- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مسؤولية الحكومات من مَجزرة باريس
حجم النص
بقلم:محمد حسين سيدني تكهّنت العديد من الآراء المجتمعية والإعلامية العربية بوجود مؤامرة على ماحدث من إعتداء إرهابي على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، وذلك بإعتمادهم على صدور الكتاب الجديد للكاتب الفرنسي ويل باك والذي يصفه البعض أو الكل بأنه معادي للاسلام والمسلمين بشكل رهيب، وذلك لسحب الشارع الفرنسي الى الإسلاموفوبيا (معاداة الإسلام )، وكما سمعنا وعبر أجهزة الإعلام المختلفة بان الخط التحريري لصحيفة شارلي إيبدو هو خط ساخر ليس بحق الدين الإسلامي فحسب بل بحق كل الأديان السماوية، وذلك لان إعتقاد المالك والعاملين معه في هذه الجريدة غير ديني وبعيد عن المشاعر والقضايا الروحية التي يؤمن بها أصحاب الديانات المتنوعة، وهذه حريتهم الشخصية مصونة ومحميّة حسب دستور وقوانين فرنسا... فلا مؤامرة هناك. إلاّ أن عملية تحرّش جريدة شارلي إيبدو الفرنسية والتعدّي على أنبياء ورسل الاديان السماوية وغير السماوية في تقديري هي مجرد عملية تجارية ربحية للصحيفة والعاملون فيها لا غير، لأنهم يعلمون جيدا بفعلهم الجريء هذا وتطاولهم على الأديان لايقدم ولا يؤخر ولايستطيعون ان يغيروا قيد أنملة من معتقدات وإيمان الملايين من البشر الذين يؤمنون بوجود الخالق والمخلوق، فدخلوا من خلال هذا الباب الخطير والساخر مًحتمين بقوانين حرية التعبير والنشر المتوفرة في بلدهم، ومعتمدين وبشكل متميز وإحترافي في تحرير صحيفتهم على صور ورسوم كاريكاتورية تسيء الى أنبياء ومعتقدات الأديان كافة لأستقطاب أكبر عدد ممكن من القرّاء والمقتنين لجني الربح الوفير الذي يوفر لهم ولموظفيهم العيشة الفاخرة ممزوجة بالشهرة النادرة. لقد أصبح العالم الغير إسلامي ومنذ أكثر من عشرة أو خمسة عشر سنة يَعي خطورة التطرف وتداعياته على مجتمعاته، كما تحمّلت وتتحمّل الجاليات المسلمة المنتشرة وبأعداد كبيرة في بلدان العالم تداعيات هذه الجرائم غير الانسانية التي تحدث هنا وهناك، كل هذا بسبب هذه الجماعات التكفيرية والارهابية التي تحاول تشويه سمعة الاسلام الحق. فمنذ عصر تنظيم القاعدة وحاليا داعش وتنظيم النصرة وماشاكلهم حاولوا تشويه صورة الاسلام بعمليات الخطف والقتل والذبح والحرق والطبخ ووووالخ . ولكن بغبائهم وجهلهم وحقدهم ووحشيتهم حسبوها خطأ بخطأ، لانهم لم ولن يتمكنوا من نيل مرادهم في الوصول الى نقطة الإسلاموفوبيا المنشودة أي جَر المجتمعات غير المسلمة الى معادات الإسلام والمسلمين، لان حكومات وشعوب الدول الحاضنة للملايين من المسلمين يعرفون وبكل يقين بان الارهابيين التكفيريين لايمثلون الاسلام الاصيل وبالتالي فأن المسلمين المقيمين في بلدانهم من مواطنين او طلبة بعثات دراسية أو سوّاح لايتحملون إزر جرائم أولئك الزنادقة. وهذا ما نشاهدهُ ونعيشهُ في بلدنا الكريم أستراليا العظمى. ولاأحد ينكر بأن هذه الاعتداءات الارهابية تؤثر بشكل او بآخر على سمعة المسلمين في كل مكان، إلا أنّ الوعي الثقافي والديني والإنساني لهذه الشعوب، والحكمة التي تتمتع فيها الحكومات وقوانين حرية الأديان وإحترام المعتقدات وحمايتها تحول المجتمعات غير الإسلامية من الوصول الى كفّة الكراهية للآخر. الجميع يتفق في هذه المرحلة الخطرة التي يمر بها العالم على إنهم ضد التطرف والدموية والإرهاب وتكفير الآخر، ولكن في نفس الوقت نحن ايضا ضد الإساءة الى جميع أنبياء ورسل الله سبحانه وتعالى الى الأرض، وإذا نظرتم الى البلدان العربية أو الإسلامية فلن تجدوا اية حقبة زمنية شهدت فيها تطاولات أو إعتداءات أو إستهزاءات بأي نبي أورسول، لأننا معتقدون ومؤمنون برسالتهم وبوجودهم ودورهم الانساني والديني والأخلاقي. فيجب على الحكومات والبلدان التي تتمتع بميزة الحرية في كل شيء أن تنتبه وبشكل خاص وإستثنائي في مسالة مدى حرية الافراد من كُتاب أو اصحاب صحف أو مجلات ورقية أو الكترونية في تعبيرهم أو تناولهم لمواضيع تمس أو تخدش مشاعر اصحاب الأديان السماوية كافة، وذلك باصدار قوانين جديدة صارمة تمنع أو تُدين كل من يتجرأ أو يتعرّض لقداسة وهيبة اي نبي أودين.. خاصة والعالم بجيليَه يمر بمحنة أخلاقية حرجة وخطيرة لم يشهد لها التأريخ من قبل
أقرأ ايضاً
- مسؤولية الأديب في زمن الاحتضار.
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- مسؤولية المجتمع الدولي تجاه العراق