- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طارق حرب : الذكرى الستون لقيادة العراق دول المنطقة
حجم النص
هذا اليوم 24/2/2015 هو يوم الذكرى الستون لتوقيع العراق وتركيا على إنشاء حلف بغداد وفي 23/9 من نفس السنة انضمت باكستان الى هذا الحلف وفي 3/11 من نفس السنة تم انضمام ايران الى هذا الحلف وهكذا أصبح العراق زعيما لأكبر ثلاث دول في المنطقة هي تركيا وباكستان وايران وكانت بغداد محلا لقيادة هذا الحلف وإدارته وقد ظهر هذا الحلف بعد أن وجدت تلك الدول أن العراق هي الدولة التي يمكن أن تساعدهم عسكريا وسياسيا واقتصاديا بشكل يفوق ما تحصل عليه تركيا مثلا من عضويتها في حلف (الناتو) الذي يضم أمريكا وبريطانيا ودول اوروبيه غربية لذلك كانت الوجهة بغداد بما تمتاز به من مزايا عسكرية لوجود جيش متطور يوازي جيوش الدول الكبرى ومزايا اقتصادية وخاصة وارداته النفطية تفوق واردات الدول النفطية العربية وايران ومزايا سياسية فقد كان العراق بعيدا عن الانقلابات العسكرية الحاصلة في سوريا ومصر كما كان للعراق حضور في المجتمع الدولي. وقد ابتدأ الموضوع قبل اكثر من شهر من تاريخ اليوم حيث زار السيد عدنان مندرس رئيس وزراء تركيا بغداد قبل اكثر من شهر من تاريخ التوقيع في 6/1 من نفس السنة حيث حصل الاتفاق على قيام البلدين بعقد اتفاق دفاعي مفتوحا لبقية الدول وبعد شهر حضر وفد تركي كبير برئاسة رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والمواصلات وستة من أعضاء البرلمان التركي وأجرى الوفد مفاوضات مع الوفد العراقي برئاسة نوري باشا السعيد رئيس الوزراء واحمد مختار بابان نائبه ووزير الخارجية وفي 16/2 من نفس السنة وافق مجلس الأعيان وهو الغرفة التشريعية الثانية من مجلس الأمة العراقي على ميثاق بغداد او حلف بغداد وفي 24/2 1955 تم التوقيع من نوري باشا السعيد ممثلا عن العراق وعدنان مندرس ممثلا عن تركيا على إنشاء الحلف لأجل صيانة سلامة الدولتين والدفاع عنهما طبقا لأحكام الدفاع الشرعي المقررة بالقانون الدولي وخاصة المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقد اعتبر الميثاق والحلف نافذا لمدة خمس سنوات ويتم تجديده اذا لم يرغب احد الأطراف بالانسحاب وبعد يومين وافق مجلس النواب العراقي على هذا الحلف وفي 23/9 من نفس السنة انضمت باكستان وفي 3/11 من نفس السنة انضمت ايران الى هذا الحلف. وهكذا أصبحت الدول الثلاث الكبار في المنطقة وهي تركيا وباكستان وايران ملتزمة بما تقره قيادة الحلف وإدارته الموجودة في بغداد سواء في الجانب العسكري او السياسي او الاقتصادي وبذلك أصبح العراق سيدا لمنطقة الشرق الأوسط الى أن جاء يوم 14 تموز 1958 وحصل الانقلاب على العهد الملكي الذي أوصل العراق الى ما هو عليه الآن ولنا أن نقارن حال العراق سنة 1955 وحال العراق سنة 2015 وأن نقارن بين حال تركيا وايران وباكستان سنة 1955 وبين حال هذه الدول سنة 2015.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- حرب استنزاف مفتوحة