حجم النص
سامي جواد كاظم العلماني بحد ذاته متفلسف اكثر من اللزوم بل يصعب اقناعه ودائما يستخدم وتر مظلومية المراة، شاء القدر ان يجتمع بهلول باحد العلمانيين في مقهى تضم كتاب وادباء ومثقفين، وبعض المتسولين يرتادون المقهى للتسول، وكان النقاش في مختلف المواضيع، تحدث احد العلمانيين الجالس الى جنب بهلول عن مظلومية المراة قائلا ان الاسلام ظلم المراة لماذا يعطيها نصف ارث الرجل وهذا ظلم فاحش،فوجه سؤاله الى بهلول، هذا الموضوع ان اريد مناقشة العلماني فانه سيدخل في متاهات، لكن بهلول قال له ساجيبك قبل ان نغادر المقهى، في هذه الاثناء جاء متسول يطلب صدقة فتكلم معه بهلول بهمس فاعطاه خمسة الاف دينار، العلماني ينظر الى تصرف بهلول، ماهي الا لحظات حتى جاء متسول ثان فتكلم معه بهلول بهمس فاعطاء مئة الف دينار. هنا التفت بهلول الى العلماني قائلا له: انك كنت تراقب تصرفاتي مع المتسوليين فماذا استنتجت ؟ العلماني: انك فرقت بينهما اعطيت للاول خمسة الاف دينار وللثاني مئة الف دينار بهلول: هل هذا يعني ان الثاني افضل من الاول بحكم العطاء؟ العلماني: نعم بهلول: لو قلت لك بان الاول طلب وجبة غذاء له، والثاني طلب علاج لمرضه المزمن وكلفة علاجه مئة الف دينار، فهل انا ظلمت الاول ؟ العلماني تحير في جوابه، وبادره بهلول تصرفي هذا ردا لرايك الطاعن في الاسلام بانه يفرق بين المراة والرجل، فلكل طرف مسؤولياته الملقاة على عاتقه بامر من الله عز وجل، وليس من الضروري كل من ياخذ اكثر هو الافضل. ويكمل بهلول كلامه للعلماني: لو طلب فقير مساعدة من اثنين الاول اعطاه خمسين الف دينار والثاني اعطاه ربع مليون دينار، ايهما اكثر جودا؟ العلماني: اكيد الثاني لانه اعطى الاكثر بهلول: لو قلت لك ان الاول اعطى خمسين الف دينار وهو يملك مئة الف دينار فقط والثاني اعطى ربع مليون وهو يملك عشرة ملايين دينار، الان من هو الاكثر جودا؟ ويتحير العلماني مرة اخرى. واستمر بهلول ليقول للعلماني: لو انت قسمت ما تملك بالتساوي بين ابنائك في حياتك فهل انت ارتكبت حرام ؟ كلا، ولو ان احد ابنائك تنازل عن حصته لاخته، فهل هو ارتكب حرام ؟ كلا، ولكن من اراد التشريع الالهي فهذا هو التشريع الالهي. لا يمكن ان تقاس منزلة الانسان من حيث كثرة الاستحقاق المالي فهنالك معايير يجب ان تعتمد كمنظومة تشريعية وتكليفية لكي نعلم من هو الافضل ، الاف الموظفين البسطاء وبرواتب تعبانة يقدمون جهود للبلد افضل من اكبر مسؤول بالبلد وهو يقبض الملايين، ونظرتنا للموظف والعامل باحترام اكثر من المسؤول