حجم النص
بقلم:علي فاهم بهذا العنوان (بلد المليون ماكو) كتبت مقالة عام 2006 توصف الوضع القائم في العراق من انعدام تام في الخدمات في الكهرباء و الماء و الغذاء و غيرها حتى بات العراق عبارة عن مجموعة من (الماكوات) ونالت وقتها انتشاراً كبيراً ولكن مثل هذه المقالات التي تنتقد الوضع الفاسد في وقتها كان يعتبر بطراً و صوتاً نشازاً لم يتعود عليه الشارع الذي كان ملتزم جانب الصمت المطبق و كأنه راضٍ بقسمته و مستسلم لقدره و حامد ربه على ما يحصل عليه من رواتب و شعاره (أكل و وصوص) و ما عليك بغيرك، و رغم وجود الفساد و أستشرائه في المجتمع بشكل مخيف الا ان الاصوات المنادية بالاصلاح كانت ضعيفة و لا تجد التفاعل معها لا بل كان الشعب سعيدا بالاموال التي كانت تنثر تحت قدميه في فترة الانتخابات و لا يدري او يهتم انها كان (من لحم ثوره) و انه سيدفع ثمنها اجلا حتى جاءت القشة التي كسرت ظهر البعير عندما اختفت بشكل غريب موازنة 2014 والذي تزامن مع هبوط اسعار النفط وهذا ما أثر بشكل مباشر على حياة المواطن الذي كان لا يدري ان مياه الفساد تسير من تحت قدميه فانهار جبل الرمل ليكشف هشاشة الهيكل الرملي المبني على السرقات و الكومنشنات و التحزب و الاقصاء و استغلال السلطة و مئات الوان الفساد الذي رضي به الكثير من فئات الشعب او لم يهمهم اصلاحه والغريب أنه على طول التاريخ كانت سيرة الشعب العراقي شعب لا يرضى عن حكامه مطلقاً لا بل هو لا يرضى عن شيء فكان العراق عبارة عن ارض خصبة للثورات و الانتفاضات المتواصلة التي لا تخمد احداها الا و تفجرت اخرى في مكان اخر فكيف استطاع العراقيون الصبر و السكون و السكوت كل تلك السنوات العجاف الحقيقة ان هناك ايادي استطاعت تدجين الشعب العراقي و تسكينه و ترويضه لمصالح جهات مستفيدة و اتبعت اساليب عديدة لأبقاء الشعب قابل بوضعه و خاضع للسياسات الفاسدة كأستثمار الصراع الطائفي او استغلال التعيينات و تقديم الخدمات و ايجاد مؤسسات وهمية تعطي الرواتب بلا عمل و حصرها بأيديهم و عبر قنوات تفرض لهم الولاء و عدم اعطاء الاصوات الا لهم , نتمنى ان يكون الاصلاح غاية وهدف ومنهج يريده و يسعى اليه الجميع و في كل المستويات ابتداءاً من اصلاح انفسنا و محيطنا القريب حتى نستطيع ان نصلح واقعنا السياسي و الا تكون مجرد زوبعة في فنجان تخمد بحلول شكلية و ترقعية و دمتم سالمين.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- مستقلون ماكو
- الحشود المليونية في زيارة الأربعين مداليل الوفاء والتحدي