حجم النص
سامي جواد كاظم واهم من يعتقد ان في يوم ما كان للسعودية دور ايجابي في علاقتها مع العراق حتى في زمن الطاغية فان السعودية استخدمته كاداة لقتل العراقيين في حربه مع ايران ومن ثم الانتفاضة الشعبانية التي كان لها اليد الطولى في ابادة الشيعة والاكراد والاحرار من السنة، وبعد ان ادى ما انيط به أي طاغية العراق من دور تامري ضربته بالحذاء بالسماح للقوات الغازية من اسقاط نظام الطاغية، والامر ذاته يقال على اخوان المسلمين فالسعودية هي من دعمتهم ارهابيا ماليا وايديولجيا وحتى ان مرسي حالما فاز ذهب لتقديم الطاعة لملك عبد الله والاخير بارك له ولكن بعد ما تحقق الغرض السعودي ضرب مرسي بالحذاء ليناصر السيسي، والتاريخ ينقل لنا مثل هذا الغدر في تاريخ ال سعود وبحادثة مشابهة تاريخيا، وهي حادثة تحالف مؤسس الدولة السعودية عبد العزيز بن سعود مع حركة “إخوان من أطاعوا الله” المتطرفة إبان الحرب النجدية الحجازية، والتخلص منهم سريعاً بعد تحقيق اهدافه بأن سمح ووافق للبريطانيين بتنفيذ مجزرة ضدهم عندما حاولوا التوسع نحو العراق، ثم قضى عبد العزيز عليهم نهائيا في معركة “السبلة”. هذا السيناريو غير مستبعد في تكراره مع داعش اذا ما لاسمح الله بذلك بفضل فتوى المرجعية التي جاءت في الصميم والتوقيت السليم بان تحتل موطا قدم في العراق، فانها سوف ترتكب مجازر بحق داعش على الساحة العراقية وهي تاكدت من فشلها في سوريا جاءت للعبث في العراق. نعود لماذا تكره السعودية العراق ؟ هل ان العراق اعتدى على اراضيها ؟ هل قام بسرقة نفطها ؟ هل حرض اعداء السعودية على حرب السعودية ؟ هل قتل شعبها ؟ هل ارسل ارهابيين الى ارضها ؟ هل و هل و هل...ولا تنتهي الـ هل. من خلال متابعة الاحداث والرجوع الى تاسيس الدولة الوهابية يظهر التناقض والخلاف الشديد بين العقائد الوهابية والامامية، فليكن هذا الخلاف فانه موجود وبقوة بين كثير من الاديان والمذاهب والاحزاب فهل هذا يعني هو قتل كل من يخالفني ومعاداته ؟ الجواب كلا. السبب الوحيد والمنطقي وهو ما ظهر على الساحة الاسلامية في العشر سنوات الاخيرة ان الوهابية تعلم علم اليقين بان افكارها فاسدة وغير اسلامية بل انها لا تستطيع ان تقنع حتى السذجة وكل من يقول بها الان هو لاغراض شخصية او اجرامية، وعليه اذا ما كانت هنالك علاقة بين العراقي الشيعي والسعودي الوهابي علاقة حوار ونقاش فانها تعلم علم اليقين بان الوهابية الى زوال. قد لايعلم البعض حجم الاموال التي صرفتها السعودية على مشايخها في نشر الفكر الوهابي في افريقيا مثلا ومن ثم باءت بالفشل ليس لانهم لم يعتنقوا الفكر الوهابي بل لانهم اصبحوا شيعة ودعايتهم ردت عليهم بشكل معكوس واصبحت دعاية للشيعة وهذا الامر الذي جن جنون ال سعود. مشايخ وهابية في المغرب العربي طلبوا النجدة من السعودية بان المغاربة يتشيعون بالالاف في المغرب وقد اظهر احد تقاريرهم مسجد شيعي قبل عشر سنوات اثناء صلاة الظهر وفيه عشرات من المصلين واظهر نفس المسجد الان وفيه الاف من المصلين الشيعة ليؤكد خبر اندحار الوهابية، ومثل هذا الامر فان السعودية تلجا للحكام للقضاء على الشيعة كما فعلته مع بعض الحكام العرب وفي العراق خاب املها ولم يتحقق غرضها كون الحاكم شيعي وزادت خيبتها حالما اعلنت نتائج الانتخابات الاخيرة فلجات الى اجندتها داعش ومن بمعيتها بتحقيق ماربها. الخلاف لانهم لا يريدون للعراقي ان يلتقي السعودي وهذا امر مستحيل بحكم اجهزة الاتصالات المتطورة اليوم
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟