حجم النص
سامي جواد كاظم اصبحت المصداقية عملة نادرة في وسائل الاعلام ابطالها السياسيون والموظفون في مكاتب المسؤولين، فاذا كذبت وسيلة اعلامية ما، فهو امر شائع، واذا كذب سياسي، فهذا من شيم السياسي. تناقلت وسائل الاعلام وبكل قوة قيام طائرات التحالف (حصرا بالامريكية) بالقاء مساعدات واسلحة لكيان داعش، هذا الخبر وثق فديويا وصوريا وبشهود عيان بحيث بات من المسلمات والشارع العراقي يتحدث عن هذه الطامة الكبرى، حتى بالامس يتحدث الناس في كربلاء ان الطائرات الامريكية القت بمواد (لا اعلم ما هي) الى داعش في المناطق المحيطة بكربلاء. بالامس صرح السيد ابراهيم الجعفري تصريحا خطيرا عندما نفى كل هذه الاخبار قائلا لم يثبت ما تناقلته وسائل الاعلام بخصوص القاء التحالف باسلحة ومساعدات لداعش. هنا خطورة التصريح فالمعلوم نحن العامة قد نصدق او نكذب ما نسمع ارتجالا او عاطفيا وفي بعض الاحيان عقلا من غير دليل لان اليوم غير المعقول يحدث وبشكل طبيعي جدا، والمنطق يقول لا يجب ان نصدق كل ما نسمع او نرى اليوم من وسائل الاعلام لان فنون الكذب والفبركة والمونتاج الفيديوي اصبح شيء يستطيع ان يقوم به أي شخص يحسن استخدام الحاسبة، وخالي من الوازع والرادع الديني والاخلاقي والمهني، فمن هذا المنطلق عندما يكذب الاخبار السيد الجعفري فهو منطق سليم، ولكن لو ان الجعفري تحرى عن الامر وتبين له اما كذب الاخبار وهذا ما دعاه لتكذيبه فهنا الانتكاسة الحقيقية في الشارع العراقي حتى نصل الى الكذب بهذا المستوى، انها الانتكاسة الحقيقية للاخلاق الاعلامية عندما تسمح لنفسها وسائل الاعلام بتناقل خبر كاذب من غير تدقيق، هنا الانتكاسة الحقيقية عندما تكون المصداقية طوع رغبات من يحب او يكره الطرف الاخر، هنا الانتكاسة الحقيقة لتقول ان في العراق ارض خصبة لانتاج وتصديق الكذب. ولكن لو ان السيد الجعفري قال هذا التصريح سياسيا فهنا ايضا الانتكاسة الحقيقية بان يكون هذا التصريح من شخص له مكانته في الساحة السياسية العراقية وله منصب مهم جدا الا وهو الخارجية العراقية وزعيم اكبر كتلة في العراق، والذي من اولى مهامه ان يتقصى الحقائق وينقلها كما هي وتتحرك الخارجية العراقية وبامره وفق ما يحدث او ما يقال من على وسائل الاعلام، فالتصريح الذي ادلى به السيد الجعفري يجب ان لايمر مرار الكرام فالوسائل الاعلامية ومن ادلى للوسائل الاعلامية بتصريحات تؤكد مساعدة التحالف لكيان داعش يجب ان تخضع للتحقيق مثلما يجب ان يخضع تصريح السيد الجعفري للتحقيق حتى يعلم الراي العام العراقي من هو الذي يجتنب الحقائق ويقتات على الكذب.
أقرأ ايضاً
- فوضى التصريحات والابتزاز السياسي
- فقرات مهمة وخطيرة في التقرير الأخير للبنك الدولي بشأن التنمية والمناخ في العراق
- تصريحات يونس ووديّة البرازيل