حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي المستاءون من الإتفاق النووي بين إيران والغرب يحاولون التأثير على جمهور الدول الغاضبة من تبعاته بالقول، إن الإتفاق هو للتخلص من إيران الثورية والمتشددة ودمجها في المجتمع الدولي من جديد، وهذا أمر غير مستبعد على أية حال لكنه لايمثل أهمية قصوى مع وجود عقل إيراني قادر على التوظيف المغاير لنوايا الغرب فالإيرانيون عودونا عبر التاريخ إنهم ينجحون في تحويل الأمور لصالحهم في كل الأحوال وهو ماحصل خلال فترات ماضية منذ نجاح الإمام الخميني في تغيير أسس الجمهورية الإيرانية وصناعة مستقبل مختلف عبر الأيدولوجية الثورية وإندفاعها نحو العالم، ولهذا فليس المهم مايقوله الغرب ومايتمناه والأهم هو ماسيتعامل من خلاله الإيرانيون خلال الفترة المقبلة وكيف سيوظفون الإتفاقات لصالحهم، ويتمكنون من تحقيق مكاسب كبرى إقتصادية وسياسية وعسكرية، ويطوروا حضورهم في الملفات الأكثر خطورة في سوريا والعراق واليمن. مامن شك إن إيران تكسب لسبب آخر حيوي يتمثل في ضعف خصومها العرب وتفتتهم، ونوع النظرة الأمريكية والأوربية للعرب الذين ترى فيهم واشنطن وشريكاتها الغربيات إنهم مجرد مستوردون للأسلحة، وليسوا شركاء في صناعة المستقبل كما هو الحال مع إيران الدولة الكبرى التي تحتفظ بدور فاعل في التأثير بمجمل ملفات المنطقة، ولما تمتلكه من قدرات في التوظيف السياسي، ونوع الثروات الهائلة لديها، وأثرها في مستقبل الإقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية، وعلاقاتها بدول كروسيا والصين حيث لاتخفي واشنطن رغبتها في تحويل المسار الإيراني عن موسكو وبكين، وكسبها حليفا سياسيا وإقتصاديا بعد يأسها من تغيير طبيعة النظام الثوري في هذا البلد العنيد والمتمكن والحكيم. سيكون للإتفاق النووي بين إيران والغرب أهمية بالغة في التمكن من حل بعض القضايا العالقة، أو توظيفها بمايتلائم ومصالح الدول الكبرى المعنية دون المساس بضرورات المضي قدما في محاولة التطمين التي تتبعها واشنطن من بعض الحليفات العربيات كالسعودية وماتحتاج إليه إسرائيل كدولة ناشئة قلقة من تعاظم الدور الإيراني وفشل المنظمات الإرهابية كداعش في تحقيق مكاسب على الأرض لصالح هذه الدول في مواجهة طهران. قد يكسب حلفاء طهران الشيعة في بعض الدول، ويكون لم دور أكثر قوة كما هو الحال في العراق الذي تحقق فيه الحكومة والمجموعات القتالية الشيعية إنتصارات حاسمة ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي أريد له ان يوقف المشروع الإيراني والتمدد الشيعي برغم خطورة داعش، وماقد تمارسه من شغب في بلدان عربية مختلفة، وبرغم فشل التنظيم في كسر شوكة الشيعة وحلفاء إيران. القادم سيكون مثيرا كالعادة فإنتظروا.
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟