حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي أفرزت مشاركتنا في بطولة أمم أسيا بكرة القدم والتي جرت في بلاد الكنغارو في استراليا العديد من المعطيات والإفرازات التي ربما لم تكن في الحسبان ,فبعيداً عن الجانب الفني لاسود الرافدين ومدى تقييم ذلك الجانب والذي لا يمكننا أن نعطيه حقه مكن النقد والتحليل فهناك العديد من أصحاب الشأن والاختصاص والذين لهم اليد الطولى في هذا المجال , لكن ما يهمنا هنا هي المعطيات والإفرازات على بقية الجوانب في مسيرة الكرة العراقية سواء كانت هذه الجوانب إدارية أم إعلامية , فبطولة بحجم بطولة أمم أسيا تستهوي العديد من الأقلام أن تكتب عنها وهذا حق مشروع للجميع ,وهنا نود أن نسأل ماذا أعطتنا مشاركتنا في أمم أسيا ؟؟؟؟ هذا السؤال الذي يمكن أن نجعله مدخلاً أساسيا لمعرفة المعطيات والإفرازات التي أعطتها تلك المشاركة , ومن ايجابيات تلك المعطيات المهمة جداً هي عودة الروح للكرة العراقية بعد نكسة خليجي 22 في الرياض ,وهذه النقطة بالذات تحتاج إلى أكثر من وقفة , فبعد أن سُفحَ ماء وجه الكرة العراقية في ملاعب الرياض في خليجي 22 جاءت المشاركة في أمم أسيا في استراليا لتشكل مرحلة جديدة ومهمة من مراحل مسيرة الكرة العراقية , حيث يمكننا أن نقول بإمكان اتحاد الكرة أن يجعل من مشاركة اسود الرافدين في أمم أسيا نقطة شروع نحو المستقبل!!!!! بعد أن استعادت الكرة العراقية جزءا من هيبتها وعافيتها من خلال مبضع جراح ماهر ومبدع اسمه راضي شنيشل ومساعديه , وهذا الكادر الفني رسم وبعلمية واضحة ومهنية دقيقة ملامح جديدة لاسود الرافدين يمكننا أن نؤسس على نجاح الكابتن راضي شنيشل وعمله ونغادر والى الأبد عملية الانتظار في منطقة عنق الزجاجة والتي يعشقها اتحاد الكرة , فقد تبينت ملامح العمل للمستقبل من خلال الإبقاء على الكادر الفني لاسود الرافدين بعيدا عن لغة المزايدات والمزاجيات والتأجيلات والاجتماعات وغير ذلك فالأمر بات واضحا ولا يحتاج إلى المزيد من كل ذلك , حيث يمكننا أن نترك الكادر المساعد للكابتن راضي شنيشل يعمل وبكل حرية مع المنتخب الوطني لحين حسم موضوع الكابتن راضي شنيشل مع نادي قطر , وبالتالي نكون قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد!!! ترى هل سيفعلها اتحاد الكرة ؟؟؟ أم أن هناك مرحلة جديدة من مراحل العيش في منطقة عنق الزجاجة تنتظرنا ؟؟؟؟ وعدوة على ذي بدء فقد وقف الجميع وقفة رجل واحد وهنا نؤكد على وقفة الإعلام الرياضي العراقي وبكل صنوفه والذي كانت له البصمة الواضحة والكبيرة في عملية تصحيح مسار الكرة العراقية بعد انتكاسة خليجي 22 ,حيث استنفرت الأقلام المبدعة طاقاتها الخلاقة بعد أن استشعرت حالة الوهن والخطر والتي مرت على جسد الكرة العراقية جراء حالات التخبط والعشوائية والمزاجية المقيتة والتي تعامل بها رجال اتحاد الكرة , فقد رفع الإعلام الرياضي العراقي شعار التغيير وبالفعل رضخ اتحاد الكرة سواء كان مقتنعا أم غير مقتنع بعملية التغيير فقد تم إعفاء حكيم شاكر من مهمته مع اسود الرافدين وتكليف راضي شنشيل بمهمة قيادة الأسود في استراليا , وهنا نود أن نؤكد إن هذه العملية هي بحد ذاتها تشكل انتصارا كبيرا للإعلام الرياضي العراقي والذي اثبت انه شريك أساسي ومهم في صناعة القرار وبالتالي على اتحاد الكرة وغيره من المؤسسات الرياضية وبكل مسمياتها أن تعلم وتعي بان الإعلام الرياضي العراقي هو إعلام وطني بامتياز فهو لا يبحث عن مكاسب صغيرة هنا أو هناك وأثبتت بطولة أمم أسيا إن الإعلام الرياضي العراقي كان ولا زال وسيبقى هو الداعم الأول والرئيسي للكرة العراقية بشكل خاص وللرياضة العراقية بشكل عام , فمع هذا الإعلام يقف جمهور رياضي كبير وعريض ويشكل هذا الجمهور المعادلة الصعبة في مسيرة الكرة العراقية على مر التاريخ ,فرغم حالة التقزيم والتي مارسها للأسف اتحاد الكرة من خلال تقليص الوفد الإعلامي المرافق لاسود الرافدين في استراليا بأساليب وطرق مخجلة وتحت ذرائع بائسة , شاهدنا الإعلام الرياضي يقدم الأداء المشرف من خلال عملية التواصل اليومي والمباشر مع الإحداث مما أعطى للإعلام الرياضي العراقي صفة التميز والتفرد ,فقد آثر اتحاد الكرة أن يجعل من استراليا محطة للحج بعد أن نقل اتحاد الكرة اغلب أعضائه إلى استراليا لكي يتعلموا فن وإدارة وتنظيم البطولات والمباريات حتى يستطيعوا من تمشية مباريات الدوري العراقي المتعثر ,هكذا كان تبرير اتحاد الكرة لسفر أعضائه إلى بلاد الكنغارو (لكسب المزيد من الخبرة والتعلم) سبحان الله عما يصفون!!! ولذلك علينا الآن أن لا نتهاون مع أي عملية تعثر أو تلكأ تصيب مباريات الدوري العراقي على اعتبار إن الأخوة في اتحاد الكرة قد اكتسبوا الخبرة العالمية المطلوبة من بلاد الكنغارو في استراليا والتي نجحت بامتياز بتنظيم بطولة أمم أسيا , ترى هل سينجح رجال اتحاد الكرة في تمشية مباريات الدوري العراقي ؟؟؟!!!. ومن المعطيات والإفرازات المثيرة لمشاركتنا في بطولة أمم أسيا هي حالة التهافت والتسابق والتدافع بالمناكب بين بعض النجوم الكرويين من مدربين ولاعبين وعلى القنوات الفضائية من اجل المشاركة في برامج تحليل مباريات أمم أسيا , وهنا نقول صحيح من حق أي نجم كروي سواء كان مدربا أو لاعبا أن يشارك في مثل هذه البرامج , لكن عليه أن يعلم قبل كل شيء انه يمثل بلد اسمه العراق وانه يمثل ارث وتاريخ وسمعة الكرة العراقية , فلم تكن المشاركة في هذه البرامج مجرد بدلة أنقية وربطة عنق ومكياج وجه وغير ذلك وإنما هي مسؤولية كبيرة وخطرة بنفس الوقت خاصة إذا ما عرفنا إن النجم الكروي يتعامل مع بث مباشر يُشاهد من قبل الآلاف من المشاهدين ومن مختلف البلدان والشرائح الاجتماعية فعليه أن يكون كلام النجم دقيق ومحسوب وعليه أن يحذر من أي فخ ينصب له حيث تحاول بعض البرامج وكما شاهدنا استفزاز ضيوفها بطريقة أو بأخرى مما يجعلهم بمواقف لا يحسدون عليها , وهذا ما حصل مع الكابتن ناظم شاكر مدرب القوة الجوية حيث انفلتت أعصابه في برنامج المجلس بقناة الدوري والكأس , حيث كان موقف ناظم شاكر يثير الشفقة حقاً وهذا للأسف ربما يعطي انطباعا سيئا عن طبيعة الشخصية الرياضية العراقية , ترى هل سيتعلم نجومنا من مدربين ولاعبين من هذا الدرس القاسي والذي تعرض له الكابتن ناظم شاكر؟؟؟!!!. هذه المعطيات والإفرازات وهناك الكثير والكثير منها والتي نتمنى على المعنيين أن يدرسوها بشكل تفصيلي ففيها من العبر الكثير وعلينا أن نتعلم من أخطائنا , وان ننظر للغد بروح التفاؤل والأمل بعد أن نعتمد الأساليب العلمية والعملية الصحيحة في العمل وان نحاول أن ندرس تجارب الآخرين ونستفيد منها من اجل ولادة فجر جديد للكرة العراقية.... وكان الله والعراق من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- العراق: آخر البيانات والمعطيات الرئيسة (نيسان 2022)
- أسرار وأبعاد ومعطيات زيارة الإمام الحسين عليه السلام
- العنوان .. معطيات الرياضة الروحية الرمضانية