- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شهداء العراق رمز التضحية والفداء
حجم النص
د.مضر الحلي السلام على شهدائنا شهداء العراق رمز التضحية والفداء (شهداء القوات المسلحة والحشد الشعبي والواجب الوطني والأخلاقي والاجتماعي في المشاركة في تشييع جثامينهم والوقوف بمجالس العزاء والفاتحة التي تقام لهم) لا يختلف اثنان في أهمية المشاركة الفعالة ووجوبها من جميع أبناء البلد وعلى المستويات كافة في تشييع جثامين الشهداء والوقوف بمجالس العزاء والفاتحة التي تقام لهم كل في منطقته؛ ولا بأس بتحرك وفود من المدن والمحافظات المجاورة للمشاركة أيضآ؛ لأن كل ذلك إنما هو أبسط طريقة للتعبير بها عن آيات الولاء والاعتزاز بشهدائنا الذين قدموا أرواحهم فداءآ لنا ولبلدنا الحبيب؛ ولو استطعنا لفديناهم بأرواحنا ؛ لكنها الشهادة ومنزلتها عند الله جل شأنه يكرم بها من يشاء من عباده ؛ فهم قطعآ أفضل منا عند الله ولذلك حباهم بها وخصهم بكرامتها دوننا. كل ما ذكرت من البديهيات التي لا نختلف فيها لكن الغريب والملفت للنظر خلو مواكب تشييع الشهداء ومجالس فواتحهم من المسؤوليين!!! ذهبنا اليوم وفدآ من الحلة مدينة الشهادة والشهداء إلى قضاء الحي/ محافظة واسط لحضور مجلس الفاتحة على روح المرحوم الشهيد النقيب نيسان زويد خلف جلله الله بوافر رحمته واعلا مقامه واسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين وجعله شفيعآ لنا ولأبويه وارحامه ولمن يشاء يوم يقوم الحساب ؛ والشهيد من اسرة سلكت طريق الشهادة في سبيل الله والوطن منذ عصور ففي انتفاضة مايس سنة 1941م قدمت هذه الأسرة الشهيد رجب طاهر الشمري عليه رحمة الله؛وفي سنة 1982 أعتقل الشهيد بشار فضيلة وتم اعدامه سنة1984م من قبل نظام البعث الظالم الفاسد المتجبر بأمر الطاغية صدام حسين؛ ويستمر عطاء هذه الأسرة دون توقف وكل فرد فيها يعد نفسه مشروعآ للشهادة في سبيل الله والدين والوطن ؛وهذا هو دأب كل العوائل الشريفة الملتزمة العارفة للحق والعاملة به. قدمنا من الحلة وفي ناحية الفجر انضم لنا مجموعة من سادتنا وابناء عمومتنا آل سيد هويدي وعند وصولنا مدينة الحي انضم لنا أخوتنا من السادة آل سيد مهدي السيد ظاهر فقدمنا الى مجلس الفاتحة لنتشرف بحضوره ومشاركة اخوتنا هذه المناسبة ولنستنشق عبير الشهادة وجوها الروحي المفعم بالإيمان وحب الوطن؛ فوجدنا مجلس الفاتحة عامرآ بشباب المدينة ورجالها وهم يقومون بواجب الخدمة والترحيب والاستقبال والتوديع للوفود التي ازدحمت في الدخول للمجلس والخروج منه وذلك في (حسينية أصحاب الكساء في الحي العصري) ؛ مواقف خففت الحزن والأسى وأذهبت الألم عن نفوس ذوي الشهيد الحاضرين ؛ كل هذا يشعرنا بالغبطة والسعادة في تلاحم أبناء شعبنا في السراء والضراء ؛في الأفراح والأتراح ؛ قلت في نفسي لا بأس إنه عرس الشهادة الكل تساهم فيه بصدق؛ لأنهم يشعرون جميعآ بإمكانية أن يخصهم الله تعالى بهذه الكرامة فتقف أخوتهم في عرس شهادتهم كما يقفون هم الآن في عرس شهادة أخيهم.... سألت أخي وصديقي الأستاذ الأديب الكاتب الإعلامي علي فضيلة الشمري المعروف في مدينة الكوت وكربلاء وبغداد ومحافظات العراق الأخرى؛ وهو خال الشهيد النقيب نيسان اعلا الله مقامه ؛هل زاركم أحد من المسؤولين من أعضاء ما يسمى بالبرلمان أو أعضاء مجلس المحافظة ؟ قال:لا لم يحضر أحد منهم!! فسرحت طويلآ ؛ قلت له: هل عرفت السبب ؟ قال: هم هكذا يتصرفون وكأن الأمر لا يعنيهم!! قلت: أتدري لماذا ؟ قال:لا، قلت: هذا مجلس فاتحة مقدس لشهيد مقدس من أجل قضية مقدسة لا يريد الله تعالى أن تشوبه شائبة بحضور من تلوثت أيديهم بالحرام ونبتت لحومهم على الحرام حتى يتطهروا!!! ومتى ما يكون ذلك ستجدهم يتدافعون على أبواب هكذا مجالس لتقديم خدمة تشرفهم ؛ فأنى وكيف ومتى يكون ذلك!! فلا تبتأس أخي علي فإن هذه كرامة أخرى يضيفها الله تعالى للشهيد رضوان الله عليه بتطهير مجلس فاتحته من دنسالحرام والعهر
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى