يمثل ديوان الوقف الشيعي الذي تاسس بعد سقوط النظام الصدامي البائد الجهة الراعية والمشرفة على ادارة العتبات المقدسة وتسهيل امورها في عموم المحافظات العراقية وللتعرف عن دور الديوان كانت لموقع نون وقفة مع رئيس الديوان السيد صالح الحيدري الذي ابتدأناه بالسؤال التالي
* متى تم تأسيس ديوان الوقف الشيعي وما هي مراحل تأسيسه؟
- أسس ديوان الوقف الشيعي بعدما ألغيت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث كانت هناك منذ تأسيس الحكومة الوطنية؛ وزارة الأوقاف واتخذت أسماء منها ديوان الوقف الإسلامي وديوان الوقف والشؤون الإسلامية، وكانت هذه الوزارة مقتصرة على المذهب السني فقط ولم يكن للمذهب الشيعي دور فيها إطلاقاً، وكانت الجوامع والحسينيات تحت سيطرة هذه الوزارة التي كانت تتصرف في العهود السابقة بالتصرفات الطائفية الواضحة وأدركها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) الذين يؤمّون العتبات المقدسة، ولكن بين فترة وأخرى تبعاً للظروف السياسية ترى هناك تجديد على الزائرين والمصلين في الجوامع في فترات مر بها العراق، حيث كانت هذه الوزارة مرتعاً للطائفية الشديدة التصرف ضد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن في فترات أخرى نراها تتجه اتجاه أقل شدة مما كانت عليه إلى أن سقط النظام الطاغوتي.
وبعد سقوط النظام ألغيت هذه الوزارة وشكّلت ثلاثة دواوين وهم ديوان الوقف الشيعي وديوان الوقف السني وديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى، وكل ديوان يختص بالمساجد والجوامع الخاصة العائدة لكل طائفة موجودة، ونحن هنا نقول شيء مهم؛ هل هذا التقسيم هو قد كرّس الطائفية أم ماذا؟ نحن نقول أن هذا التقسيم هو تخصصي وليس تقسيماً طائفياً.
* يجد البعض إن أمر تكوين هذه الدواوين هو تقسيم لمكونات الشعب العراقي، فما رؤيتكم حول هذا الأمر؟
- نعم فهناك من يقول أن دواوين الأوقاف كرّست الطائفية أي أنها عناوين غير مرغوب فيها ونريد تغييرها وإلغائها، لأننا لا نستطيع أن نسمع ديوان الوقف الشيعي، أو بتعبير أدق (كلمة شيعي)، ولم تكن الأصوات ترفض الوقف المسيحي، ونحن نقول أن قسماً من هذه الأصوات نراها تنطلق من منطلق خيّر وتريد للعراق خيراً، والطائفية هي وسيلة من وسائل الشر التي عانينا منها ما عانينا، والعراق إذن يحتاج إلى الابتعاد عن الطائفية وجود ديوان الوقف الشيعي والسني ليس فيه من الطائفية أي شي فالمفهوم عن الطائفية انه أنت عندما تستقطع حق من حقوق الطائفة الأخرى وتمنع هذه الطائفة من القيام بمراسيم العبادة والزيارة تكون مهيمنا على هذه الطائفة وأنت من طائفة أخرى وتريد أن تسيّر هذه الطائفة كما تشاء، أما الآن وضمن إطار التخصص فإن المسيحي يكون مسؤولاًَ إدارة الكنائس والمعاهد الدينية المسيحية ولا توجد هناك أي هيمنة من قبل أي جهة عليهم، وبالتالي فإن الأخوة من الديانات الأخرى فسيكون عملهم براحة كاملة وانتماء كبير لهذا البلد الذي أعطى لهم الحرية الدينية الحقيقية وكذا الحال من قبل الطائفة السنية عندما تدير الجوامع والمؤسسات الثقافية والدينية التابعة لهم دون هيمنة من أي جهة غير سنية فقطعاً سيكون الأمر محلّ ارتياح لأهل السنة وكذلك بالنسبة للطائفة الشيعية دون أي سيطرة أو تطاول كما كان يحدث في السنين السابقة، والآن فإن الشيعة في العراق يعتقدون أنهم في محلّ ارتياح لأداء مراسم الزيارة وكل ما يؤمنون به في حدود الإطار العام للدستور والقوانين المعمول بها في البلاد، وهذه العملية عملية تخصصية ومثال على ذلك نقابة الأطباء التي تنقسم إلى عدة أقسام تخصصية وليست تناحرية، ونحن بذلك نقول بأننا شيعة وفي نفس الوقت نتمنى الخير لكل طوائف الشعب العراقي.
* كيف هي نوعية العلاقة التي تربطكم مع دواوين الطوائف الأخرى؟
- كما بينا بأن هناك تخصيص لكل جهة ولكننا نحتاج إلى علاقة صادقة تعبر عملياً عن هذا التخصص حتى نبعد هذا التخوّف بين كل طائفة، وبذلك فنحن كل العراقيين نشكّل كتلة واحدة ويعمل الجميع بما يعتقده دون المساس بالآخرين، ومن قوانين ديوان الوقف الشيعي السعي إلى التقارب ونطبق هذه المادة، ولدينا زيارات وأحاديث متبادلة داخل العراق وخارجه ولها تأثير كبير، وهناك عناصر كثيرة بيننا ومنها عملية التسامح من أجل وحدة العراق والأهداف الأساسية للإسلام التي تطالبنا أن نسير بهذا الاتجاه الوحدوي وأن نقدّم مصلحة الآخرين على مصالحنا.
* تساءل الكثير عن ما آل إليه أمر مبادراتكم في دمج الوقفين الشيعي والسني، فما هو تعليقكم عن هذا الآمر؟
- كما أوضحت لكم فنحن لم نسعى بهذا الاتجاه ولكنني أختلف مع الذين يدعون لهذا الأمر للأسباب التي أوضحتها لكم في مقدمة حديثي، ونحن نفضل أن تعمل كل جهة لوحدها وهذا يبعدنا عن الاحتكاك والنزاع الطائفي الذي من الممكن أن يستغل بعض النفوس الضعيفة ونتحاشى بذلك تكوين وزارة قد يحكمها رجل سني أو شيعي وبذلك سيكون هناك تضارب في اتخاذ القرارات، ونحن في غنى عن هذه المسألة خلال هذه السنوات، ويتضح ذلك من خلال زيارتنا أن ورئيس الوقف السني نجد القلوب المنشرحة المباركة للتوجه الذي نحن عليه.
* ما هي مهام الوقف الشيعي وعلاقته مع دواوين الطوائف الأخرى؟
- من حيث المبدأ فإن أمر الجوامع والمساجد والمزارات والمقامات والحسينيات والعتبات المقدسة الشيعية تعود إلى ديوان الوقف الشيعي، ولذلك تقع عليه مهام كبيرة لتهيئة وسائل العبادة المريحة في المساجد والحسينيات وكل ما يقدّم إلى رواد هذه الأماكن من الأمور التي تجعلهم في جوٍّ من الخشوع لله تعالى عند أداء الفرائض وتعد هذه مسألة مهمة لنا، وكما يعلم الجميع أن هذه المساجد والحسينيات أهملت منذ أكثر من ثلاثين عاماً ولا يسمح حتى بترميمها إلا ما ندر من قبل النظام الصدامي فضلاً عن بناء المساجد الجديدة، وبالمقابل كان صدام يبني المساجد والجوامع بعناوين مختلفة، وعندما تسلّمنا الوضع بالنسبة لهذه المساجد شعرنا بأننا بحاجة إلى عمل دؤوب من أجل ترميم واعمار وتأهيل هذه الأماكن المقدسة، وفعلاً قمنا بهذه المهمة ولكن لم تتم السيطرة على جميع النواقص الموجودة، وكما ألزمنا الأنفس بالتحرك ما استطعنا إليه سبيلاً من أجل تأهيل الجوامع في هذه المنطقة أو تلك وليس بالضرورة جميعها ولكن برنامج الوقف الشيعي جاء لشمل جميع الجوامع ولدينا خطة كبيرة تعتمد بشكل كبير على التخصيصات المالية وكذلك القوانين والتشريعات التي تعرقل عمل البناء والترميم ومنها القوانين التي وضعها (بول برايمر) الأمريكي بحجة النزاهة ووجود فساد إداري ومالي في دوائر الدولة ويصوّر لك برايمر والذين شرّعوا مؤسساته أن العراق يغرق بالفساد المالي ونحن نرى عكس ذلك، لأن هناك مخلصين ومؤمنين وهناك تشريعات كفيلة بمحاسبة المسؤول مهما كانت درجته الوظيفية، وبذلك فإن القوانين التي أوجدها (برايمر) عائقة على تنفيذ تلك المشاريع، ولا تختصر على الوقف الشيعي وإما في كل الوزارات، وأنا واثق لو أعيد هذه القوانين بصياغة تخدم العراق لرأيت تقدّم العراق، إضافة إلى ذلك أننا لا يمكننا من تنفيذ بعض المشاريع حتى في المناطق الآمنة من الإرهاب وهذا يعود إلى القوانين الموضوعة، وعلى أي حال فنحن تحملنا المسؤولية وشمرنا عن سواعدنا وقمنا بعمل من أجل العراق وتجهيز بيوت الله بكل ما يريح المصلّى وما يشجع الناس على التعلّم؛ خصوصاً الندوات القرآنية التي نسعى أن تكون في كل جامع تابع لديوان الوقف الشيعي.
* نلاحظ هناك قلة في معاهد تعلم القرآن، فهل لديك خطط في تطوير الندوات العلمية والدينية؟
- يوجد في ديوان الوقف الشيعي مركز علوم القرآن يتبنى المسألة القرآنية ونحن أيضاً نتبنى هذه المسألة ونقوم بطبع الكتب الخاصة بالدراسات الأكاديمية من مواضيع القرآن على ميزانية الوقف الشيعي، وكذلك قمنا بنشاطات كبيرة ومنها خط القرآن الكريم بأنامل عراقية لأول مرة ونقيم مسابقة حول أحسن خط، وقمنا أيضاً بتشكيل المجمع العلمي للدراسات القرآنية الذي يرتبط بديوان الوقف الشيعي، وأقمنا أيضاً مسابقة النخبة القرآنية للتلاوة والحفظ وكانت ذات نجاح كبير، ولدينا اهتمام كبير في إقامة الدورات القرآنية ونشرها في مختلف محافظات العراق وهذه كلها تساعد على توحيد الصف والأمة لأن كتاب القرآن الكريم هو محل احترام وتقدير وقدسية لكل المسلمين.
* بالنسبة لتفسير القرآن الكريم، ما هي الخطط الجديدة في وضع تفسير القرآن وخاصة كان سابقاً تفاسير تخالف ما ينص به القرآن الكريم والعترة الطاهرة؟
- كما قلت بأن هناك معهد للقرآن الكريم تدرس فيه من مجمل الأمور تفسير القرآن الكريم، ولدينا مجلة (القلم وما يسطرون) تخصصية بالشأن القرآني تحتوي على مواضيع تبين مناهج البحث العلمي للتفسير وأي مسألة خاصة بالقرآن، ونعتمد نحن على الأستاذة والعلماء في النجف وكربلاء الذين يحملون الفكر القرآني لما يؤهلهم لشرح وتفسير آيات القرآن الكريم بشكل إجمالي أو تخصصي.
* ما هي نشاطاتكم الأخرى بالنسبة لمدارس الوقف الشيعي؟
- ضمن نشاطات الوقف الشيعي المهمة هي مديرية التعليم الديني العامة التي تقوم بفتح المدارس الدينية والأكاديمية وتطبق ما ورد في منهج وزارة التربية ويكون ارتباطها بديوان الوقف الشيعي ولكننا نطلب من وزارة التربية إرسال المفتشين لملاحظ المناهج التي نقوم بها، وإذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا يفتح الوقف الشيعي هذه المدارس وهي على غرار وتطبيق نفس المنهج، ونحن نقول بأننا نملك كتب إثرائية تقدّم إلى الطالب في مراحل مختلفة تشمل القضايا الإسلامية والعقائدية والتي تخص تفسير القرآن الكريم وأحوال الأئمة والحوادث المهمة ويستفيد منها الطالب وعائلته منها ولا يطلب من الطالب الامتحان بها، وكذلك فنحن نختار الأساتذة الذين يحملون الشيء الكثير من الدين والاعتدال، ويتضمن كل درس دقائق معينة لتبين ما يخدم المسيرة الحقة لوجهة نظر الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام)، وبالتالي ترى الطلبة لكلا الجنسين يحملون الشيء الكثير من مفردات المعرفة وخصوصاً ونحن نقيم الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الدينية خلال أشهر السنة، إضافة إلى تهيئة الوسائل الحديثة التي تخدم المسيرة العلمية من أجل تطوير الطلبة حتى يتمكنوا من التقدم العلمي والأخلاقي وهذا ما يخص المدارس العائدة لديوان الوقف الشيعي.
* ما هو دوركم بالنسبة لإدارة العتبات المقدسة في العراق؟
- تعد العتبات المقدسة من جملة المهام الرئيسية التابعة لديوان الوقف الشيعي، لأنها تضم مراقد الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وتضم المساحات الكبيرة والاهتمامات الواسعة من قبل الناس، ونحن أمام مراقد يقصدها الملايين من أبناء الشيعة ومن غير المسلمين أيضاً، وهذه العتبات هي الأخرى نالها الظلم في زمن الطاغية صدام فلا تجد أي صيانة أو توسعة بل على العكس من ذلك فهناك اضطهاد وإلقاء القبض على الزائرين من قبل مراكز أمنية في داخل الصحن الشريف وخاصة الشريحة الشابة ومنعوا من زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكانت الإدارة تعود إلى وزارة الأوقاف وتبع للأنظمة الأمنية المجرمة التي حاربت الزائرين بكل ما تسعى سواء كانوا من أهل المدينة أو خارجها، ولكن كما تعلم فهما يعمل الطغاة فإرادة الشعوب هي التي تنتصر، والإيمان الصادق أقوى من كل شيء، ويعلم الجميع الأعمال الشنيعة والمضايقة المستمرة التي عمل بها أتباع النظام السابق، ولذلك وضع القانون التابع لديوان الوقف الشيعي رقم 19 لسنة 2005 الصادق من قبل السلطة التشريعية في البلاد وهذا القانون نظم إدارة العتبات المقدسة والمزارات الشيعية والآلية التي تتم فيه اختيار الإدارة لهذه العتبة بالشكل المؤسسات المنتظم الذي ينسجم مع الحجم الهائل للزائرين وتطلع الناس بمختلف أديانهم ومنها توسعة العتبات المقدسة ومزارات أولاد الأئمة الأطهار وأتباعهم المعروفين بخط ولاءهم لأهل البيت (عليهم السلام).
* ذكرت بأن ارتباط العتبات المقدسة مع ديوان الوقف الشيعي، فما نوع هذا الارتباط؟
- هذا القانون قبل تشريعه كان قد اطلع عليه المراجع العظام الأربع وتم الإقرار عليه ثم اخذ مساره الطبيعي في التشريع من خلال المجلس الوطني ومن خلال المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء، هذا القانون ينظم العلاقة لكن هذه العلاقة كان فيها شيء واضح ان إدارة العتبات المقدسة هي ليست مؤسسة حكومية بل مؤسسة ينظمها قانون شأن الجمعيات في العراق التي ينظمها قانون الجمعيات ولكنها في حالها هي ليست تبع للحكومة وإنما تكون تبع للقواعد العامة للدولة.
معنى ذلك إن الأمين العام للعتبة تنتهي إدارته للعتبة لمدة 3 سنوات ثم هناك مجال للتجديد يرفعه رئيس ديوان الوقف الشيعي لتجديد الأمين العام لأي من العتبات المقدسة إلى المرجعية العليا فإذا صادقت عليه يأخذ دورة ثانية وينتهي أي ليس هناك أكثر من دورتين للامين ولمجلس الإدارة.
* كيف يتم اختيار الأمين لأي واحدة من العتبات المقدسة، وما هي آلية هذا الاختيار؟
- يتم الاختيار من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي وهذا كما يشير إليه القانون، ثم يرفع رئيس ديوان الوقف الشيعي هذا المقترح إلى المرجع الأعلى للطائفة الشيعية كما يشير القانون للمصادقة عليه، أما عن كيفية اختيار الأمين العام فقطعاً هناك بحث طويل وجهد يبذل للوصول إلى الشخصية الملائمة قدر المستطاع حتى تتمكن من إدارة هذه العتبة بالشكل السليم، نحن نتوخى النزاهة والإخلاص وان تكون له الصفات العامة من المركز الاجتماعي في هذه المدينة وغيرها من الأمور والمواصفات.
* كيف تم تشكيل مجلس الإدارة في العتبات المقدسة؟
- يتم تشكيل مجالس الإدارة في العتبة المقدسة باختيار الأمين العام للعتبة الذي رشحه رئيس الديوان وصادق عليه المرجع الأعلى، فيقوم بتقديم مجموعة من الأسماء وهي أكثر من المقرر، ويبدأ رئيس الديوان بعد استلام الأسماء والملف الخاص بهم بالتحرّي والبحث والمناقشة مع الأمين العام حول قائمة الأسماء المقدّمة؛ وعند حصول الاتفاق يصدر الأمين العام أمر ديواني بتعيين أعضاء مجلس الإدارة ويكون عددهم سبعة أشخاص ويقومون بتطبيق ما ورد في القانون من واجبات خاصة بمجلس الإدارة.
* ما هي المهام التي توكلونها إلى الأمانة العامة للعتبات المقدسة؟
- يعد ديوان الوقف الشيعي هو جهة ساندة وهو الذي يصادق على المشاريع المهمة في العتبات والمزارات، ويطلب من الأمانات أن تقدم كتاباً حول هذا المقترح أو ذاك، وبذلك يظهر العمل المؤسساتي والحرية الكاملة التي نعطيها بشكل أو آخر إلى الأمانات العامة للعتبات أو المزارات إلى أن يمارسوا عملهم بعيدا عن الروتين الحكومي حتى يتمكنوا من أداء عملهم بشكل دقيق ومرن ونحن أيضا بدورنا نقوم بالمتابعة والإشراف المستمر والحوار في هذه المسالة أو تلك.
* هناك موضوع حساس كثيرا ما نسمع عنه حول تبعية العتبات إلى بعض الجهات أو إدارتها من دول مجاورة أو تدخل دول مجاورة في عمل هذه العتبات، فما هو تعليقك عن هذا الأمر؟
- ليس هناك نصيب من الصحة لهذه الإشاعات مطلقا، لأن العتبات المقدسة تدار من قبل الأمانة العامة والأمين العام ومجلس الإدارة الذي يصدر القرارات، وهناك دوائر وأقسام خاصة في كل عتبة؛ ومنها القسم القانوني والحقوقي والهندسي وغيرها، وليس هناك أي جهة تتدخل إطلاقا، نعم نحن نستمع إلى آراء ومقترحات الناس والكل يرحب بهذه المشاركة أما التدخل فليس له وجود في أي عتبة من العتبات وإنما هي إدارة عراقية 100%، وان الذي يثار واهتمامنا به بذلك الوجه فسوف يحقق هؤلاء أهدافهم بإبعادنا عن المسيرة العملية التي أتهجناها خدمة للإمام الحسين (عليه السلام) وزائريه الكرام.
* ما هي الجهة التي تقوم بتمويل أعمال ونشاطات العتبات المقدسة ؟
- بالنسبة لدور ديوان الوقف الشيعي فهو يساند العتبات المقدسة ويقدم لها الدعم المالي الكبير، وهناك مسالة قد يثيرها البعض عن ورادات الشباك في العتبة المقدسة باختصار شديد في بعض العتبات، والحقيقة أن الأموال الموجودة في شباك مراقد الأئمة لا تكفي سد رواتب المنتسبين، ودع عنك المشاريع والأعمال الضخمة.
وكذلك بالنسبة للأموال الزائدة عن الحاجة فإنها تقدم في خدمة الزائرين وتوسعة المرقد، والعتبات تحتاج الى مبالغ طائلة لان مشاريع العتبات هي مشاريع تسعى إلى تحقيق اكبر قدر ممكن من خدمة الزائرين.
واعتقد إن الوافدين إلى العتبات المقدسة يرون الفرق الشاسع بين ما كانت عليه العتبات سابقا وكيف هي الآن من جميع الجوانب العمرانية والخدمية والعلمية والثقافية والأمنية والتعاون؛ والاتصال مع الأجهزة والدوائر الحكومية.
* ما الذي وفره ديوان الوقف الشيعي من مشاريع خاصة بالعتبات المقدسة الموجودة في كربلاء المقدسة وخاصة أن هذه المدينة يؤمها الكثير من الزائرين؟
- إن المشاريع التي تشاهدونها في العتبات المقدسة هي من مقترحات إدارة العتبات المقدسة ويجب أن تقدم الحسابات والكشوفات والخرائط لهذا المشروع إلى رئيس ديوان الوقف الشيعي للمصادقة عليه.
وهناك متابعة مستمرة وبالتالي نرى ما حصل في عام 2008 نموذجا حيا لم تشهده العتبات المقدسة في تاريخها فهي شهدت تطورا كبيرا بجهود العاملين في العتبات المقدسة وأيضا كان الوقف الشيعي هو الداعم الأول لهذه المشاريع وتطوير المرقد وخدمة الزائرين.
* كيف ترون الآن مستوى العتبات المقدسة وهل وصلت إلى ما تطمحون إليه ؟
- قطعاً أريد أن أبين بأن العتبات المقدسة قامت بدورها الفعال وبدور كبير جدا وتمكنت من استيعاب هذه الملايين ومن تقديم الخدمات ولابد من الإشارة إلى الجهود المضاعفة التي كانت على عاتق الأمانة العامة للعتبة الحسينية وعاتق الأمانة العامة للعتبة العباسية لان عدد الزائرين على طول السنة أعداد غفيرة وهائلة تحتاج إلى عمل متواصل وجهود ضخمة ونحن تفاعلنا مع هذا التوجه بكل ما نستطيع من اجل خدمة كربلاء المقدسة وزائريها ونحن فخورين بالعاملين بها وخصوصا الأمناء الذين عملوا بكل جد وتفوّق.
* ماذا عن عمل العتبة الحسينية المقدسة في تجهيز أسطول كامل لنقل الزائرين الوافدين إلى كربلاء وخاصة في أيام الزيارات المليونية؟
- طلب مني الموافقة على شراء 10 سيارات فوافقت عليها، ثم أتيت إلى كربلاء وإثناء الحديث معهم الأخوة العاملين علمت أن هذه السيارات العشرة وضعت لغرض مساعدة الزائرين وإيصالهم إلى العتبة المقدسة والأماكن التي يريدون قصدها، وبعهدها وافقت على شراء 50 سيارة أخرى ليصبح العدد 60 سيارة، وتحدثت مع وزير النقل من اجل إنشاء سكة حديد بين كربلاء والنجف الأشرف لنقل المواطنين ومن المحطة نهيئ هذه السيارات من اجل الوصول الى العتبات ذهابا وإيابا واخبرني أن هذا المشروع يحتاج إلى عملية استثمارية كبيرة لان كربلاء تستقبل الزوار بشكل مستمر وهناك تواصل بين النجف وكربلاء وسيؤدي هذا القطار إذا ما تمّ إنشاءه؛ الخدمة الفاعلة من أجل توفير الراحة والسلامة التامة لزائري أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
* ماذا عن قطع الأراضي التي خصصت للاستثمار في كربلاء المقدسة؟
- بالنسبة للاستثمار هناك توجه كبير وأنا في نهاية عام 2008 كان لي لقاء مع كافة الأمناء العامين وطلبت منهم أن يتجهوا بمشاريع استثمارية الغرض منها دعم العتبة وسيكون لديها موارد إضافية إلى الشباك حتى تتمكن العتبة من انجاز ولو بعض الأمور المهمة، فصار اقتراح منها امتلاك الأرض بدعم من الوقف الشيعي لكي تستثمر ونؤمن بذلك التمويل الذاتي للعتبة المقدسة مستقبلاً.
فالمشاريع المقامة كالمجمعات الصحية وغيرها فأنا أعتبرها مشاريع مؤقتة لسبب بسيط إن مدن العتبات المقدسة لحد هذه اللحظة لا يوجد لدينا مخطط مصادق عليه عن تصميم المدينة حتى نتمكن من إقامة مشاريع ونساهم مع الحكومة المحلية لمدن العتبات في أماكن لا تتعارض مع التصميم الأساسي لهذه المدن، ولحد الآن لم نشاهد التصميم الأساسي او المُقرر بالنسبة لمدن العتبات المقدسة بما فيها سامراء.
* هل لديك يد في مشروع توسعة مدينة كربلاء المقدسة ومن ضمنها توسعة الحائر الحسيني؟
- التوسعة ليس فقط في كربلاء؛ فمثلا في زيارة سامراء الأخيرة في ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) توافدت أعداد كبيرة من الزائرين وهذا دليل على توافر الأجواء الطيبة، وما لمسته فعلياً هو إن أهالي سامراء كان لهم موقف ايجابي إلى درجة كبيرة في استقبال الزائرين.
* هناك نقطة مهمة أودّ التركيز عليها وقد سبقت عملية زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في ذكرى استشهاده عدد من الزيارات ما بين أهالي محافظة صلاح الدين وكذلك أهالي محافظة الأنبار وديالى العتبة الحسينية المقدسة وبالعكس، فكيف تنظرون إلى تأثير هذه الزيارات حول إعادة الوضع في سامراء كما كان في السابق والى ما حدث في الزيارة الأخيرة ؟
- طبعا هذا التواصل رائع جدا ويعطي صورة للآخرين خصوصا للأعداء إن أهل العراق مكوّن واحد وهذا التواصل قد حصل في بقية العتبات أي في النجف الاشرف كذلك في الكاظمية كذلك في المناسبات المختلفة فترى شيوخ ووجهاء الطائفة السنية يصلون إلى العتبات المقدسة وترى هذا التواصل مستمرا وهذا دليل ساطع على إن العراق يسير باتجاه سليم وباتجاه الوحدة والإخوة والسلام والأمان.
واكرر هنا وأقول إن موقفي وموقف الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني موقف واحد نحن مع هذه التوجهات ونصرح بها في الداخل أو الخارج، والمهم من ذلك إننا صادقون ونتكلم بوحي رسالة الإسلام ووحي توجيه النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) وبوحي المراجع العظام ولاسيما أية الله العظمى السيد علي السيستاني (حفظه الله).
حاوره /رائد عصام العسلي وعلي حسين الجبوري
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة