حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ مسألتان في غاية الخطورة والأهمية الإستراتيجية تستحوذ أولاهما على اهتمام "كاف" من اغلب الفرقاء السياسيين و"تؤرق" بعضهم للحصول عليها باية طريقة كانت في حين ان المسألة الثانية ـ عكس الاولى ـ لا تحظى بالاهتمام الكافي الا ما ندر ولا يعدو الامر مجرد أمنيات وتوهيمات وسفسطات ليس لها حقيقة على ارض الواقع. المسألة الاولى هي الحصول على منصب رئيس الحكومة او رئيس الوزراء او بحسب التوصيف الدستوري (المادة (75):- رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، يقوم بادارة مجلس الوزراء، ويترأس اجتماعاته، وله الحق باقالة الوزراء، بموافقة مجلس النواب) ما يعني ان رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية في الدولة وبيده مفاتح الامن والنفوذ والاقتصاد والاستثمار وغير ذلك ويمتلك القوة الفاعلة سياسيا وحزبيا تؤهله الى تبوؤ مراكز النفوذ والسيطرة وضمان مستقبل سياسي ناجح له ولكتلته وهو منصب يتقاتل "ويستميت" عليه اغلب الفرقاء السياسيين وكأنه مغنم سياسي او وظيفة بدرجة شاغرة تحتاج الى من يملؤها وليست لها اية علاقة بالسياسيات العامة للدولة ولا بالستراتيجيات العامة لإدارة الدولة والوزارات والبنى التحتية والامن القومي وملف الاستثمار والغريب ان بعض الكتل السياسية ادعت "جاهزيتها" لتولي هذا المنصب في حال اخفق السيد المالكي في الحصول على ولاية ثالثة وان بعض الكتل وضعت خطا احمر على تولي السيد المالكي هذه الولاية وكأنها ـ أي هذه الكتل ـ قد استبقت نتائج الانتخابات وقاست مناسيب الترشيح لاكثر من عشرين مليون ناخب لهم حق التصويت وحددت سلفا من هو رئيس الوزراء القادم.. رئيس الوزراء الذي ليس امامه خط احمرعريض!! فيوجد قصور بالوعي السياسي لأغلب الفرقاء السياسيين فالدولة لاتختزل او تختصر بشخص او كتلة كالسيد المالكي او غيره فهذا شأن متروك لصناديق الاقتراع فهي وحدها من يقرر ذلك ويجب ان لايذهب التكهن بالفوز حد التسقيط السياسي. اما المسالة الثانية التي ليس لها "حظ" كاف من الاهتمام السياسي هي مسألة تشكيل حكومة اغلبية سياسية إلا ماندر وهي في الوقت الذي تثير حساسية اغلب السياسيين خوف الاقصاء والتهميش او الاشتغال السياسي وراء الكواليس او اداء العمل السياسي في "الظل" فهي صارت اكثر من مطلب سياسي وجماهيري وان بدت في الافق القريب اشبه بالمستحيلة بحسب الطبيعة التوافقية التي تأسست بموجبها العملية السياسية الحالية والنمط التشاركي المحاصصاتي . كاتب واعلامي مستقل [email protected]