- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من الشاه الى بوش.. الملك السعودي الراقص!
حجم النص
بقلم:مروة ابومحمد أثار استغرابي فيلم (مقطع فيديو) انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر ملك السعودية الحالي سلمان بن عبد العزيزآل سعود وهو يرقص لشاه ايران (الفارسي) عندما زار الشاه المملكة السعودية في نهاية ستينيات القرن الماضي (1968)، في عهد الملك فيصل الذي تحسنت علاقته بشاه ايران رغم الخلاف على البحرين، لانهما يشتركان في العمالة لأميركا.. وكان نظاميهما يمثلان الدعامتين لسياسة اميركا المعروفة في الشرق الاوسط في سبعينيات القرن الماضي. ولأن ملة الكفر واحدة.. فلم نسمع يوما من آل سعود وآل نهيان وآل خليفة و... الخ من تركات لورنس والسير برسي كوكس.. اي حديث عن فارسية ومجوسية ورافضية وصفوية شاه ايران، بل كان "ابو شهناز" كما يسميه بعض العرب "حبا" حبيبهم الوفي وصديقهم الذي يلجئون اليه ساعة الشدة.. لم تؤثر مطالباته في البحرين ولا أسترداده للجزر الايرانية الثلاث من بريطانيا ولا صداماته المحدودة مع نظام البعث في العراق في مواقفهم "العروبية" منه، بل ذهبوا أبعد من ذلك.. كانوا بجانبه في اي صدام مع حكومة البعث في سوريا والعراق وفي معاداته للحكم الناصري في مصر.. وسبحان محول الاحوال! أعود الى المقطع الذي يبين حذاقة وقدرات "خادم الحرمين" في فن الرقص على وقع الدفوف واجادته القفز واللف والدوران.. لأن "فن" الرقص السعودي – وهي بالمناسبة تقليد عند الامراء في حال دخول ضيف عزيز عليهم كما يقولون – اسرع ايقاعاً واكثر تعقيداً من الاماراتي ـ مثلاً ـ الذي يقتصر على الامساك بعصا ووضعها على الكتف وتحريك الرقبة فيندفع الرأس الى الامام ويعود للخلف في حركة مملّة لاتوجد فيها حيوية رقصة الامراء السعوديين! ولا أدري ما هو الوجه الشرعي لهذه الرقصة عند آل سعود وعلمائهم الذين يعتبرون كل شئ محدث بدعة وانها توجب النار.. فهل كان الرقص من أعمال السلف؟ طبعا اذا كان سلف ال سعود وال الشيخ الامويون والعباسيون، فالاجابة نعم.. واولئك المشهورون بالفسق والمجون. ثم ان الامراء هنا لا يراقصون الشاه او يراقصهم هو ووفده كما هو الحال في استقبالهم لبوش "شاه" اميركا وتشالز ولي عهد بريطانيا وغيرهم، بل يرقصون لهم والشاه جالس ينظر الى الراقصين! والمقطع المصور الذي يواكبه تقرير التلفزيون الايراني حينها.. يبين ان الايرانيين كانوا حينها يخفون فارسيتهم (ومجوسيتهم) وان حكام السعودية لم يلتفتوا الى ذلك الّا بعد سقوط الشاه في ثورة "يقال" انها جماهيرية! والّا لما كان حكام السعودية والعياذ بالله ينسجون علاقات متينة معهم ويدخلون "المشركين" الى قصورهم ويستقبلونهم على أرض الحرمين! ويبين قدرة الايرانيين على اخفاء عقائدهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية.. اقصد في عهد الشاه.. حتى عند حضور السعوديين في احتفالات 2500 سنة على الحكم الامبراطوري في تخت جمشيد (برسبوليس) بضواحي شيراز عام 1972 لم يسمع السعوديون واشقاءهم الخليجيون ان الايرانيين يجلون ويحترمون كوروش الكبير والملوك الاخمينيين والساسانيين.. فقضى المدعوون ـ ومنهم امراء النفط ـ ايامهم بالصلاة والحج والدعاء! وانحراف الايرانيين ظهر عندما بدأوا بعد الثورة التي يدعون "زوراً" انها اسلامية، بتطبيق احكام الشريعة واطلاق شعارات ضد اميركا.. وبعد اغلاق السفارة الصهيونية ومن ثم الأميركية في طهران.. وعندما كسروا شوكة الغرب (والشرق) على حدّ سواء.. فظهروا على حقيقتهم لدى "خدّام الحرمين" السعوديين.. وبانت فارسيتهم ومجوسيتهم المناهضة لكعبة المؤمنين من عبدة البيت الابيض! الايرانيون بعد الثورة اخذوا يتحدثون عن اسلامين: اسلام أصيل، محمدي – علوي، ثائر لايقبل بالظلم؛ وآخر اميركي فتنوي لايعادي "اسرائيل" بل يطلب ودّها والسلام معها مهما أمعنت في قتل الفلسطينيين والعرب.. الاسلام الأخير كان عليه آل سعود والسادات وضياء الحق وشيء منه في الحسين بن طلال و"مولاي" الحسن الثاني، وايضا في "القابع تحت الجذر التكعيبي على رمل دبي مشتملا بعباءته وكذاك المعوج بتونس من ساقيه الى الرقبة"، حسب وصف مظفر النواب في وتريات ليلية كما أعتقد! بالنسبة لأل سعود من لا يدين بالولاء لأميركا ويدعو الى التحرر فهو خارج عن ملة الاسلام.. بدعي، شركي، رافضي، مجوسي.. الخ، ومن هذا المنطلق كان الشاه بانسبة لهم مسلماً تقياً ورعاً.. اما قيادة ايران بعد الثورة فهي "الفارسية – المجوسية".. ورقص الامراء للشاه، ومنهم الملك سلمان (الذي راقص بوش وتشالز ولي عهد بريطانيا وكل من دخل السعودية، لانه "أسم الله عليه" يحب "الفرفشة") كان عبادة تنسجم مع مهمته اللاحقة في "خدمة الحرمين الشريفين"، بل هي من ملكاتها ومستلزماتها الاساسية، عند آل سعود.. لانها تأتي منسجمة مع تعاليم التوحيد ورفض الشركيات والبدع الوهابية.. وفيها جزيل الأجر وعظيم الثواب "ادخال السرور على قلوب المؤمنين".. اوعلى قول آخر: "هزي محرمتك يابا هزي بتزيدي القلب معزّي!"... *
أقرأ ايضاً
- التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء!
- الاتفاق السعودي الإيراني خطوة على طريق التعددية القطبية وحل القضية الفلسطينية
- اعلام السعودية... متى تغيرون لهجتكم؟