حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي تعودنا أن نشاهد جعجعة الحمايات وتدافع المناكب وأصوات المنبهات وغير ذلك من المشاهد الغريبة والعجيبة ,كل ذلك تعودنا أن نراه حينما يحضر مسؤول ما إلى ارض الملعب ,ويبدو إن هذه المشاهد باتت تشكل وضعاً اعتيادياً لدى الجمهور الرياضي ,فالسيد المسؤول يحضر الملعب وسط إجراءات امن مشددة , والجمهور كان للأمانة لا يكترث لهذه المظاهر لأنه يحضر لمتابعة مباراة فريقه المهم لدى الجمهور أن يفوز فريقه , لايهمه إن حضر زيد أو غاب عمر , فالسيد المسؤول الغارق بنرجسيته تعودنا أن نراه في الملعب وهو يجلس في مقصورة الملعب بعد أن يتم تأمينها أولا وبعد أن يتأكد سيادته من وجود أجهزة التبريد والتكييف , وبعد أن يصعد المقصورة يحيطون به حمايته من كل جانب مما يفسد على الآخرين في المقصورة متعة مشاهدة المباراة ,وتعودنا أيضا أن نشاهد المسؤول في الملعب ينزل الى ارض الملعب وحماياته يهرولون ذات اليمين وذات الشمال وهم يتسابقون أمامه وحينما تنتهي المباراة يخرج من الملعب وسط ضجيج السيارات المرافقة له , ويبدو إن هذا السلوك الذي يسلكه المسؤول قد تحول إلى ثقافة لدى المسؤول , فلم نعد نشاهد مسؤول حكومي يخرج بطريقة اعتيادية بدون ضجيج فقد تعود المسؤول الحكومي لدينا على تلك المظاهر حتى باتت تشكل ميزة مهمة من مميزات شخصية المسؤول ,نقول ذلك بعد أن تفاجأ الجميع بالسيد محافظ كربلاء الأستاذ عقيل الطريحي الذي كسّر جميع هذه القواعد وتجاوز جميع هذه المشاهد حينما حضر إلى ملعب كربلاء لمتابعة مباراة كربلاء والشرطة والتي جرت ضمن مباريات الدوري العراقي , حضر محافظ كربلاء إلى الملعب , لم يصعد الى المقصورة وإنما اتجه إلى المدرجات حيث يجلس الجمهور , اجل جلس مع الجمهور على المدرجات المتهالكة والغير نظيفة ,جلس بينهم وهم يهتفون ويصفقون بأهازيجهم وطبولهم ,تحدث معهم وصفق مثلهم ,هتفوا له ولكربلاء ,لم يكن محافظ كربلاء بحاجة إلى هكذا مبادرة , وإنما جمهور كربلاء الرياضي كان متعطشاً لهكذا مبادرة ,لان الجمهور الرياضي تعود أن يشاهد المسؤول خلال فترة الانتخابات فقط وألف فقط , حيث كان المسؤول يبحث عن حفنة أصوات هنا أو هناك وكان يريد من الرياضيين أن يكونوا له (كوبري) جسراً للوصول إلى كرسي البرلمان ,هكذا كان الجمهور يفهم المسؤول ,لكن السيد محافظ كربلاء أعطانا اليوم صورة جديدة لمسؤول يفرض حبه وتقديره وكارزيميته على الجميع ,فهو يتصرف بعفوية مطلقة ويتحدث بعفوية مطلقة يستمع إلى الصغير والكبير , هكذا نحن اليوم بحاجة إلى مسؤول يعيش وسط جمهوره لكي يعرف عن قرب ماذا يريدون وبماذا يحلمون ,مسؤول يعشق مدينته وناسه ,مسؤول يخدم بإخلاص وتفاني أن يحصل على حب الناس ولا غرابة أن نهمس بآذان المسؤولين ونقول إن حب الناس غاية ليس من السهولة أن يدركها المسؤول ,لكن محافظ كربلاء عرف كيف يكسب حب وثقة الجمهور الكربلائي , فهنيئاً لجمهور كربلاء بمحافظهم المميز وهنيئاً لمحافظ كربلاء بمحبة الناس والتي توجت في مدرجات ملعب كربلاء فقد قالها محافظ كربلاء ومن على مدرجات ملعب كربلاء أنا خادم كربلاء وأهلها ,أنا محافظ كربلاء بامتياز مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر