- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مداخلة بخصوص المفاضلة بين النبوة والامامة
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم المفاضلة المثالية بين شيئين يجب ان تكون خاضعة لظروف موحدة بينهما تتفق وطبيعتهما وفي الاغلب الاعم ان احد الشيئين يمتلك ما يفتقده الاخر والاخر يمتلك ما يختلف عن الاخر. المفاضلة بين النبوة والامامة دخلت في جدل تشعبت فروعه بل ان البعض منهم تمادى فيما ذهب اليه ولو نظرنا بعين الانصاف لهذين الامرين لاستطعنا اعطاء كل ذي حق حقه، وللاسف الشديد ان هنالك نواصب تحرف الكلم عن موضعه فتتهم الشيعة بانهم يفضلون الائمة عليهم السلام على رسول الله (ص) وهذا افتراء وقيح وكذب صريح. النبوة ينظر اليها من ثلاث محاور الا وهي الشخص والوسيلة والرسالة، وسننظر الى الامامة كذلك بنفس المحاور بغية الوصول الى الصورة السليمة لهما، شخص النبي وهو محمد صلى الله علي واله وسلم هو افضل البشرية بلا منازع ولو لم يكن ذلك لما اختاره الله عز وجل لان يكون خاتم الانبياء وهنا يدخل ضمن الاقل افضلية منه الامام. لربما يقول قائل ان الامام هو نفس النبي بدليل اية المباهلة " انفسنا وانفسكم"، نقول صحيح ولكن التفكر بتبصر فالامام علي عليه السلام هو من اكتسب الامتياز بجعله نفس محمد وليس العكس. المحور الثاني الوسيلة الا وهي المعجزة والمتمثلة بالقران الكريم فان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بسبب الاعجاز القراني والاتصال المستمر مع الله عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام ومعرفة الامة بذلك بحيث انه لو قال اخبرني جبرائيل لا احد ينكر او يكذب،هذا ناهيكم عن الاحاديث القدسية، هذه الاداة غير موجودة لدى الامام وستكون هي محور حديثنا بعد المحور الثالث. المحور الثالث هي الرسالة فالتبليغ بماهيتها كانت من قبل النبي ولكن تفاصيلها لمستجدات الحياة هي من مهام الامام، المهم ان الهدف واحد هو تبليغ الرسالة، لانها من مهام النبي قبل الامام فله الامتياز. بخصوص المحور الثاني وهي الوسيلة، من المؤكد ان الاداة التي بيد النبي ساعدته على التبليغ افضل من الامام، ولكن الجهود التي يبذلها الامام بعد الرسول هي الاكبر لانه لا يستطيع ان يدعي للقوم بانه على اتصال مع الله بواسطة جبرائيل، نعم هنالك امور غيبية عرفانية يتمتع بها الامام ولكن اصل هذه الامور هي النبي، واستخدامها وسط مجتمع اعتقد وتيقن ان الذي بعد النبي لا ياتي بمعجزات لاثبات مكانته وهذه المسالة جعلت دور الامام في هذه الظروف هي الاهم والافضل للمجتمع الاسلامي ولمسيرة الاسلام. روايات التاريخ تتحدث عن فرقة ادعت الربوبية لعلي عليه السلام، لماذا ؟ بسبب ما اظهره من علوم، الغلو هذه الصفة المقيتة كثيرا ما نهى عن هذا الامر المعصوم، لماذا؟ بسبب ما اظهره المعصوم من امور علمية وكرامات الهية، وهذه الكرامات لا يستخدمها الامام انّا شاء بل وفق ظروف هو ادرى بها. عدد المقاتلين في بدر كان قليل ولكن الله عز وجل امدهم بجنود من السماء، وعدد المقاتلين مع الحسين عليه السلام ايضا قليل ولكن الله عز وجل لم يمدهم بجنود مع العلم ان الهدف واحد من المعركة، هنا تتجلى لنا الامامة ومكانتها بالنسبة لمن يحملها فانها تعمل ضمن ظروف اصعب من ظروف النبوة. فمعجزة القران انه تبيان لكل شيء حتى قيام الساعة وهذا التبيان لا يكون الا من قبل الثقل الثاني وهم اهل البيت فعملية المحافظة على المكتسبات التي حققها النبي محمد صلى الله عليه واله اصعب من تحقيقها لان المكتساب جاءت بمؤازرة الهية علنية للنبي على عكس الامامة فالمؤازرة لا يفقهها الا الامام وخواص اتباع الامام، ومن هذا المنطلق تكون مهام الامامة هي الافضل بحكم المصاعب التي تعترضها وتنجح في اجتيازها من غير معجزة الهية ظاهرة للعيان. العناية الالهية تدخلت لانقاذ النبي ابراهيم عليه السلام من النار ولم تتدخل لانقاذ الحسين عليه السلام، العناية الالهية تدخلت لانقاذ اسماعيل من الذبح ولم تتدخل لما جرى في الطف، العناية الالهية تدخلت لانقاذ يوسف من السجن ولم تتدخل لانقاذ موسى عليه السلام، وكل هذا للطف الهي خاص بالامام هم ادرى واعلم بما سيكون عليه الامر. فعندما يقول رسول الله خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اي انه لا بد من وجود امام مع القران بينما النبوة انتهى دورها بوفاة رسول الله صلى الله عليه واله اما دور الامامة فان الساعة تقوم اذا انتهى دور الامامة وهي ساعة وفاة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف. واما المقارنة فيما بين الائمة فما لدى الامام الحسن موجود عند الامام علي عليهما السلام والافضلية للامام علي لانه هو من منح ما يملك الحسن وهو حجة الله على الارض بعد وفاة الرسول بالرغم من وجود الحسنين عليهما السلام، وهكذا الافضلية لبقية الائمة فالاسبق هو الافضل.
أقرأ ايضاً
- لمرور سنة على تكليفه :محمد توفيق علاوي يكشف بعض الحقائق بخصوص تشكيل الكابينة الوزارية
- الأمام علي الهادي(عليه السلام) وألق النبوة
- توقعات الفلكيون لعام 2017 بخصوص العراق