- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من علي الى شيعته: لماذا ظلمتموني؟!
حجم النص
الكاتب: قيس النجم رجل مقدام حمل أعباء الرسالة الإسلامية، وتحمل المسؤولية، بعد إلتحاق رسولنا الكريم محمد (عليه وعلى أله الصلاة والسلام)، بالرفيق الأعلى، ومنها بدأ زمن لم تهدأ فيه النفوس المريضة، والفئة المنافقة، إلا أن تجرف الدين عن مساره المحمدي الأصيل. تطاحنت العملاء والخوارج على النيل منه، منذ قديم العصور، وكر الدهور، ولكن العلي الأعلى يأبى ذلك ورسوله، ولو كره المشركون. نهض الإمام علي (عليه السلام)، بموقفه التاريخي، وواجبه الإلهي تجاه الامه، فأنشرحت الصدور بعيداً عن عوامل التشويش الفكري، والتعصب الديني والإنحراف العقائدي، ناضل من أجل الفقراء، لأنهم لا يملكون جاهاً، واتحف الملايين المعذبة، بدروس التقوى والصبر والزهد. علي مع الحق، والحق مع علي، يدور حيثما دار، أنه يؤرخ زمناً خالداً، لميلاد أمة عظمية لا يؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام، فلقد رسخ الإمام علي مفهوم التقوى بأنها الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل، فالإمام علي قضية رأي عام عالمي، لا يختص بالشيعة فقط، حسبما يدعي جهلة التاريخ وأرذال الرجال، بل أنه أعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، فهو العلي، عند العلى القدير كتاب الحياة الكبير، هو أقل ما يمكن أن يقال عن دولة العدالة العلوية، بعد ان عانت الامة ما عانته من المارقين، والمنافقين، فأصبح التاريخ ينظر بعين التقدير والإعجاب بهذه الشخصية الفذة، التي قادة العرب بعد النبي الكريم محمد (عليه وعلى أله أفضل الصلاة وأتم التسليم)، نحو الأستقرار بحكمته وقيادته الربانية، في زمن لم يكتب عن أية مخالفة، في حقوق الإنسان، أو في تنظيم شؤون الدولة الإسلامية، في الوقت الذي كان يتطلب من الاخرين جلب خبراء، يطوفون الأرض، لتسيير أمور الدولة، لكنه علي! وما أدراك ما علي؟ واليوم حال لسانه يقول: لماذا ظلمتموني يا شيعتي. إمام ثائر نبيل، لم تأخذه في الحق لومة لائم، ولم تلوثه السياسة قط، على أن خوارج عصره، خططوا لتدمير دولته، بكل الوسائل القذرة، لكنه هيهات أن نالوا منه، فهو الوصي المسدد، والولي المؤيد، لم تنجسه الجاهلية بأنجاسها، ولم يسجد لصنم، ولد في الكعبة، وأستشهد في مسجد الكوفة، (رضوانه تعالى عليه) ورغم ألمنا بفقده، لكنه حي في قلوبنا الى يوم الدين، وقد أختار المحراب ليكون قبره الشريف، روضة من رياض الجنة، وإنا على دربه لسائرون.
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2