- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مَنْ سرقَ رياضةَ المحافظات ؟؟؟!!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي من يتأمل المشهد الرياضي في البيت الاولمبي العراقي اليوم يصاب بالإحباط والقنوط!! فعلى ما يبدو ان البيت الاولمبي العراقي يتداعى شيئا فشيئا , فبعد مرور أكثر من عشر سنوات على التغيير في العراق بقت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية تراوح في مكانها باستثناء بعض الانجازات الفردية المتناثرة هنا أو هناك سواء كانت تلك الانجازات بلعبة فردية أو لعبة جماعية , ومما لاشك فيه إن الجميع يتفق على إن مشكلة الرياضة العراقية هي مشكلة إدارية بامتياز ,وسبب هذه المشكلة معروف ومشخص من قبل الجميع وهو وجود أشخاص على قمة الهرم الرياضي غير قادرين على إدارة الملف الرياضي العراقي بكل تفاصيله وتشعباته ,وهؤلاء جاءوا من خلال انتخابات وفق لوائح وأنظمة انتخابية ما انزل الله بها من سلطان , ومع ذلك قلنا فليكن المهم أن يسير المركب إلى بر الأمان إذا كان لدينا قادة حريصين على أداء مهامهم بالشكل المطلوب من خلال الاعتماد والاستعانة على الكفاءات الرياضية والتي يمتلك منها العراق الكثير والكثير وبكل الاختصاصات ,لكن الذي حصل هي عملية منظمة استهدفت إبعاد الكفاءات الرياضية المختصة مما مهد الطريق للطارئين والمتطفلين بالصعود إلى مواقع القرار والمسؤولية , ولم تكن اللجنة الاولمبية بعيدة عن هذه الصورة القاتمة والدليل هي الانتخابات الخيرة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية والتي أنجبت اضعف مكتب تنفيذي في تاريخ الرياضة العراقية ,حيث انشغل السادة أعضاء المكتب التنفيذي في ملذات الحياة من سفر وترويح وترفيه ومشاركات وبطولات وهمية وانجازات ورقية سرعان ما تلاشت وكأنها تمثيل ثلج ماعت وذابت بسرعة أمام شمس الحقيقة التي لا تحجب بغربال ,حيث استنزفت تلك السفرات والمشاركات والبطولات والامتيازات المليارات من أموال الرياضة العراقية وكان اللجنة الاولمبية تصرف (دون وجع قلب) حيث كانت الأرقام تشير إلى إن اللجنة الاولمبية تعيش في بحبوحة من أمرها مما جعلها تسرف بالصرف نحو اليمين ونحو الشمال ,مما جعل ابن بطوطة يحسد السادة أعضاء المكتب التنفيذي على تعدد سفراتهم وزياراتهم ,ورغم كل ذلك لم يستطع المكتب التنفيذي بكل أركانه أن يحقق شيئا يذكر للرياضة العراقية , فقد تم اغتيال رياضة المحافظات بالكامل بعد أن تمت عملية تهميش دور ممثليات اللجنة الاولمبية في المحافظات إضافة إلى إقصاء وتهميش دور الاتحادات الفرعية التابعة للاتحادات المركزية والتي تشكل العصب الرئيسي للرياضة العراقية , فلا يمكننا أن نتصور رياضة عراقية متكاملة بدون رياضة المحافظات ,فهي تمتلك المواهب والأبطال والكوادر الإدارية والفنية والتي تعمل اليوم للأسف (ببلاش) من اجل أن يسافر السيد عضو المكتب التنفيذي مع عائلته في سفرة ترويحية ترفيهية (رياضية) , والمسكين المدرب العامل في الاتحاد الفرعي وكذلك العضو الإداري في الاتحاد الفرعي يعملان ويتعبان ويجتهدان ويقدمان الرياضي بشكل جاهز للمسابقة دون أن يحصلا حتى على كلمة شكر!!!,ربما يستغرب البعض حينما يعلم إن الاتحادات الفرعية في عموم محافظات العراق لم تستلم مخصصاتها المقررة لها منذ عام كامل!!! فقد قطعت هذه المخصصات منذ حزيران عام 2014 ولحد الآن دون معرفة الأسباب , وبالمناسبة نود أن نبين إن مخصصات الاتحادات الفرعية وهي بالأساس مخصصة للكوادر التدريبية والإدارية في الاتحادات الفرعية حيث يتقاضى مدرب المحافظة وكذلك عضو الاتحاد الفرعي الإداري مخصصات قدرها (150) ألف دينار شهريا ,نعم مئة وخمسون ألف دينار فقط وتدفع كل ستة أشهر أي تدفع على شكل دفعتين خلال السنة الواحدة وذلك بسبب الروتين القاتل والبيروقراطية المقيتة والتي تعمل بها مكاتب اللجنة الاولمبية العراقية والتي كرسها وعمقها المدير التنفيذي للجنة الاولمبية بإجراءاته الغريبة والعجيبة ,وعودة إلى لغة الأرقام وحينما نضع الرقم (150) ألف دينار أمام رواتب ومخصصات وامتيازات السادة أعضاء المكتب التنفيذي نصاب بالذهول ,إنها مفارقة عجيبة وغريبة أليس كذلك ؟؟؟؟؟ ونود أن نؤكد هنا إن مخصصات الاتحادات الفرعية هي بالأساس مبالغ مستقطعة سلفا من ميزانية الاتحادات المركزية , حيث قامت الأمانة المالية للجنة الاولمبية الوطنية العراقية باستقطاع مبالغ مخصصات الاتحادات الفرعية بناءا على كتب رسمية من الاتحادات الفرعية تبين أسماء المدربين والإداريين العاملين في كل اتحاد فرعي , وبهذه الصورة تكون الأمانة المالية للجنة الاولمبية هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن عدم صرف هذه المخصصات والتي ربما لا تشكل شيئا بمبالغها الزهيدة جدا وهذا الأمر قد شكل ضربة قاصمة لرياضة المحافظات فليس من الأنصاف أن يعمل مدرب منتخب محافظة عام كامل دون أن يستلم أي شيء وبالتالي هذا الأمر جعله يشعر بالإحباط والغبن وهو يشاهد الأموال تتبعثر هنا أو هناك فأين العدالة في ذلك ؟؟؟؟وحينا طالبت الاتحادات الفرعية اتحاداتها المركزية بتلك المخصصات جاء الجواب وبشكل صادم وهو إن الأمانة المالية للجنة الاولمبية استقطعت تلك المخصصات وذلك لتغطية نفقات مشاركة العراق بدورة انشون في كوريا صيف 2014 ,إنها عملية سرقة جهود وإتعاب المئات من الكوادر الإدارية والفنية العاملة في الاتحادات الفرعية في عموم محافظات العراق , ونحن إذ نضع هذه الحقائق أمام الرأي العام كي يعرف القاصي والداني كم هي ظالمة وقاسية الحملة التي استهدفت رياضة المحافظات , واليوم ونحن نعيش زمن التقشف والتفلسف والتلفلف لا نعلم إلى أين ستسير الأمور ؟؟ ومن يستطيع أن ينصف رياضة المحافظات والتي على ما يبدو إنها تعيش حالة موت سريري بطيء ولكن قبل ذلك دعونا نسأل وبصدق لكي نعرف من سرق رياضة المحافظات ؟؟؟؟ وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- مجالس المحافظات .. محنه الذات وعقدة اللامركزية
- مجالس المحافظات بين الإيجابيات والسلبيات
- انتخابات مجالس المحافظات بين المقاطعة وشرعية عمل المفوضية