تملآ المدن العراقية والمعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهذه الكليات مستعدة لقبول معدلات هابطة من خريجي الدراسة الاعدادية سيما الفرع العلمي، ولكن شريطة توفر الاموال التي تصل في بعضها الكليات كالطب وطب الاسنان والصيدلة مثلا الى 12 مليون دينار سنويا..طبعا هي الكليات بعيدة كل البعد عن ابناء الفقراء " كش ملك" كما يقال بالمثل الشعبي " لانكم لاتملكون المال". لقد بقي أبناء الفقراء يرمقون مستقبلهم الذي سهروا من اجله سنوات طوال مغيّب امام أعينهم لالشىء وانما لانهم لايملكون المال، بل واصبح الطلبة الذين حصلوا على معدلات عالية بفضل جهودهم منبوذين في كليات أسستها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بنفسها كما يؤكد ذلك طلبة كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة كربلاء ". فهؤلاء الطلبة يقولون ان كليتهم التي أسسها " وزير التعليم العالي السابق علي الاديب " كانت تقبل الطلبة من خريجي الفرع العلمي وبمعدل 85 % ، وارتات هذه الكلية الى رفع المعدل الى أكثر من 90 % بعد اقبال العديد من الطلبة عليها كونها وبحسب الاديب الذي وعد في احدى زيارته للكلية الطلبة الخريجين بمنحهم لقب " محلل مختبري " وتعيينهم سيكون على ملاك وزارة الصحة مركزيا حالهم حال الطب وطب الاسنان والصيدلة ". ولكن ماخفي كان اعظم...! لقد حصل ماليس بالحسبان حيث ان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي السيد حسين الشهرستاني وبعد تخرج الدفعة الاولى من الطلبة رفض منحهم اي لقب طبي، كما رفضت وزيرة الصحة الدكتورة عديلة حمود منحهم تعيينا باي مؤسسة صحية عراقية كون الكلية غير معترف بها من قبل وزارتها المبجلة ". ويؤكد هؤلاء الطلبة ايضا ان هناك كلية مماثلة لكليتهم في محافظة كربلاء المقدسة وهي " كلية الصفوة " تقبل خريجي الدراسة الاعدادية بالفرع العلمي ممن لديهم معدلات اقل من 75% بدراسة التحليلات المرضية ومعترف بها من قبل وزارة التعليم العالي ". ورغم اعتصام الطلبة منذ بداية العام الدراسي الجاري ولحد الان الا انهم لم يحصلوا على أية استجابة من قبل وزارتي التعليم العالي والصحة، بل واصبحت ادارة الكلية تهددهم بالفصل الجماعي وطردهم من الكلية ووصفهم بانهم لايستحقون الدراسة لالشىء بل لانهم فقراء لايملكون الاموال التي تمكنهم من الدراسة في الكليات الاهلية". ورب سائل يتسائل " هل ان الطلبة هم من أسسوا هذه الكلية ؟ وما ذنب هؤلاء بعد سنوات مضنية قضوها في الدراسة التي يؤكدون انها لاتقل عن دراسة الطب او الصيدلة ؟ وما ذنب أبائهم الذين جاهدوا بكل مايملكون لاجل ان يروا ابنائهم متخرجين ويفرحون بهم ليحملوا عنهم عناء طويلا؟ ام ان هذه هي نتائج متوقعة لديمقراطية القرن الحادي والعشرين التي فرضتها سياسة البقاء للاقوى ؟ نحن سنجيب على بعض هذه التساؤلات ولكن بتساؤلات مماثلة...!" سنقول اين اصبحت تلك الوعود التي اغدقت علينا ابان الانتخابات ؟ وهل هذه هي الديمقراطية التي وعد بها العراقيون ؟ وهل هذه هي الحياة الكريمة التي وعدنا بها لديمقراطية مابعد طغيان دام اربعين عاما ؟ نترك لاجابة للقراء ونفوض امرنا الى الله لان وماستخفيه الايام ربما سيكون اعظم... ونقول لطلبتنا الاعزاء "اركنوا الى الله يا ابنائنا في شكواكم، فالشكوى لغير الله مذلّة "
أقرأ ايضاً
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية