حجم النص
بقلم:صالح المحنّه الأنظار كلّها صوب كربلاء، كلُّ العالم يشاهد ويراقب بصمت مالذي يجري؟ ماذا يحدث على أرض العراق ؟ من الذي هجّر كل هذه الملايين الى كربلاء ؟ أية جاذبية تلك التي أضرمت الوجد في قلوب الملايين ؟ من الذي حبُّه أغوى الأفئدة الملتهبة فجعلها تهيم فيه فلا ترى في الكون معشوقا سواه ؟ مشاهدٌ حيّة لايحتاج العالم الى البحث والتنقيب في بطون الكتبِ ليستشهد برواية من هنا وحديث من هناك أختلف في سنده ومتنه الرواة..كُلّ هذا وذاك في غنى عنه العالم للتعرّف عمّا يجري في العراق...فالمشاهد الحيّة التي تنطقُ بالحقيقة تحقق للعالم مبتغاه، والقلوب والأرواح والعيون تكشف له عن ذلك السرّ الحسيني وماوراءه، مشاهدٌ ليس بينها وبين العالم حجاب، بالصورة والصوت.. فلاشبهة ولاإشكال ولاتزوير ولاتدليس ولانقل فيه إسرائيليات... مشاهد عهد ووفاء لمن ضحّى وأعطى كل مايملك لله وللإمّة وللإنسانية في موقف إلهي المعاني والمقاصد والأهداف سجله ذلك البطلٌ الإسلاميٌ الخالد... الذي قلب الموازين والمعادلات،وأثار الدهشة والإستغراب لدى المراقبين والمناوئين لنهضة كربلاء هو....كيف لمقتول أن ينتصر؟ وإيما إنتصار ؟ إنتصارٌ خلّد الفخر والمجد والإباء للإجال... وإنحنى له التأريخ خجلا فطوى صفحاته لأنها لاتحتويه! فمتى غاب الحسين عن حاضرنا وماضينا ومستقبلنا ؟ حتى يتحدث عنه التأريخ...التاريخ لايتحدث إلا عن ماضٍ قريب أم بعيد..والحسين حاضر في وجدان الأحرار وخالد في ضمائر الأخيار وهوعبق الكرامة الذي يتنفسه ويحيى به الثوار!!!هذا هو الحسين بن علي بن أبي طالب. الذي تتسابق الأقدام وتتدافع الأجسام لترتمي على ثرى كربلاءه المقدس المعفّر بتلك الدماء الطاهرة....هذا هو حسينٌ فمن مثله ؟ أيها العالم الذي يراقب تلك المسيرات المليونية بتعجّب وإنبهار! إستيقظ وإستنطق التأريخ مَنْ مثل الحسين ؟
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!