- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
احمد راضي.. من الملعب الكروي الى الملعب الطائفي
حجم النص
بقلم: فالح حسون الدراجي إتصل بي صديق عزيز قبل يومين ليسألني إن كنت قد قرأت (المقال) الذي كتبه ضدي اللاعب الكروي، والنائب السابق احمد راضي في صفحته على الفيسبوك.. فأخبرته بعدم قراءتي لمثل هذا المقال، فما كان من صديقي إلاَّ أن يبادر، ويرسله لي!! قرأت ذلك المقال الذي كتبه أحمد راضي، أو الذي كتب له كما أظن، لأني أعرف أن الرجل لا يتمكن من كتابة سطر واحد صحيح، على الرغم من ركة وضعف إسلوب ولغة المقال. ولما انتهيت من قراءة (مكتوب أحمد راضي)، إنتابني شعور مزدوج، شعور بين الحزن والضحك. فقد ضحكت أولاً، لأن ثمة مفارقات وتناقضات وإفتراءات، وأكاذيب تدعو للضحك، قد ملأت سطور هذه الجنجلوتية الممسوخة. وحزنت أيضاً، لأن نجماً رياضياً لامعاً قد سقط بقوة من سماء المجد الرياضي نحو قاع الطائفية الآسن. نعم، فأحمد راضي ذلك الإسم الرياضي الكبير، واللاعب الذي كان يساوي وزنه ذهباً، بفنه الجميل، وإبداعه الراقي، وموهبته الكبيرة، قد تحول الى رقم صغير جداً في دفاتر الحسابات السياسية، والى إسم أصغر من أي صغير في قوائم الحيتان الطائفية. أحمد راضي ذلك الفتى الذي صفقت له الجماهير الرياضية بحرارة، وهتفت له القلوب قبل الشفاه في ملاعب الكرة، وقد كنت واحداً من تلك الجماهير المحبة لأحمد راضي. حتى إني - ولا أجد حرجاً في قول ذلك - قد خضت يوماً معركة بالأيادي مع أحد المشجعين، حين راح هذا المشجع ومن معه يتفوهون بكلمات بذيئة ضد أحمد راضي، مثل أحمد نيدو، وأحمد راخي، وغيرها. ولا أنكر قطعاً تلك العلاقة الودية الطيبة التي لم تنقطع بيننا طيلة ثلاثين عاماً من الزمن، وقد كتبت عنه خلال هذه السنوات عدداً من المقالات، وأجريت معه عدة حوارات صحفية وإذاعية كان آخرها اللقاء الذي أجريته معه بحلقتين لإذاعة العراق الحر قبل سبع سنوات. وفي المقابل فإني لن أنسى إستقباله الحافل لي في (كافتيريا) مجلس النواب عام 2008 حين زرت البرلمان العراقي ضمن وفد المثقفين العراقيين المغتربين الذي زار العراق آنذاك، حيث أحتضنني الرجل بقوة، مرحباً، ومحتفياً بي، وقد كان هذا اللقاء آخر لقاء شخصي بيننا. لقد أردت أن أقول أن علاقتي كانت بأحمد راضي طيبة جداً، وإن هذه العلاقة لم تخرب أو تضعف إلاَّ بعد أن تخلى هو عن المنهج الرياضي السامي، ليتلوث بلوثة الطائفية السياسية، ويرتمي في أحضان المجرم عدنان الدليمي، علماً بأني كنت قد سألته معاتباً في ذلك اللقاء الإذاعي عن السبب الذي دفعه للإنضمام الى قائمة التوافق الطائفية، والإرتماء في أحضان الإرهابي عدنان الدليمي، فأجابني وقتها جواباً مراوغاً - وأحمد كما معروف سيد المراوغين – لا ينفع المستمع العراقي الذي كان ينتظر منه جواباً واضحاً وحاسماً - ومن حسن حظي أن الشريط الذي فيه ذلك التسجيل موجود عندي حتى الآن-. ورغم إختلافي مع المنهج السياسي والطائفي لأحمد راضي خلال السنوات السبع الأخيرة، إلاَّ إني لم أكتب يوماً كلمة واحدة ضده، فقد كنت للأسف أتجاوز مساوئه، وهذا أمر يؤسفني الإنتباه له متأخراً، إذ كان المفروض بي أن لا أتغاضى عن مساوئ الأصدقاء، مهما كانت علاقتي بهم. لكن عزائي الوحيد، إني كنت أعرف ان أحمد راضي لم يعد ذلك الرياضي الجميل، وليس بذلك اللاعب الذي يحبه زملاؤه، ويعشقه الجمهور الكروي مثلما كان من قبل، بعد أن بات شخصاً متحيزاً ضد أهله، وناسه، ومنحرفاً عن طريقه الرياضي المستقيم. وهنا أود أن اشير الى أن مقالي المنشور في جريدة (الحقيقة) قبل فترة، والمعنون (الزوراء وفلاح حسن خط أحمر) الذي استفز (أبو هيا) ودفعه للكتابة عني في صفحته من كلام مسموم، فيه الكثير من الدس والحقد والهلع والخوف والتهرب من الحقيقة، فضلاً عن التهديد الواضح لي، هو ماكان سيظهر، أو ينشر هذا المقال، لو لم يتصل بي أحد الأصدقاء الأعزاء، وينبهني الى محاولات أحمد راضي الطمعية، للإستحواذ على أمور نادي الزوراء، بعد أن فشل الرجل في الإنتخابات النيابية، وأفلس من الحصول على مقعد إستحقاقي، أو تعويضي في البرلمان، وبعد أن فشل في إنتخابات الإتحاد الكروي من قبل، وفشل ايضاً في الحصول على منصب وكيل وزير الشباب، بعد أن حاول، وتوسل، حتى كاد يقبل الأيادي من أجل ذلك، فخرج من مولد (الطائفية السياسية) التي راهن عليها وإرتدى من أجلها (الدشداشة القصيرة) بلا حمص. نعم لقد حكى لي هذا الصديق، ولفت انتباهي الى ما أراد احمد راضي فعله في نشاطه المحموم ضد فلاح حسن، مستغلاً خسارة الزوراء امام القوة الجوية بنتيجة ثقيلة، ولم يجد غير اللافتة الطائفية ليدخل من تحتها. فإتصلت بالأخ العزيز فلاح حسن لأستوضح الأمر، فكان جواب (أبو تيسير) قريباً جداً من جواب ذلك الصديق!! فكتبت مقالي على ضوء قناعاتي التامة بوطنية نادي الزوراء وبحسب معرفتي الشخصية بذلك النادي الذي تشرفت يوماً بإرتداء فانيلته الغالية، فكان مقالي من أول كلمة فيه حتى آخر كلمة ضد أن يتحول مسير الرياضة السامية نحو تفرعات الطرق الطائفية الوسخة. كما حكيت في المقال عن تأريخ نادي الزوراء الوطني والنضالي الشريف وكيف دفع بخمسة من أبنائه البررة الى حكم الإعدام من أجل حرية العراق، وسعادة شعبه. وكيف كنا في نادي الزوراء لا نعرف مذهب هذا اللاعب ولا ديانة أو قومية ذلك اللاعب - ثم ختمت مقالتي بالنص مهدداً بأننا سنفتح أبواب جهنم - بأقلامنا طبعاً - بوجه كل من يريد أن يحول نادي الزوراء الرياضي الى نادٍ طائفي يقوده أحمد راضي. وغير هذا الكلام الحسن، لم أقل عن أحمد راضي، أو نادي الزوراء أي كلام آخر. وبإمكاني إعادة نشر نفس المقال، ليطلع عليه الجمهور العراقي بشكل عام، وجمهور نادي الزوراء بشكل خاص ويحكم بيننا. لكن احمد راضي الذي حاول إيهام جمهور الزوراء الطيب، من خلال تسويف الأمر، وتصوير الموقف بغير ما هو عليه، فجاهد عبر كلماته المليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية من أجل ليَّ عنق الحقيقة لصالح مآربه ومصلحته الخاصة، مصوراً مقالي وكأنه مقال طائفي محض، موجه ضد الطائفة الأخرى أولاً، وضد جمهور نادي الزوراء ثانياً، حتى إنه حاول أن يعرضني أمام الناس، وكأني أنا الطائفي (الذباح) وليس غيري!! لقد سعى أحمد راضي بما نشره من تفاهات، الى تغيير ثوابت جمهور الزوراء، وتحويلها ضد فلاح حسن، وضدي شخصياً، وضد كل من يقف بوجه طموحاته المجنونة. فأدعى بإني كتبت كلاماً ضد الجمهور الزورائي. ولا أدري كيف أقول كلاماً سيئاً- لاسمح الله- عن الجمهور الذي يعتبر مفخرة كبيرة بين جماهير الأندية الرياضية العراقية؟ وعجبي الأكبر لما ورد في مقال أحمد ضدي من اتهامات، واساءات، وتهديد واضح ومبطن لي، وتحريض طائفي، وارهابي على قتلي، عدا ما سعى اليه بكل قوة لتأليب الجمهور والمسؤولين ضدي، فوجه نداءه الى وزير الشباب، ووزير الداخلية، والحكومة، والمسؤولين والصحفيين والجماهير الرياضية للنيل مني، ولا أدري لماذا لم يوجه نداءه التحريضي لمجلس الأمن ايضاً؟ ولعل المضحك في الأمر ان يتهمني أحمد راضي- ضمناً- بزرع الفتنة الطائفية، والتحريض على قتل أحمد الحجية وهديب مجهول، وصباح الكرعاوي وغيرهم.. حتى أنه يخشى أن أقوم بقتله شخصياً وكأني عضو في فرقة الإغتيالات التابعة لعدنان الدليمي، أو لطارق الهاشمي.. هكذا يريد أحمد راضي أن يبادلني الدور، فأكون أنا القاتل، وهو الضحية؟ ولا أخفي عليكم فقد أدهشني جداً رد فعل أحمد راضي الحاقد على شخصي، خاصة وإنا لم أكتب عنه غير الكلام الذي ذكرته قبل قليل، فلم أقل مثلاً عن عمه (أبو زوجته) كما يقول الآخرون، بأنه العراب الطائفي لأحمد راضي، وهو الذي غير مساره المذهبي مذ كان هذا العم واحداً من قادة فدائيي صدام، الى أن بات بعد سقوط النظام ذباحاً بإمتياز، ولم أقل مثل ما قاله الآخرون، بأن أحمد راضي قد هرَّب بنفسه المجرم محمد الدايني من مطار بغداد، وإن أحمد راضي هو موضع ثقة البعثيين والإرهابيين القتلة في عمان، فيكلفونه بما يقدر ولا يقدر على تنفيذه لمصلحتهم في بغداد، ولم أقل ما قاله أحمد نفسه للزميل عماد العبادي بأنه ترك المذهب الشيعي، وتحول الى المذهب السني، منذ أن كان يصلي في جامع الشواف في اليرموك، كما لم أقل أن أحمد راضي قد فعل (كذا وكذا وكذا)، وهو الذي فعلها بدون شك!! فلماذا يردَّ أحد راضي على مقالي الهادئ بمثل هذه الإفتراءات وهذه التهم الجاهزة في الأنترنيت..؟ لا أريد أن أناقش ما عرضه عني أحمد من اتهامات سخيفة، فقد بات الحديث عنها أشبه بالإسطوانة المشروخة، وبات تكرارها أمراً مملاً وكريهاً.. فالأغنية التي إتهمني بكتابتها كان الكثير من البعثيين قبله قد أتهموني بها، رغم أن مؤلفها قد نشر توضيحاً يقر فيه بعائدية هذه الأغنية له تأليفاً وتلحيناً.. وقد نشر هذا التوضيح في مواقع عراقية عديدة.. أما موضوع القصيدة التي أتهمني بتأليفها عن المالكي فأمرها مضحك، إذ كيف أهدي قصيدة هي تحكي من البيت الأول الى البيت الأخير عن البعث وجرائم البعثيين، ولا أدري هل يمكن ان تخاطب شخصاً (تمتدحه) فتقول له: (والله متنه من البعث والإنبعاث، والعروبة والعقيدة والتراث.. إنتوا مال من الجذر حش وإجتثاث.. حتى ميظل عرگ منكم بيها.. إحنه أخذناها ولا ننطيها)!! ختاماً أقول: أنا سعدت بصراحة حين قرأت في مقالك بأنك ستشكوني الى القضاء، وأنا أتشرف بالقضاء العراقي، متمنياً عليك ان تقبل بما سيحكم به القضاء، وأن لا تتجه إن فشلت في نيل مطالبك، الى نفس توجه عمك، وأقصد بها الحلول السريعة، لأني واثق بأنك ستخسر في المحاكم الكثير، بما كتبته ضدي من تحريض، واتهامات، وشتائم.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان