حجم النص
بقلم:حسين ال جعفر الحسيني إن الخصال الحسنه التي يتحلى بها الإنسان هي التي تبرز شخصيته إمام الآخرين، وتجعل منه إنسانا يشار له بالبنان، ومن هذه الخصال الطيبة التواضع، وهي صفة من الأخلاق العظيمة التي امتاز بها الأنبياء والأولياء والصالحين، ويمكننا القول إن هذا الخلق الرفيع اتصف به الصفوة المختارة من الناس،والذي امتدحه الله في كتابه ضمنا لنبيه الكريم (ص) من خلال قوله تعالى ((ولوكنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) وقال في سورة لقمان ((لن تخرق الأرض برجلك ولن تبلغ الجبال طولا)) إن هذه الآية الكريمة من سورة لقمان تدعو المؤمن إلى التواضع عدم التكبر،إن التواضع سمة الصالحين من عباده، لهذا نرى إن الله في قوله في موضع أخر من سورة لقمان ((ولا تصعّر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)) هذه الآيات الحاثة على التواضع لها أهمية كبيرة عند الله في ترسيخ الأخلاق الفاضلة التي تصنع الإنسان،وقال النبي محمد (ص) التواضع من سمات الأنبياء ، ومن تواضع الله رفعه،هذا التشديد الكبير على هذه الصفة الكريمة من قبل الله ورسوله والمؤمنون، هو لأجل إشاعة جو التراحم والسلام بين المسلمين كافة،وعد م التكبر على الآخرين ومساعدة الأغنياء للفقراء وما تشريع فريضة الحج والصوم وكل العبادات الأخرى إلا لكي يشعر الفقير والغني بأنهم إمام الله واحد الابالعمل وليس لحطام الدنيا من أموال أو جاه واملك، قال تعالى ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) وليس أغناكم اواكثركم جاه وغيرها من درجات الدنيا الزائلة،فندعوا المؤمنون إلى التخلق بهذه الصفة التي يحبها الله ورسوله لما لها طاقة كبيرة وروحية عظيمة،تجعل من الإنسان المتصف بها محبة وكريزما خاصة تجعل منه إنسان يستطيع التأثير في المجتمع نحو الأفضل.