حجم النص
بقلم:فلاح المشعل خلافا ً لنوايا الفاسدين والمتآمرين والمتورطين باللعبة، فأن العراق ليس حقيبة سفر مملوءة بالأموال، يحملها من يشاء نحو منافي شراهته، ولا صفقة يتلاعب بها عشاق الدومينو الجيوسياسية والجيو طائفية، فقد سقطت ورقة التوت وافتضح السر، بعد ان سقط المقدس الوهمي وانكشفت حقائق الخديعة لدى غالبية العراقيين. لن يكون مانحن فيه بداية للعراق الأخير، والذين يرسموا خطوط فصل أوتقسيم، كما تقتضي أوامر الصدفة اللعينة،حيث يقع الوطن فريسة للتخلف الديني والفوضى ونهب العصابات وخداع الساسة وعاهاتم الشخصية، فأن ثمن ذلك حرائق مفتوحة على المستقبل لامستقبل لأحد فيه، موت سوف يطوي الجميع. العراق الذي نعيشه لن يكون الأخير، كما يشتهي المجرمون لقطاء الغرف السرية ومطابخ الليل في دهاليز المخابرات العربية والدولية، والمسعى الشيطاني لإنبات دولة إسلامية سافلة " داعش "، لتقويض دولتين هما ضمير الشرق وشرفه(العراق وسوريا)، تلك مغامرة تأخذ معها الدول القرقوزية والكارتونية العربية والإسلامية في بحر الدم والموت والتلاشي النهائي. أبناء العراق يدفعون الأرواح والدماء أنهارا متواصلة، منذ أثنى عشر عاما، في عصيان معلن ضد التقسيم الروحي والنفسي،وأسافين القطع الطائفي والعنصري، الذي اشتغل عليه المجرمون ممن اشاعوا ثقافة الدم، ووجدوا في تدمير العراق وإفساده وسلب ثرواته وطاقاته، تنفيسا ً لعقدهم وحضورهم الخاطئ ودورهم الكارثي على مسرح الوطن المحتل ببساطيل امريكية وخرافات تاريخية. اليوم حيث تشتد الحرب ضد "داعش" والتقسيم والفساد، ويكون الشعب الجريح والقوى السياسية والوطنية الخيرة في الجانب الوطني، ضد حلف الشر والفساد، نقولها صراحة لأصحاب القرار السياسي من الحاكمين بالأغلبية، واقصد السياسيين الشيعة ؛ إذا أردنا عراقا ً واحدا ً يفشل فكرة العراق الأخير، فأن العمل المطلوب هو البدء بإصلاح سياسي فاعل حقيقي، ليس خدعة وتصريحات كاذبة، كما كان يحصل في العشر العجاف السابقة. إذا لم يحدث إصلاح سياسي إجرائي وعملي منظم ومنسق، فلا فائدة من هدر الدماء في معارك مفتوحة ضد " داعش " والقاعدة وغيرهما من المسميات، سيما وان وجودها لم يكن صدفة، إنما هي وليدة أخطاء وإهمال وقصدية سياسية أرتكبتها حكومات الفساد السابقة، ماجعل البيئة خصبة لتنفيذ مشروع التقسيم وإرسائه في سلوك طائفي يتخذ من التطرف والهتك واستباحة المحرمات قواعد إضافية له. الآن تبين الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر، فأما وطن موحد يستدعي إصلاح سياسي واعتذار أخلاقي بروح اخوية واحساس تشارك في الحياة والمصير والحقوق والواجبات، وتوحيد الصف في مكاشفة صريحة ومعالجات عميقة، ويعلم كل قوم مشربهم. أو الذهاب الى عقد الإذعان والضعف في قبول سلمي للتقسيم، تجزئة الدولة وإضاعتها في أهواء العبث السياسي والطائفي، وتمرير خدعة الدول الكبرى...!؟ نزيف الأرواح والدماء والضياع واليتم وإنهيار المجتمع، يدفع ثمنه الفقير والأعزل والمخدوع بالطائفة والشعارات، ويقبض أرباحه السياسيون وخداعهم تحت يافطات المذاهب، هذه اللعبة يستمرءها النصابون المتاجرون بالبشر والأوطان ويحاولوا إطالة أمدها بهدف وفرة الأرباح وتفريغ غلو حقدهم على عراق الكون والوجود..!؟ آه ياجرحي المكابر، وطني ليس حقيبة، وأنا لست مسافر...! محمود درويش.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى