- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أَلْأَرْبَعُون..ضِدَّ اْلإِرْهْاب
حجم النص
نـــــــــــزار حيدر أَنْ تحبَّ الحسين بن علي عليه السلام، يعني انَّك تُحبّ القيم والمبادئ التي ضحّى من اجلِها السّبط في عاشوراء في كربلاء، من جانب، ويعني من جانبٍ اخر انّك مستعدٌ للعمل على وبذل الجهد من اجل نصرة تلك القيم والمبادئ وتحقيقها وإقامتها وإشاعتها في كلّ زمانٍ ومكانٍ انت فيه، وهي؛ أولاً؛ قيمٌ انسانيّةٌ وليست دينيّةً او مذهبيّةً او قوميّةً. ثانياً؛ انّها للنّاس كافةً ولكلّ زمان، فهي عابرة للزّمن والجغرافيا. ولذلك لا نُجانب الحقيقة ابداً عندما نقول ان الحسين (ع) هو أعظم من ضحّى من اجل الانسانيّة، ولهذا السّبب خلّدتهُ البشريّة، كلّ البشريّة، على مرّ التاريخ. انّهُ ضحى لحماية القِيم والمبادئ التي جاء بها الأنبياء والرُّسل عليهم السلام للانسانية، ولذلك نُسَلِّم عليه بقولِنا عن المعصوم {اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَلِيُّ الله}. انّ مسيرتنا اليوم، ايّها الإخوة والاخوات، في العاصمة الأميركية واشنطن، وهي جزءٌ من مسيرات مليونيّة شهدها العالم في عاشوراء والاربعين، وعلى رأسها مسيرة الاربعين المليونيّة التي شهدها العراق صوبَ مرقد أبي الأحرار وسيّد الشهداء في كربلاء المقدسة، تحمل رسالةً واحدةً هي محور كلّ الرّسالات التي ضحّى من اجلها كلّ الاحرار من الرّسل والانبياء والأئمة والمصلحين في تاريخ البشريّة، تلك الرسالة هي؛ السّلام. فالحسين (ع) سلامٌ ضدّ العنف والارهاب. انّهُ سلامٌ ضدّ الكراهية والعبوديّة والتّكفير التي تُنتج القتل. انّهُ سلامٌ للتّعارف والتّعايش والتّعاون. انّهُ سلامٌ من اجل الحريّة والكرامة والعدل. لقد سمّى الله تعالى نَفْسَهُ بالسّلام فقال عزّ من قائل {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فكان الحسين (ع) قرباناً للسّلام من اجل السّلام. إنّنا اليوم هنا لننقل رسالة الحسين (ع) في السّلام الى العالم والى المجتمع الأميركي على وجه التّحديد. فالحسين (ع) رمز السّلام والحريّة والكرامة والمحبّة، انّهُ رمزٌ انسانيٌّ في التّعايش، وهو ضدّ العنف والارهاب. ولانّنا نحبّ الحسين (ع) لذلك نحن كذلك ندعو الى السّلام والى التّعايش الإنساني، أَوَ لَمْ يقل أبوه أمير المؤمنين (ع) في عهده للاشتر لمّا ولّاه مصر {وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْـمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ}. إنّنا مع السّلام لأنّنا مع الحسين (ع) وإنّنا مع الحريّة لأنّنا مع الحسين (ع) وإنّنا مع التّعايش والحبّ والتّعاون وكل قيم الخير لأنّنا مع الحسين (ع) فهو أسوتنا وقدوتنا في كلّ ذلك، فلقد علّمنا الحسين (ع) هذه القيم الانسانيّة التي رضعناها مع الحليبِ يوم وُلدنا، ولن ننفطمَ عنها ابداً حتى الموت، وبينَ الولادةِ والموتِ تعلّمنا [انَّ الحسين (ع) أبو الضَّيم]. ولانّنا نُحبُّ الحسين (ع) ونُحِبُّ هذه القيم الانسانيّة، لذلك نحن ندينُ كلّ أشكال العنف والارهاب، خاصَّةً الاٍرهاب الذي يتلبّس بالدّين والدينُ منه برآء، انّهم بذلك يريدون تشويه صورة الاسلام ورسولهُ الذي بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين بقوله عزّ مَن قائل {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وقد وصف رسول الله نَفْسَهُ بقوله (ص) {أَنا الرّحمةُ المُهداة} فهل القتل وحزّ الرقاب وتفجير السّيارات المفخّخة والاحزمة الناسّفة بين جموع الأبرياء وحرق جثث الضّحايا والتّمثيل بها وترويع الآمنين من علاماتِ هذه الرّحمة؟. إنّنا هنا اليوم لنفضح الاٍرهاب وندينهُ، ونقول للعالم انّنا مع الحسين (ع) والحسينُ سلامٌ. انّ الاسلام دينُ الرّحمة، انّهُ دين السّلام الذي لا تتحقّق كلّ القيم الانسانيّة الا في ظلّه وتحت رايتهِ عندما يشيعُ في المجتمع فيكون القيمة الاسمى التي يستظلُّ بها الجميع ويدافع عنها. رسالتُنا اليوم؛ يجب ان يعمّ السّلام في بلدانِنا ليعمّ السّلام في كلّ العالم، اذ لا يُعقل ابداً ولا يمكن ان ينعمَ العالمُ بالسّلام والأمن وشعبنا في العراق، مثلاً، يُعاني الامرَّين من الاٍرهاب!. E-mail: nhaidar@hotmail. com