حجم النص
بقلم:د. كاظم المقدادي خذوها مني: عندما تغيب الدولة او تغيّب.. او تضعف او يتم اضعافها.. فسوف تظهر لنا وعلى مدار الزمن مسلسلات كوميدية تراجيدية حقيقية نراها كل يوم تتحرك امام اعيننا.. وهي تعكس بالنهاية ازمة خلقية واجتماعية وعشائرية.لا اريد مناقشة ما جرى سابقا في البصرة بين ابناء العشائر.. من معارك دموية مخزية في السلاح الخفيف والثقيل.. ولا اريد اليوم فتح النقاش على (ملحمة) انسانية تتعلق بفصل عشائري طال عشرات النساء البصراويات المسكينات.. وكأن القضية لا تتعلق بالرضا والقبول.. ولا حتى بدق الطبول.. والمهر والزفاف بشكل مقبول.. انما تمت العملية بذهاب الزوجة المقترحة.. على طريقة لعبة اليانصيب الى زوج لم تره ولم تعرفه ابداً.هنا ايضا لا اريد معرفة البيئة الاجتماعية التي اوصلت رؤساء العشائر الكرام.. لكي يشتركوا بهذه المأساة الانسانية.. والتي عكست صورة ظلامية عن المجتمع البصري بشكل خاص والمجتمع العراقي بشكل عام.ولا ادري هل اطلع السادة رؤساء العشائر على حالات التندر والتشفي.. والسخرية ايضا في وسائل الاعلام العربية والاجنبية.. ويكفي ان اقول انا شخصيا خجلت وتألمت من تعليقات صحفية ضربت في الصميم كرامة وقيمة الانسان العراقي.اذكركم فقط.. من اننا كنا نسخر من عملية ختان النساء في مصر.. وعن رفض قيادة المرأة للسيارات في العربية السعودية.. وعن حجم معاناة النساء في الجمهورية الصومالية.اليوم.. كل هذه الدول وغيرها من الدول الاجنبية اصبحت تتفرج علينا.. وتطمح بالمزيد من الاخبار التي تنشر عادة على صفحات التواصل.. المضحك المبكي والغريب.. انه لا القضاء العراقي.. ولا مجلس النواب.. ولا امانة مجلس الوزراء ادانت هذا التعسف المكشوف والمذل والمخزي بحق المرأة العراقية في البصرة.والغريب ايضا.. ان منظمات المجتمع المدني.. هي الاخرى لم تفعل الكثير ازاء هذه الظاهرة المؤذية.اخيراً.. ان من المفارقة العجيبة انك تجد نائبات في البرلمان يتحدثن بشفافية كاملة.. وتجد خائبات في البصرة لا يستطعن الظهور والتعبير عن انفسهن في وسائل الاعلام.حقاً.. نحن امام صور متناقضة لبلد يعيش المتناقضات حد التخمة.