- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العبايجي.. والحشد.. والحزب الشيوعي!!
حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي اتصل بي أمس من كندا صديق عزيز يسألني عن رأيي في امتناع النائبة شروق العبايچي عن التصويت على إقالة المحافظ الهارب أثيل النجيفي، بعد أن نشرت بعض وسائل الإعلام قوائم الموقعين والممتنعين عن الإقالة؟ قلت لصاحبي: أولاً، انا لم أر هذه القوائم.. فقاطعني قائلاً: انا رأيتها.. وأرجو أن تثق بي!! قلت له: أوكي أنت رأيتها، وأنا اثق بك.. لكن هل انت متأكد من صحتها، ألم تركب بالفوتوشوب من قبل، صور، ووثائق، وفيديوهات، وغيرها؟ قال: عادة هناك مصلحة خاصة، لدى كل من يريد تركيب هكذا صور، أو وثائق، لشخصيات حكومية أو تجارية أو رياضية أو إعلامية، أو قد يحصل لأسباب تنافسية تسقيطية، أو ربما يكون مدفوع الثمن من خصوم معينين، أو حالات عداء، وكراهية تدفع الفاعل لارتكاب هكذا أفعال. ولكن بربك قل لي، ماهي المصلحة من وراء عملية تسقيط شروق العبايچي، خاصة وهذه (المگرودة) ليس لها منافسة تجارية أو سياسية، أو رياضية مع أحد، فضلاً عن أن القوائم لا تخص العبايچي لوحدها، إنما معها أعداد كبيرة من النواب المصوتين على القرار، والممتنعين عن التصويت؟ قلت: لا أعرف ذلك بالضبط، ولكني أرجو أن يتم التأكد من صحة هذا النشر، لنتحدث في الموضوع.. قاطعني، وقال: ما رأيك لو تم التأكد من صحة النشر، وصحة الوثائق؟ قلت له: سأوضح لك نقطة مهمة. أنا لا أعرف السيدة شروق العبايچي، ولم أكلمها، أو أتصل بها، بل ولم أر صورتها قط.. فقاطعني صديقي ضاحكاً وقال: ليش مو شروق شيوعية من جماعتكم؟ قلت له: على الرغم من أني لست عضواً في الحزب الشيوعي العراقي، أو متحدثاً باسمه، كي أتحدث نيابة عنه، لكني واثق من أن شروق العبايچي ليست شيوعية، او على الأقل لم تكن مرشحته في الانتخابات البرلمانية، وقد تأكد لي ذلك، عندما سألت أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب عن هوية شروق الحزبية، فقال لي: (أنها ليست شيوعية)!! وأكملت حديثي قائلاً له: هل تعلم أن الحزب الشيوعي ظلم بسبب شروق؟ قال: كيف؟ قلت له: لقد (سلبت) شروق (قانونياً) مقعد مرشح الحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي. فقد جمع الحلفي أكثر من 16 ألف صوت، بينما حصلت شروق على ألف صوت أو أكثر بقليل، لكنها فازت بمقعده عن طريق الكوتا، حتى أن السيد مقداد الشريفي مدير الإدارة الانتخابية في المفوضية، قال لي مرة حين سألته عن المرشح الذي يعتقد أنه ظلم بواسطة القانون؟ فقال: إنه جاسم الحلفي، لقد ظلمه القانون، رغم نيله 16 ألف صوت!! قال صاحبي: كيف لا تكون شروق شيوعية، وهي مرشحة عن قائمة التحالف المدني؟ فضحكت وقلت: هذا شلون حچي عيوني؟ يعني قابل كل واحد يترشح من قائمة التحالف المدني لازم يكون شيوعي.. لعد مثال الألوسي، مو أيضاً مرشح عن قائمة التحالف المدني، خو مو هم شيوعي، وهو رئيس حزب الأمة؟ لو النائب فائق الشيخ المرشح من التحالف المدني ايضاً، قابل فائق هم شيوعي وهو أبعد ما يكون من النواحي الفكرية والعقائدية عن الحزب الشيوعي؟ قال: سؤال أخير إذا سمحت، ما هو موقف الحزب الشيوعي من الحشد الشعبي، لأن دا أشوف حماس الشيوعيين تجاه الحشد ضعيف خاصة من قبل الإعلاميين والكتاب الشيوعيين، بل ان بعضهم ضد الحشد الشعبي؟ قلت له: أكرر جوابي الأسبق وأقول: أنا لست ناطقاً باسم الحزب الشيوعي لكني أستطيع القول، أن الحزب الشيوعي داعم للحشد الشعبي بنسبة مليون في المائة.. وعلى سبيل المثال، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي المناضل حميد موسى، الذي صرح في العدد السابق من مجلة كل الناس التي أتشرف برئاسة تحريرها تصريحاً واضحاً للزميل علاء الماجد، المحرر في مجلتنا قال فيه: (الحزب الشيوعي يدعم الحشد الشعبي بقوة).. فإذا كان هذا هو تصريح سكرتير الحزب الشيوعي، فماذا ستقول بعد؟ خاصة وأن الشيوعيين لا يعرفون المجاملة ولا يفهمون في اللف والدوران فهم واضحون وصريحون جداً.. ولك أن تقرأ أيضاً ما يكتبه، ويصرح به جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي حول موقف الحزب من الحشد الشعبي، وكذلك القائد الشيوعي رائد فهمي الذي يتحدث بنفس المنهج الذي يتحدث به رفاقه حول موقف الحزب من جهاد الحشد الشعبي وتضحياته الوطنية.. وكذلك بقية قادة الحزب الآخرين.. بعدين يا أخي روح شوف بيانات الحزب الرسمية بهذا الخصوص، وشوف شتگول هاي البيانات عن الحشد الشعبي.. بل أن هناك شيوعيين شاركوا في مقاتلة داعش، واستشهدوا ضمن قوات الحشد الشعبي، فبعضهم ينتمي الى الطائفة المسيحية الكلدانية وبعضهم جاء من مختلف مدن العراق.. ختاماً أقول: أيعقل أن الشيوعيين المناضلين، الذين ضحوا بخيرة شبابهم من أجل حرية العراق، ودفعوا نهراً من الدماء الزكية من أجل سعادة الشعب العراقي طيلة ثمانين عاماً، يرضون أن يقع البلد رهينة بيد الإرهاب الدولي.. ويقفون مع تنظيم داعش المجرم، او مع من يدعم داعش..؟ إن في هذا ظلما للشيوعيين يا صاحبي!! أقسم لك أن الحزب الشيوعي والحشد الشعبي يسيران في طريق وطني واحد. طريق معبد بالدماء الطاهرة. ومحطته الأخيرة ستكون النصر للعراق. أو الشهادة العظيمة!!