حجم النص
نـــــــزار حيدر لسنا بحاجةٍ الى ان نُمعنَ النّظر كثيراً لنكتشف سرّ الهجمة الإعلامية الشرسة الحاليّة ضد الحشد الشعبي تحديداً، فلو لم تتحرّر تكريت لما أُثيرت كلّ هذه الاتهامات الظالمة. انّها دٓليلُ النّصر المؤزّر والفتح المبين الذي حقّقتهُ القوات المسلحة مدعومة بالحشد الشعبي وأبناء العشائر الغيورة. وهي دليلٌ صارخٌ على عظمة هذا النصر واستراتيجيّته في الحسابات العسكريّة بمثل هذه الحروب، والذي نزل خبره كالصّاعقة على رؤوس أعداء العراق، فجعلهم (طحيناً) {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}!. كما انها دليلٌ على ان الحشد هو المستهدف الاول والأخير، لانه القوة المكمّلة للقوات المسلحة والتي لولاها لما تحقّقَ شيء!. فمن هي الجهات التي تستهدف طهارة الحشد وتطعن بانجازاته النّظيفة وتتربص بانتصاراته لتشويهها؟. برايي؛ انّها ثلاث جهات؛ الاولى؛ هم الارهابيون الذين يسخّرون الاعلام الطّائفي لاثارة غبار التّضليل بهدف تعبئة الراي العام في المناطق المغتصبة التي لازالت تحت وطأة سلطتهم الهمجيّة، والتي تنتظر التحرير قريباً مثل الموصل. الثانية؛ هم الطائفيّون الذين يكرهون سماع اخبار الانتصارات التي يحققها الحشد، وهم يودّون ان لو ماتوا قبل ان يسمعوا بها، فشعارهم دائماً (نارُ الارهابيّين ولا جنّةُ الصّفويين!). الثّالثة؛ هم العناصر الجاهلة والمغفّلة التي يركب عقولها الشيطان للعبث بنتائج الانتصارات، من خلال تجاوزات فرديّة تتجاهل توجيهات المرجعية الدينية العليا وتحذيرات المسؤولين. ولا أُخفيكم، فانا أعدّ خطورة مثل هذه العناصر بحجم خطورة الإرهابيّين والطّائفيين، لانّهم يُفسدون نشوة النصر على العراقيين من الداخل، فيساهموا في تقديم خدمة مجّانية للارهابيّين والطائفيّين الذين يتربّصون بالحشدِ الدوائر لتوظيف اي تجاوز مهما كان تافهاً للطعن بالحشد وانتصاراته!. لا أحد ينكر او ينفي وجود مثل هذه التّجاوزات الفردية، فلقد اصدر اليوم السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي تعليماته الصارمة والشديدة للجهات الرّسمية المعنيّة في المناطق المحرّرة للتوّ للضّرب بيدٍ من حديدٍ على رأسِ كلّ من يتجاوز على حقٍّ، وبأيّ شكلٍ من الأشكال. لا احد ينكر ذلك، الا انّ الارهابيّين والطّائفيّين يتعاملون معها بثلاثة أمور؛ الاول؛ تضخيمها بدرجةٍ مهولةٍ لزرع الخوف والرعب في نفوس الناس الذين لازالوا يرزحون تحت سلطتهم الظالمة في عدد من مناطق العراق كالموصل. الثاني؛ توجيهها بطريقةٍ طائفيّةٍ بحتة، كذلك، لزرع الخوف والرعب في نفوس الناس وكأنها تجاوزات طائفة ضد طائفة، في محاولة منهم لزرع الاحقاد والضغائن في المجتمع العراقي المتنوع والمتعدّد. الثّالث؛ التّستّر على الحقائق، فلا يتحدثون مثلاً عن حالات الانتقام العشائرية والمناطقية التي يشنّها الاهالي، بعضُهم ضِدّ البعض الاخر، وهي حالات لا دخل للقوات المسلحة والحشد الشعبي بها لا من قريب ولا من بعيد!. انّها ثارات بين الاهالي انفسهم، يُغمضُ الطائفيون عيونهم عنها لتوظيفها ضِدّ طهارةِ الحشد وقدسيّة إنجازاته. انّ هؤلاء الطائفيين انفسهم سيستبدلون جلودهم، لاحقاً، بأخرى عنصريّة بامتياز وبألوان صارخة، عندما تشارك قريباً قوات البيشمرگة البطلة جنباً الى جنب مع القوات المسلحة لتحرير المناطق المتاخمة لإقليم كردستان. إنّهم يتلوّنون كالحرباء في دعاياتهم التضليليّة كلّما اقتضت الحاجة والضرورة، ولو عُدنا الى الوراء قليلاً، الى الايام الاولى للحرب العبثيّة التي شنّها الطاغية الذليل صدام حسين، ضد الجارة ايران، فسنكتشف ان هؤلاء الطائفيّين والعنصرييّن هم انفسهم الذين تجاوزوا على عفاف الحرائر العربيّات في المناطق الإيرانية الحدودية مع العراق، وهم انفسهم الذين نهبوا الجارة الكويت عندما اعلن طاغيتهم قرارهُ بعودة الفرع الى الأصل! على حدِّ زعمه، واغتصبوا الحرائِر وطاردوا الاسرة الحاكمة بُعَيدَ ساعاتٍ فقط من خطاب الطاغية في القمة العربية المنعقدة في الكويت، والذي وجّهَ فيه كلامه الى امير الكويت بقوله؛ انه أوصى وَلدَيه (قصي وعدي) ان يلجآ الى عمّهم الامير جابر اذا حصل لهما مكروه!. سيظلّ هؤلاء يتلونون كالحرباء يتربّصون بالعراقيين الدوائر ظناً منهم ان ذلك قد يساعدهم على اعادة عقارب الزمن العراقي الى الوراء، فيعودوا الى السلطة لتقسيم المجتمع الى درجات كما كان يفعل طاغيتهم الذليل! الم نسمع امانيهم بنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لتوسيع عدوانه الحالي على اليمن السعيد ليشمل العراق؟!. تبّاً لكُم ما أوقَحَكُم!. E-mail: nhaidar@hotmail. com
أقرأ ايضاً
- جِهَادُ الْبِنَاءِ لَا يَقِلُّ أَهَمِّيَّةً عَنْ الْجِهَادِ ضِدَّ الْإِرْهَابِ
- بِصاقُ الحَشْدِ وَحْدَهُ يَجْرِفُ (آل سَعود)
- أَلْأَرْبَعُون..ضِدَّ اْلإِرْهْاب