حجم النص
عباس عبد الرزاق الصباغ ولكي لاُيساء فهم العنوان والقضية فالمقالة ليست موجهة ضد احد بقدر ماهي موجهة للمؤسسات الاعلامية والصحفية لكي لا تعاد المهزلة التي حدت لكتابة هذه الاسطر ولتستمر وتتطور فحمارويه هي ليست استعارة او مجازا لكلمة الحمار ـ اجلكم الله ـ بل هي حقيقة لحمار حقيقي وغبي بامتياز وهو كاتب هذه السطور (كاتب معروف على الساحة العراقية وفي محافظته ومحلل سياسي قدير وباحث متخصص بالشؤون العراقية) وجد نفسه بحظه العاثر مع كبر سنه وحالته الصحية المتعثرة في موقع يقال له فيه انت الاستاذ الكبير وانت صمام الامان كون عمله يمثل روح العمل الصحفي والإعلامي لاسيما اذا كانت المؤسسة الإعلامية في حالة فقر دم مزمن في كافة المستويات فهو صمام أمان يدرأ سقوط هذه المؤسسة في أي وقت في حين (وهو السقوط الذي ينتظره البعض بشماتة) ان الكثيرين يحاولون إسقاطها وتسقيطها ومازالوا حتى من داخلها فحمارويه يمثل حارس مرمى محترفا لذا فهو يستحق هذا الاسم عن جدارة بعد ان تقلب في المواقع الصحفية في بغداد وعمل فيها معززا ومكرما حتى من قبل العلمانيين " الكفار " واصحاب الخمر والفجور "السرسريه" فقد كانوا اكثر احتراما وتقديرا لحمارويه هذا الذي مازال جزء كبير من تلاميذه ومن كان له الفضل عليهم يعملون في شبكة الإعلام العراقي وبالدولار وليس بالفلاسين التي يتقاضاها حمارويه والتي لاتكاد تكفي تسد حاجة عائلته ومصاريف علاجه وجزء كبير من طلابه ومن سعى الى توظيفهم وتعليمهم يعملون في بعض الفضائيات ويشغلون مواقع حساسة حتى في مؤسسته الاعلامية التي تقول له يوميا انت الاستاذ الكبير!!!!! الشيء المعروف لدى المؤسسات الإعلامية انها تكرم الكوادر المؤسسة والفاعلة وكبار السن ومن الذين قامت على اكتافهم هذه المؤسسة واستمرت ولولاهم لم تكن هنالك مؤسسة اعلامية كجزء من رد الجميل والاعتبار والعرفان لهؤلاء الذين يعمل حمارويه ضمنهم بل هو استاذهم ويعترف جلهم باستاذيته عليهم. وهذا التكريم هو تكريم للمؤسسة الإعلامية ذاتها وعرفان لجهود من بذل وأعطى وضحى من اجلها لما يقرب العقد من الزمان قضى اكثرها لوحده وحيدا فريدا حاملا على عاتقيه اعباء كثيرة لمفاصل عمل متعددة وكثيرة ومتعددة وكثيفة وبعضها حساس الى ان كلت صحته وضعفت عيونه دون ان يحصل او يحصد طيلة هذه السنوات على كلمة شكر واحدة او كتاب شكر واحد او شهادة تقديرية واحدة فضلا عن الفلاسين التي تسمى بالمكافآت (فهي لاتعطى له او لامثاله والمعنى في قلب الشاعر) وحتى وان حصل تكريم حمارويه هذا مع الكادر ككل فهو إجحاف له فكيف يتم تكريم الاستاذ (الذي يصفونه بالكبير وصمام الامان) مع من هم في عمر اقل من أعمار أولاده او ممن تتلمذوا على يديه..هذا إذا افترضنا تكريم الاستاذ الذي هو حمارويه مع البقية الباقية ؟؟ فكيف اذا تم تجاهله تجاهلا تاما حتى على مستوى توجيه كتاب شكر على شكل ورقة بائسة لاتغني ولاتسمن من جوع تشعر حمارويه هذا بان جهوده لم تذهب سدى ومواظبته وسعيه طيلة هذه السنين لم تكن هباء منثورا...وهو لأكثر من ثمان سنوات يعمل كالحمار في الناعور دون كلل او ملل ولم يفتر سعيه ونشاطه حتى بعد ان سقط مريضا عليلا ومايزال وماتزال بصماته واضحة على كل مرافق العمل في المؤسسة وهو لا يكاد يذكر (المطي يموت بكروته).. وعندما يلمح بالاستحقاق الذي يستحقه يقال له انت تعمل باجر واجرك على...!!!! ويجابه بان لا تتحول الى متسول لان من يطالب بالاستحقاق يكن متسولا بنظر صحافة آخر زمان حيث يختلط الحابل بالنابل يختلط من يطلب باكثر من حقه واستحقاقه وبين من يطالب بشيء معنوي يتباهى به بين اهله واقرانه واولاده كي يقول انا لست مهمشا او منسيا بل مذكور ومقدر والدليل هذه الشهادة التقديرية التي منحتها لي مؤسستي التي احنيت ظهري من اجلها واعمشت عيوني من اجل ان تستمر وترتقي وهذا لم يحصل الا لمن اوتي حظا عظيما ويعرف من اين تؤكل الكتف وكيف ومتى تؤكل.. اما حمارويه فهو رجل احترم نفسه وشيباته ومستواه فهو يستنكف من عمل كل شيء يسيء لتاريخه الشخصي والمهني من اجل ورقة كتب فيها (كتاب شكر) لايساوي حتى الحبر الذي كتب به ومن اجل مكافأة هزيلة لايفرح بها حتى الصبيان وله تاريخ طويل ومشرف يستدعي ان ينعزل كليا عن الوسط الذي يعيش فيه او مايسمى بالمؤسسة الإعلامية التي يمثل احد اهم اركانها حمارويه هذا والكلام طويل وذو شجون وهذه شقشقة هدرت وانصح المؤسسات الاعلامية ان لاتبخس حق كوادرها القديمة او المؤسسة لكي لاتسقط اعلاميا ومهنيا. كاتب واعلامي مستقل / باحث متخصص في الشؤون العراقية [email protected]