- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لو كان عبد المهدي .. "سنياً" !
حجم النص
بقلم / عبيدة العاني اعتاد اغلب المتتبعين للواقع العراقي؛ النظر للأمور بمنحى طائفي في مختلف النواحي، السياسية والاجتماعية والاقتصادية... الخ، في العراق، بسبب الوضع الجديد ما بعد الاحتلال الأمريكي وسطوة الحكومة الشيعية على مقاليد الحكم. تعاقبت الحكومات الشيعية على العراق، ولم تترك الزعامة طيلة أحد عشر سنة مضت، ما بعد انتهاء عهد النظام البعثي، وبداية نظام برلماني، حكومته ظاهرها الاتفاق، وباطنها المحاصصة وتوزيع المناصب، والاغلبية للأقوى. منذ ان تم سحب البساط من حكومة اياد علاوي، وتنحيته عن رئاسة الوزراء، بدأ عهد تهميش السنة، وذلك لأن علاوي هو (الشيعي الوحيد) الذي لا يمت لشيعيته بصلة، ولكنه الاخف وطأة على السنة ومحتضنهم، فمنهم من ترك العراق وهاجر، ومنهم من اعتزل العمل السياسي، ومنهم من بقي معارض للحكومة العراقية. لم تكن هجرة القسم الأول من السنة، سبباً رئيسياً في تهميشهم، ولكنها اضعفت تواجدهم في الساحة السياسية، والامر سيان ايضاً بالنسبة لمن اعتزل منهم العمل السياسي، ناهيك عمن الصقت به التهم جزافاً، ليضمن المستفيدين من ذلك؛ هروب أبرز قادة الكتل السنية الى خارج العراق، اما من بقي في المعارضة، فهو سبب تهميش السنة من الجانب الأكبر، وذلك لأنهم لا يعرفون طريقاً للاعتراض، وكسب حقوق ممثليهم من الشعب، نعم هذا هو رأي من انتخبهم ليجلبوا له حقوقه، من بعض ساسة الحكومة العراقية الشيعية. لم تجدي نفعاً اعتصامات الانبار ومطالباتها بالدعم الحكومي، ولم تنفع تكريت مظاهرات اهاليها، اما الموصل فتخاذلها سبب سقوطها، وديالى كادت ان تضيع في هاوية غفلة ساستها، واخرها كان سامراء، فهي ما بين مصدق ومكذب من رحيلها، وهو امر لم نراه يحدث في المحافظات الشيعية، وكلمة الحق تقال؛ ان نوابهم ووزرائهم يعملون لحماية محافظاتهم، في محاولة منهم لإقامة اقليمهم الشيعي في وسط وجنوب العراق. مضى احد عشر عام، وما زال ساسة السنة يجهلون ما يحتاجونه لكسب حقوقهم، البصرة فيها إنجازات تكاد ان تخلد بأسماء ساستها وقادتها، بعد ان دعموا مشاريع محافظتهم بموازنة قيمتها (صفر) في ميزانية العراق، سيما وانها سرقت من قبل الحكومة العراقية (الشيعية) السابقة، البصرة هي أكبر المحافظات من ناحية نفطها، وهو ما يعتمد عليه العراق بأكمله، والحق يقول ان هذه السنة وبفضل البصرة لم نر ازمة في النفط او مشتقاته، ذي قار عادت لتحتل موقعها الاستراتيجي من جديد، بعد دعم وزير النفط عادل عبد المهدي في تأسيس شركة نفط ذي قار، المختصة باستخراج النفط وتصديره، وتعود فائدتها للمحافظات الجنوبية، وكذلك الامر نفسه بالنسبة لميسان و واسط، حيث ان هنالك انباء كثيرة، تفيد بأن وزير النفط سيعتمد تأسيس شركات نفطية في كل المحافظات المنتجة، في اطار دعم المحافظات الجنوبية، وهو امر سيعود بالخير الوفير لتلك المحافظات، من ناحية توفير الايادي العاملة، وانعاش الاقتصاد، واستقطاب الشركات الاستثمارية، فالنفط ثروة لا تنضب، ولكنها تحتاج الى من يستثمرها بصورة صحيحة بخدمة أهلها، اما المثنى فأنها تسعى الى تأسيس مشاريع استراتيجية مهمة، عن طريق توطين رؤوس الأموال المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، من خلال خلق الفرص الاستثمارية الكبرى، والتي تعد من المفاصل المهمة في اقتصاديات المحافظة، السؤال هو: هل لدينا نائب او وزير (سني) يعمل بمفهوم وزير النفط (الشيعي)؟ الموصل المسيطر عليها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، فيها حقل نجمة النفطي، وصلاح الدين التي تحتوي على ابار (البو عجيل) النفطية، انتاجها لم يكن قليلاً في الفترة الماضية، كما هو اليوم، ولكنه تحت يد تنظيم (داعش) ايضاً، اما كركوك؛ فأماكنها النفطية برعاية قوات البيشمركة الكوردية، وفي الانبار؛ ما لا يتكلم عنه أحد من الأماكن النفطية، التي لم تكتشف بعد، والخزين الاستراتيجي النفطي في المحافظة، فمتى نرى قيادي (سني) يرأف بحال هذه المحافظات واهاليها، سيما وان فيها نفطاً يجعلها الإقليم الأقوى في العراق؟ لذلك، وجب علينا ان نكون مقتنعين ان الشيعة أحق بإقليمهم، سيما وانهم استثمروا روح العراق والهة الخيرات فيه (النفط) في دعم محافظاتهم، وإننا لن نحصل على مطالبنا ما لم نبحث عن ممثلين يعملون لنا ولا يتعاملون بنا.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- وقفه مع التعداد السكاني