- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لهذه الأسباب لا يمكن اعلان الدولة الكردية
حجم النص
بقلم علي الموسوي العالم قائم على المصالح الاقتصادية والسياسية ونحن جزء من هذا العالم والكرد لن يكونوا استثناء من هذه المنظومة العالمية، لذا يشترك الجميع في هذه المصالح وله حقوق وعليه واجبات. تعالت الأصوات وشحنت النفوس بنزعة الانفصال والاستقلال وبالحلم لقيام الدولة الكردية في شمال العراق وقد يكون هذا الحلم حقيقة في يوم ما ولكن رؤيتنا الواقعية لهذا الملف المعقد تختلف مع ما يذهب اليه السيد مسعود البرزاني في تهديداته المتواصلة بإعلان الدولة والانفصال قريبا واعتقادنا ان هذه التهديدات ماهي الا سياسة مدروسة لتصعيد المواقف مع الحكومة المركزية للحصول على المزيد من المكاسب والأموال! وسوف لن يتوقف القادة الكرد عن هذه التهديدات وستبقى حالة الابتزاز السياسي الكردي لأي حكومة قادمة ويكون حالها حال حكومة الجعفري والمالكي! وفي الوقت الذي ندعو الى التعقل في المحادثات وحل المشاكل بين المركز والكرد بالطرق السلمية وتجنب اي اصطدام عسكري في المستقبل، نؤكد أيضا الوقوف بحزم امام أي أطماع كردية وأي ابتزاز يحاول ممارسته الكرد خاصة بعد سيطرتهم على كركوك والمناطق المتنازع عليها وفقا للمادة 140 ونود التذكير بان الشارع العراقي يتحرق من تصرفات البرزاني وهو في حالة غليان كبير وخطير جدا وعلينا كسياسيين أن لا نضحي بالغالبية من أجل ارضاء البرزاني والقادة الكرد او الخوف من تهديداتهم المتكررة بإعلان الاستقلال وكمراقب وباحث سياسي لا أجد اي مقومات في الوقت الحاضر لاقامة الدولة الكردية للأسباب التالية: أولا: وجود صراع داخلي كردي كردي في الاقليم يحاول بسط نفوذه على معظم المراكز الحساسة ضمنها رئاسة الاقليم وقد تم الاتفاق بين الاطراف الكردية نفسها بالتقاسم على خيرات العراق وعدم الاكتفاء بحدود الاقليم ومنها رئاسة جمهورية العراق والمناصب البرلمانية والسيادية الأخرى لذلك لا يمكن للبرزاني بشحطة قلم أن يلغي هذه الاتفاقيات الكردية ويعلن الاستقلال ويذهب الجميع خالي الوفاض. ثانيا: بالأمس وصل وفد ايراني رفيع المستوى برئاسة نائب أمين المجلس القومي السيد رضا أميري مقدم والتقى مع السيد مسعود البرزاني واوصل رسالة مفادها لا استقلال، نعم للمزيد من التعاون والعمل المشترك مع المركز ومستعدون لتقديم المساعدة والمشورة بين الطرفين. ثالثا: وصول السيد برزاني الى أنقره بطلب من أوردغان وتحذيره من التمادي في اعلان الدولة لما فيه من اثارة للمشاعر القومية الكردية في تركيا والحفاظ على المصالح والاستثمارات التركية في الاقليم وقدرت بعض التقارير الاقتصادية حجم الاستثمارات التركية وصل الى أكثر من 100 مليار دولار.. رابعا: بنى الاقليم ميزانيته على ما يحصل عليه من المركز 17% من الموازنة السنوية المالية العامة، واذا افترضنا ان واردات الاقليم من النفط المستخرج من الاقليم لعام 2013 تقدر ب 250000 الف برميل أي بحدود 9.5 مليار دولار على أن يعيد الاقليم هذه الاموال الى المركز ليستلم بعدها بحدود ال19 مليار دولار ولكن الاقليم لا زال يماطل باحتساب هذه الأموال من بيعه للنفط واستقطاعها من النسبة 17 % بل يطالب اليوم بزيادة النسبة الى 19 % ويحتفظ لنفسه بالعائدات من بيعه الكثير من النفط المهرب والمسروق!! ويقدر خبراء الاقتصاد ان مجموع المبالغ التي يريد الاقليم الحصول عليها من المركز تصل الى 26 مليار دولار سنويا عدا مطالبة الاقليم بتسليح البيشمركة من الموازنة العامة وبحسبة بسيطة لا تتجاوز واردات الاقليم السنوية أكثر من 17 مليار دولار في حال اعلانه الانفصال وقيام الدولة الكردية ولا يمكنه الايفاء بوعوده الاقتصادية والتزاماته بالموازنة التي بنيت على أرقام فاحشة يحصل عليها الاقليم من المركز وعلى حساب المحافظات الأخرى!! وللتوضيح لو افترضنا ان دولة كردستان أصبحت قائمة فمن أين يأتي البرزاني بهذه الأموال لسد عجز الميزانية ؟ خاصة وهو يعاني من بيعه نفط الاقليم بأسعار متردية لا فتقاره الحدود البحرية ومحاصرته الجغرافية من قبل تركية وايران والعراق، هذا لو افترضنا ان الامور تسير بشكل طبيعي بعد اعلان الدولة الكرديه وتبقى العلاقات طبيعية مع الدول الثلاث!! كل هذه الاسباب لا تسمح بقيام دولة كردستان في الوقت الحالي، وعدى ذلك فانه ضحك على الذقون وابتزاز سياسي الغرض منه الحصول على المزيد من المكاسب!! ولو ترك الأمر للبرزاني فسيطالب غدا حتى ببغداد! ولن يتوقف أبدا عن مطاليبه التعجيزية ... أعان الله أي حكومة قادمة على هذا الابتلاء..