- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عقيل الطريحي ... انها كربلاء (الحلقة الاخيرة)
حجم النص
عباس عبد الرزاق الصباغ بداية ـ وختاما ـ ودائما اتوجه بالشكر الجزيل للاخ عقيل الطريحي محافظ كربلاء الحالي (واتمنى ان يكون المستقبلي لاعتبارات مهنية فقط) على المكالمة اليتيمة التي اتحفني بها لانه من غير المعقول في عراقنا وكربلائنا ان يتصل المحافظ شخصيا بشخص عادي وبسيط، يشاطره هموم كربلاء مع عتبي الشديد والمر على جميع المسؤولين في كربلاء ومن ضمنهم الحكومة المحلية في كربلاء لعدم وجود أي مؤشر منهم او رد فعل ولو كان بسيطا على ماطرحته من سلبيات (مازالت كلها موجودة) في شارعنا الكربلائي وكأن هذه الامور لاتعنيهم ولا تعني مدينة كربلاء التي هي مدينة الحسين فلم يجب احد او يكلف نفسه ويتساءل عن موضع الخلل الذي يخص مسؤولياته وهو ما يدل على ان المسؤول الكربلائي لايهمه من وسائل الاعلام الا التي تذكر "محاسنه" و"مناقبه" و"منجزاته" اما الذي يحترق قلبه على مدينة الحسين فيُرمى بالإهمال وعدم الاهتمام لذا ارتأيت ان تكون هذه هي الحلقة الاخيرة من سلسلة (عقيل الطريحي.. انها كربلاء) لعدم وجود نتيجة لاي كلام يدور حول كربلاء وهذا ما لمسته من الحكومة المحلية السابقة بادارة السيد الهر الذي تربطني به اكثر من صله فضلا عن بقية أعضاء الحكومة المحلية السابقة والحالية(واعضاء البرلمان) فالكثير من صلات القرابة (القريبة) والزمالة والجوار والصداقة تربطني بهم فضلا عن ان بعضهم قد تتلمذ على يدي فقررت حجب بقية الحلقات من هذه السلسلة لهذا السبب رغم ان في جعبتي الكثير والكثير عن واقع كربلاء فلم أكن أتمنى ان تكون هذه الحلقة الأخيرة لعدم اقتناعي بوجود اية جدوى في الكتابة حول واقع كربلاء وهذا مؤشر إعلامي وسياسي خطير يدل في بعض مضامينه على مستوى العملية السياسية في البلاد التي أشبعتها تناولا وطرحا في مقالاتي وبحوثي ودراساتي وهي موجودة في وسائل الإعلام لمن يشاء الاطلاع عليها. واعود القهقرى لتذكير السيد الطريحي والعودة الى الحلقة الاولى من هذه السلسلة (بحسب علمي انها الاولى على مستوى العراق حين يكتب اعلامي عن واقع مدينته بتجرد عن المحسوبيات والمنسوبيات والحزبويات و"اللواكـة") التي كتبت على أسس إعلامية ومهنية وليس لاسباب اخرى كما يفعل بعض ممتهني الاعلام والصحافة هو الإجراء الجدي والحقيقي الذي قام به السيد الطريحي بتنظيم وتنظيف مركز مدينة كربلاء (مدينة الحسين) تنظيما حضريا وحضاريا وتمدنيا ومدنيا وزرع البذرة الاولى لإظهار كربلاء بما يتناسب مع مستواها الحضاري والديني والعلمي وقد استبشرت انا شخصيا بهذا الإجراء رغم انتقادي للشدة والقسوة المفرطة التي اتخذت في حينها ضد بعض الكسبة الذين لامعين لهم ولعوائلهم سوى بسطياتهم البسيطة وكان يجب تنظيم عملهم اولا او تبليغهم او تخصيص سوق لهم الا ان بعض الأوباش المحسوبين على الكسبة ومن حثالات المحافظات والمجرمين الهاربين من مدنهم وعشائرهم قاموا بالهتاف بحياة صدام المقبور وسط مدينة الحسين ولم يحترموا مشاعر هذه المدينة المظلومة والمحرومة فكان الإجراء الصحيح الذي اتخذه السيد الطريحي ضد هؤلاء وفعل التنظيم والتنظيف هو الذي دعاني الى فتح ملفات كربلاء المأزومة والمتأزمة الا اني ارى بان تلك الإجراءات قد تبخرت فتلاشت مع أهميتها وجزئيتها المكانية ولكن لأهميتها لتتسع لبقية مناطق كربلاء كما كنا نأمل مازالت شوارع وازقة كربلاء تعج بالنفايات والانقاض ومازال من هب ودب يفترش الرصيف والشارع (في مركز المدينة) على راحتهم ويقولون (ماكو حكومة و عمي ياحكومة يابطيخ!!!) فصار شارع الجمهورية مثلا وباب طويريج وشارع سيدنا العباس سوق هرج حقيقي ورجع كما في السابق (مزبلة) واغلب المحلات (حتى في الاحياء يخالفون القانون) ومازال شرطي المرور في كربلاء ومعه رجل الأمن (بكافة الصنوف) يقفون عاجزين عن استهتار الكثير من اصحاب السيارات (البعض منهم يرفع صوت مسجل سيارته بأغاني الكاوليه) واستهتار اصحاب الدراجات النارية والستوتات وغير ذلك ومازال بعض اصحاب المولدات يلعبون شاطي باطي بالمواطنين ومازالت الكثير من المشاريع اما مهملة او متلكئة ومازالت شوارعنا تغرق في اول مطرة ومازالت خطوطنا الكهربائية تتعطل باستمرار (خاصة في حي الحسين) الحي الراقي والعريق والذي لايختلف عن أي حي من احياء البستنة والتجاوز الا بالاسم وسنفرد مقالا خاصا عن حي الحسين وعن وضعه المزري بعنوان (انقذوا حي الحسين) في صرخة معلنة للحكومة المحلية في كربلاء لانقاذ هذا الحي إن كان هنالك من يسمع ومازالت ومازال الخريجون يبحثون عن عمل دون جدوى في حين يتم توظيف الاميين برواتب عالية (مهندس يتم تعيينه بثلاثمائة الف دينار أي ان راتب عامل البلدية اكثر من راتبه) ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال ومازال وهناك الكثير والكثير من هذا (بحبس النفوس) على رأي الجواهري في عينيته العصماء والمحزن والمؤسف والمؤلم والمفجع ان تكون كربلاء بهذا الشكل وهذا المستوى مع تقديرنا العالي للجهود الجبارة والعملاقة التي يبذلها السيد الطريحي في خدمة مدينة الحسين الا ان المسالة كما قلناها ان السيد الطريحي عندما استلم مسؤولياته محافظا لكربلاء ورث كما هائلا من الإخفاقات والأخطاء سواء أكانت قبل التغيير النيساني او بعده وكان الله في عونه وانا شخصيا من المساندين له والواقفين معه في السراء والضراء دون ان تربطني معه أي صلة وكما قلت سابقا ان كربلاء بحاجة الى رجل كفوء ونزيه ونظيف ويجب ان يقف معه أهالي المدينة وانا معهم ان شاء الله ولايتركوه وحده في الميدان كي ينجح في مهامه وان لا يخذلوه فلم احصل على أي رد من اية جهة او شخص او مؤسسة فكان شعورا مضافا بالمرارة. وكان الله في عون السيد الطريحي مادام في خدمة مدينة كربلاء فهي مدينة الحسين ايها السادة. ايها الكربلائيون تكاتفوا مع السيد الطريحي وتعاونوا معه ولاتتركوه وحده في الميدان فهو فرصة ثمينة لكربلاء ولكم قد لا تتكرر. باحث متخصص بالشؤون الإستراتيجية العراقية [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية