حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لنقف عند مفهوم الثقافة وماهو اصلها؟ الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي اللغة: وثقف نفسه، اي صار حاذقا خفيفا فطنا، وثقفه تثقيفا اي سواه،ولكن ماهي المعلومة التي يتحلى بها من يقال عنه مثقف؟ لم تحددها القواميس، ولكن الثقافة بالمفهوم الذي استخدم لوصف شخص مصقول صقلاً عالياً، هو من له دراية بالموسيقى، والأدب، والفلسفة، والسياسة ويجيد لغة عالمية إضافة إلى لغة أمه الأصلية، بل وربما يتضمن أيضاً توجهات ثقافية أُخرى مشتركة مع الحياة المتحضرة من المعرفة بعالم الاتصال الحديث كالإنترنت وقريناته وما شابة ذلك، والتعريف بالعموم هو مفهوم الثقافة يشير إلى كل ما هو مثالي أو يجتمع علية القوم أو الصفوة. ولهذا عندما تقرا مجلة ثقافية او متخصصة بالثقافة او فيها ابواب ثقافية فان مواضيعها ستجدها تنحصر بالشعر والفن والموسيقى فمن يعرف ادونيس وبيكاسو ومكسيم غوركي وتولستوي وديستوفسكي وبيكاسو ودافنشي فهو مثقف من الدرجة الاولى ومن يعرف احمد شوقي والمتنبي وايليا ابو ماضي ومحمود درويش فهو مثقف من الدرجة الثانية او يقال عنه مثقف عربي،ومن يعرف محمد صلى الله عليه واله ويعرف ال بيت محمد او صحابة محمد فان مثل هذا ان لم يقال عنه اسلامي فيقال عنه متطرف وظهرت لنا مصطلحات المحافظ والاصلاحي. هذه المقايس الخاطئة التي اعتمدتها مدارس ومؤسسات ومنظمات جعلت البعض من هؤلاء المثقفين ينغمسون في ثقافتهم دون النظر الى مفاهيم حياتية ترتقي بالامم جاءت بها الاديان السماوية، والمثقف حسب راي انا اعرفه هو من يستطيع ان يتجاوز الموقف المحرج، والمواقف المحرجة متعددة ولكل موضوع درجته في الاهمية، فالاحراج امام الله عز وجل هو الاهم ومن ثم امام المجتمع واخيرا امام نفسه، فاي عمل او قول محرج يعترضه واستطاع ان يتجاوزه بشكل سليم فهذا هو المثقف. بل زاد في ذلك المثقف بحيث جعل له ملبس خاص وطريقة في استخدام كلمات خاصة وحركة يديه وتعابير وجهه مختلفة عن باقي صنف البشرية وحتى لحيته السكسوكية تكون بشكل تدل على ان صاحبها من شريحة المثقفين، ومما زاد في استعراض الثقافة هو استخدام المصطلحات الحديثة من سايكلوجية وايديولوجية وفوبيا وغيرها من المصطلحات، ولكن من يستخدم هذا حرام وهذا واجب وهذا مستحب فانه متاخر ورجعي ولا يفقه في الثقافة،(يكون استخدامها في المكان المناسب) نعم الشعر والادب وما يستجد من تطور في بقية الامم من الضروري الاطلاع عليها او صناعتها ولكنها ليست المعيار الحقيقي للثقافة، فالذي يحفظ جزء من القران او من السنة النبوية ويستشهد بها في وقتها المناسب فان مكانته الثقافية لا يضاهيه فيها حتى ادونيس نفسه.
أقرأ ايضاً
- بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ التجربة البريطانية
- بماذا التزموا من نصائح السيد السيستاني ؟
- تقاسيم على نغم الشعر الشعبي