حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لايخفى على احد ان سبب فشل جلسة البرلمان الاولى والثانية هي بسبب تسمية رئيس الوزراء، وسبب التنافر بين الكتل البرلمانية هي رئاسة الوزراء، فهذا يرفض بشدة وذاك يتمسك بشدة، ودول الجوار ومنها السعودية ترفض بشدة، ولكن الاسباب والتحليلات المنطقية لهذا الرفض لهذه الولاية لاسيما انها جاءت من عدة اطراف سنية وكردية وشيعية وبالمقابل هنالك من السنة والكرد والشيعة ممن لا يمانعون بان تكون الولاية الثالثة للمالكي، ولكن لماذا الرفض ولماذا التمسك ؟ الرافضون يقولون ان المالكي سبب ازمات وفشل في الملف الامني، هذا طرف من المعادلة، طرف اخر ان السعودية هي راعية الارهاب في العراق، هنا النتيجة المعقدة، فلو كان المالكي فاشل في الملف الامني فان ذلك من دواعي سرور السعودية بل انها هي من تطالب ببقائه حتى يبقى الدواعش يعبثون بالدم العراقي. المتمسكون بالمالكي يعتبرونه رجل المرحلة وانه افضل من يردع الارهاب هذا طرف من المعادلة، الطرف الاخر القنوات والمواقع المؤيدة للمالكي تذكر كم هائل من العمليات العسكرية والاستباقية في قتل الدواعش في المنطقة الواحدة عدة مرات مما يدل على ان هؤلاء الدواعش موجودون على اطراف بغداد، النتيجة المعقدة لو ان المالكي افضل من يردع الارهاب فان النتائج الارهابية الان المنتشرة في كل مكان لم تكن بين ليلة وضحاها بل انها كانت تخطط لذلك واستخبارات المالكي نائمة، فالمفروض الاستئصال وليس الدفاع. المالكي متمسك بالولاية الثالثة لانه استحقاق انتخابي، ولو اخذنا حجم الكتل الرافضة لولاية المالكي فبالرغم من انها غير متحدة تحت كتلة واحدة فانها اكبر من كتلة المالكي، ولو قال المالكي ان هنالك من انضم اليه وهو الان اكثر من النصف، هنا نسال لماذا لم يرشح نفسه للولاية الثالثة علنا في الجلسة الثانية ؟ دستوريا غير جائز لان تكليفه ياتي بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وهل رئيس الجمهورية ضمن الثلثين ؟ ولو كان ذلك فالثلثان لا يؤيدان من غير مكاسب، ولو ان الكتل خارج التحالف الوطني تضمن الاستتباب الامني اذا تنازل المالكي، فما علاقتهم بالدواعش حتى يتحقق الامن ؟ ام لديهم عصا سحرية يستطيعون بين ليلة وضحاها تحقيق الامن ؟ ولو كان كذلك فلماذا لم تحققوا الامن خلال السنين السابقة ؟ هل المالكي حجر عثرة ويهمشكم في القرار السياسي ؟ فلو كان كذلك فلماذا لم يرشح رئيس للبرلمان من كتلته ويضمن له التصويت بحكم من يؤيده ؟ وان قلتم لا يوجد من يؤيده، فلماذا لم ترشحوا غيره لمنصب رئيس الوزراء وانتم حسب ادعائكم الاكثرية ؟ اذا كان الدستور يمنح الكتلة الاكبر حق تشكيل الحكومة، فمن منح منصب رئيس الجمهورية للاكراد ورئيس البرلمان للسنة ؟ ولو ان الاكراد والسنة تحالفوا واصبحوا الكتلة الاكبر وهذا يعني انهما من يشكل الحكومة، فهل لزاما عليهم ان يرشحوا شيعي ضمن كتلتهم ؟ واذا كان كذلك فهل البقية ملزمة بترشيح كردي لرئاسة الجمهورية وسني للبرلمان ؟ اذن الانتخابات اضحوكة!!! ايها السادة الفائزون بالانتخابات، انتم في واد والشعب العراقي في واد، لم يفكر اصحاب القرار في العملية السياسية ولو لوهلة قصيرة بمعاناة الشعب العراقي، اخيرا اقول ان للمرجعية العليا في النجف الاشرف كان لها الدور الرئيسي في انجاح الانتخابات ولها الدور الرئيسي في افشال مخطط امريكا والسعودية وقطر واسرائيل اختصارا (داعش)، فاننا ننتظر منها الدور الرئيسي لحل هذه الازمة ولا ننتظره من امريكا او ايران او السعودية