- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
(الكدر) العراقي ــ قراءة في الوعي الانتخابي.
حجم النص
بقلم:طلال فائق الكمالي الحلقة الثالثة هناك مثلاً شعبيا شائعاًً مفاده (الكدر ما يكعد إلا على ثلاثة أرجل). إذ يعد المثل أعلاه حكمة تجريبية عملية للركائز التي تكون محملاً (للكدر) الذي هو أيضاً يعد رمزاً للكرم والعطاء والجود، فمنه تُنصب الموائد المادية وقد يتعدى الأمر ليصل للموائد المجردة كالموائد المعرفية والقيمية بوصف ذلك تعبيراً مجازياً وكنايةً عما ذُكر. ولا شك أن الركائز الثلاث التي أكد عليها المثل هو المحور الأساس للمثل الشعبي، فهو يحكي عن الموروث الحقيقي لثقافة الأمة، وحرصها بالحفاظ على (الكدر) الذي يرمز للخير ومفرداته. وبما أننا نأمل أن تكون انتخابات البرلمان لهذا العام منعطفاً للارتقاء ببلدنا المثقل بالجراح والطعنات نحو التغير الايجابي وما يترتب عليه من أثر للإصلاح ثم التوجه نحو التطور المأمول سوية الدول والامم النامية والمتطورة، اذ تعد موائده المادية والمعنوية نابعة عن (طبخة) على وفق الاسس العلمية و التجربة الرصينة. وبما أن للبرلمان وظائف عدة منها سن القوانين وتشريعها، فضلا عن رسم الخارطة السياسية للوطن، ووظيفة الرقابة التي تعد صمام أمان الاجراءات الادارية، ناهيك عن تمثيل الشعب التي من أولوياته اشباع وسد حاجاته المشروعة في مجالات الحياة كافة، فإن الخير الذي سيتذوقه شعبنا الأبي من موائد البرلمان هو مرجعه (كدر) قد ارتكز على ثلاثة (أرجل)، مما يقتضي أن ننظر ما هي هذه (الأرجل) أو الركائز التي يجب أن تتوفر بالناخب لكي يكون مؤهلاً حقيقياً لحمل (الكدر). يبدو أن الركائز الثلاث من وجهة نظري أن تكون كالتالي: 1 أن يتحلى الناخب بوعي سياسي عميق يعي من خلاله اللعبة السياسية على الصعيد السياسي العالمي عموماً والاقليمي والمحلي ثانياً، مع ملازمة واضحة للعلوم والفنون الأخرى. 2 أن يكون قيمياً أي ان تكون هناك مساحة واضحة في قلبه وعقله وسلوكه للمبادئ والقيم. 3 أن يكون نزيها مؤهلاً دافعه المصلحة الموضوعية بدلاً من نشاطه الذاتي المحدود. فكل أمر أخر يعد ثانوياً نستطيع أن ندرجه تحت أحد هذه الركائز الثلاث التي يجب أن يتحلى بها الناخب ليكون ممثلاً حقيقياً لحمل (الكدر) العراقي، وأن الخلل في ركيزة سيؤدي الى انهيار القاعدة وبالتالي انهيار (الكدر) وما يحمله من موائد.
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- الوعي الوقائي