حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم رغبة البشر دائما ان يتحقق له باقل جهد او حتى من غير جهد مجرد بعض الكلمات الخاصة بدعاء معين ليتحقق له ما يريد بشكل كرامة او معجزة، والبعض يامل الحياة العرفانية ويتابع بشدة قصصها والبعض يحث الاخرين على نشرها واغلب القصص العرفانية هي تلك التي تتحقق بالاحلام. هذه العرفانيات تصبح محل انتقاد في عصر كله علم وماديات لانها تحدث من غير امور علمية ملموسة، ومما يتيح للاخرين انتقادها عندما يصر عليها من لا يحمل مبادئها واولوياتها، وهي مرحلة لا تاتي بارادة الانسان طالما انها اعجازية، نعم هنالك بعض العباد تتحقق لهم ذلك ولكن هذا لا ياتي من فراغ، واهمها ما يضمر في قلبه من ايمان وعقيدة بالله عز وجل وبرسالته، ومن شروط الايمان ان لا يكون تجاري أي انه يؤمن ويطبق الايمان بكل متطلباته حتى يصبح رجل عرفاني مثل هذا لا يتحقق، فالشخص الذي يعيش الحياة العرفانية دلالة على نقاء سريرته وقوة ايمانه من اجل اخرته. والاحلام والرؤى هي الاخرى محل انتقاد فلا برهان يثبت صحة الرؤيا الا اذا تصرف الشخص الحالم وفق رؤياه في المنام وثبت صحة تصرفه فمثل هذا من اهم شروط ايمانه ان لا يتحدث عن احلامه، لانه في حالة عدم تحقق ما يعتقده سيصبح محل انتقاد وسخرية، وهذا يجرنا الى الحديث عن الاحلام التي يتحدث اصحابها عن رؤية الامام المهدي عليه السلام، ومثل هذا الامر محل جدل ليس لاننا لا نؤمن بالامام المهدي والعياذ بالله ولكن لا نريد للاخرين ان ينتقدوننا ويوجهون اسئلة محرجة لنا، نحن نؤمن بعلمائنا ونصدقهم اذا ادعوا ذلك ولكن ما غاية ادعائهم اذا صحت الرؤيا ؟ فالافضل التصرف بصمت وفق ما راه لا ان يتحدث عنه لانه سيواجه سؤال كيف عرفت ان الشخص الذي رايته هو الامام المهدي وانت لم تره سابقا ؟ فان عرف هو عن هويته فمثل هذا لا يؤخذ به. العرفان والاحلام تاتي في المرحلة الثانية والمرحلة الاولى الايمان المطلق بالله عز وجل وانبيائه واوصيائه ويكون هذا الايمان روحي و عملي، فالروحي هو ما يحمل القلب من قوة ايمان بحيث انه لا يهتز مهما تعرض للشدائد والمصائب، وعملي هو ان يترجم ايمانه على ارض الواقع وفق تصرفات يرتضيها الشارع المقدس اضافة الى المداومة على الاقدام على المستحبات وتجنب المكروهات، ومثل هذا الشخص فان الله عز وجل بلطفه قد تكون له حكمة في منح هذا الشخص نعمة الكرامة، وهذه لا تاتي وفق توقيت معين بل انها بارادة الله عز وجل. في بعض الاحيان تحدث مثل هذه الكرامات لاشخاص قد لا يبدو عليهم الايمان فلربما انه يحمل في قلبه ما لايحمله المؤمن، ولربما الغاية منها درس له ولنا، وكم من كرامة حدثت لهذه الاسباب. هنالك مواقع تابعة لمنظمات صهيونية تنشر مثل هكذا خرافات لتشغل بها المسلمين بل ويتداولونها كثيرا من على مواقع التواصل الاجتماعي، منها مثلا الاشجار التي سيقانها عبارة لا اله الا الله، وقلب وجد كلمة الله عليه، وزلزال هدم المدينة ما عدا الجامع، ورائد الفضاء سمع الاذان وغيرها من هذه الاكاذيب، فالاسلام دين حق وعلم وروح ولا يحتاج الى هذه البراهين فما اقدم عليه نبينا محمد صلى الله عليه واله من معاجز واعمال بحيث انها الى اليوم خالدة والمسلمين في تزايد وستبقى خالدة الى يوم القيامة فانها تكفي للدلالة على عظمة الاسلام ومن لا يفهم فانه ختم على سمعه وبصره وقلبه ختم الالحاد، وعليه فالايمان في القلب وليس الحديث عن امور لا يمكن اثباتها للاخرين.
أقرأ ايضاً
- ديمقراطية الزوجة الثانية
- بُني علي.. إحذر (أهل العرفان) أهل الدعاوى الباطلة - الجزء الاول
- سيناريوهات ما بعد مرحلة دخول الخضراء