حجم النص
فلاح المشعل انتهى مؤتمر جدة الأمريكي – العربي – التركي الى ترجمة إجرائية لإستراتيجة الرئيس الأمريكي في محاربة داعش، الحلف الدولي يضم نحو اربعين دولة، 25 منها علنية، وخمسة عشر " سرية "...!؟ من صنع داعش.. ؟ ولماذا.. ؟ مااسباب القضاء عليها ؟ وماذا بعد داعش ؟ اي مستقبل اسود ينتظر العرب الذين اصبحوا يدورون مثل الثور الأعمى حول الناعور الأمريكي..!؟ هذه الأسئلة المنبثقة من اعماق الريبة قد تأتي متاخرة، لكنها ينبغي ان تشخص في ذهن صاحب القرار العربي، أو المتلقي بحرية غير مسيرة، واذا لم نبحث فيها على سبيل الرؤية وليس الفعل او الإستجابة المضادة، نكون قد اضفنا فصلا جديدا من غفلتنا العقلية التي جعلتنا ضيوف على الآدمية كما يقول الشاعر الباقي محمود درويش. داعش منتج نوعي في سياق التطور العضوي لتنظيم القاعدة، والقاعدة امريكية النشأة، سعودية التمويل، إسلامية الحشد، وهي لم تزل تخضع لمراقبة حثيثة ورصد نوعي من قبل اجهزة الاستخبارات والمعلومات الامريكية، وبعض التقديرات تقول انها تمسك بمقودها في اكثر المنعطفات التي تمر بها القاعدة وتشكيلاتها الإجرامية في دول اسيا وافريقيا. ونعود ل داعش، اغلب قادتها تم تهريبهم من السجون العراقية والسورية، تهريب متطوعيها من خراف اوربا وامريكا مروّا من تركيا وبرعاية تركية، دعمها المالي واللوجستي يمر عبر تركيا وباشراف رسمي تركي، وتمويل من السعودية والكويت وقطر والأمارات وغيرها من الدول التي تكلست مجتمعاتها على اصوليات الفكر الوهابي الانتقامي. منحت داعش تسليحا نوعيا بقدرات دولة متطورة، ستة فرق مدرعة وآلية بكامل اسلحتها وعتادها، أهداها لهم نوري المالكي في سيناريو غامض تم طي صفحاته في معمعة الهزائم والمذابح الجماعية، في اسلوب اعتمد مبدأ الصدمات المتعاقبة. داعش التي ابتدأت مشوارها في مقاتلة المعارضة الوطنية السورية، حتى حسبها البعض بأنها منتوج ايراني سوري..! سرعان ماتحولت الى " دولة اسلامية " وتوثبت في منافسة صريحة لايران والسعودية، بعد ان اصبح لها حدود مع هاتين الدولتين..! داعش إذن تمثل إرباك مقصود في خلخلة الشرق الأوسط برمته..، وتلك الظواهر ليس من تصنيع أو مقدرات دول عربية او إسلامية..!؟ درجت امريكا ودول غرب اوربا على صناعة عدو دائم لها، وكأنه قانون ثابت للنظام الرأسمالي لكي يدع مصانعها السياسية والعسكرية والفكرية تعمل بسياق متواصل، فكان الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشيوعية، وحين انهارت ظهر دول محور الشر، بعدها القاعدة وصدام حسين،والآن داعش التي تمثل تهديدا لمستقبل امريكا واوربا...!؟ نريدهم ان يخلصونا من "داعش " آخر بضاعاتهم النجسة، ونحن نعلم ان مئات بل آلاف الضحايا سوف تصرعهم صواريخ الطائرات الأمريكية ونيران الأسلحة الأرضية، نعلم انهم سيشددون قبضتهم على النفط والغاز في الشرق الأوسط والخليج الأمريكي، وصناعة انظمة ديمقراطية على غرار ماحصل في العراق البائس..! لكن مانود معرفته، كم من الدول المشاركة بالتحالف سيتم تقسيمها وبعثرتها اقليميا، او توزيعها كغنائم بين امريكا والدول الغربية..؟ وماهي الطرق التي ستخوضها دولنا العربية في حروبها الأهلية والطائفية، لحين صناعة عدو جديد..؟ [email protected]
أقرأ ايضاً
- "السوشل ميديا" وصناعة التفاهة
- صناعة المواقف الوطنية في الحروب والازمات
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق